قد أخلص في غرسهِ الفلاحُ
محمد عبد الرحمن باجرش
[email protected]برقتْ لبرقِ ربيعِها الأرواح ُ
فليفرحوا حقاً بنصرٍ فجرُهُ
مَنْ زمجروا للحقّ حتى أيقظوا
ها قد أتى يجري نهارُهُ قادمُ
قل للذي في الخالدينَ مردِّدا
فأتى الربيعُ وفي الخريفِ لطالما
وتلذُّ في ذاتِ الإله معانيُ
غَرْسُ الشهيدِ أتاهُ جيلٌ رافدُ
وأمتد يانعُ فرعِهِ نحو السما
ما حَنَثتْ أيمانُهُ بلْ أكَّدتْ
يجري بها نهرٌ على أفنانِهِ
والعزم في نَيْلِ العُلا أجرى بها
هي جنةُ الأفراحِ تُنْسي ما مضى
هي عَبرةًُُ في الدهر تبقى عِبْرةٌ
فانذرْ بهِ وعيَ القلوبِ مُبَلغا
فتهُبٌّ تسمعُهُ القلوبُ لحسنِهِ
و تعودُ من صحراءِ تيهٍ فتيةٌ
قمْ للعُلا واعْقدْ له راياتِه
والجِمْ رُغاء الحاقدين بصدقِكمْ
و اروِ لهم مِنْ قبلكم ما قد رو
وابسطْ ظِلالَ أخوةٍ ومحبةِ
واذكرْ معيةَ خالقٍ ذي قدرةِ
و انشر من الفيحاءِ آيةَ حسنِها
يأتون من نهرِ الحضارةِ ينهلوا
مصرُ الحبيبةُ مهبطُ النيلِ الذي
نهضتْ ولن يُقعدُها شيُّ عن
عادتْ وعودٌ أحمدٌ و ممجّدُو ترعرعت في عشقِها الأفراح ُ
عاد ليضحكَ نورُهُ الوضاحُ
شمساً لها في العالمين صباحُ
وجبينُه التكبيرُ والإفصاحُ
"إنَّ الحياةَ عقيدةٌ وكفاحُ "
تتقلّبُ الأنواءُ والأشباح ُ
ينأى بها التصريح والإيضاحُ
وحماهُ من خيلِ الإباءِ جماحُ
وتلاحمت في أفقِهِ الأرباحُ
" قد أخلص في غرسِهِ الفلاّحُ"
تحكي الورودُ وبوحُهُا الفوّاحُ
نِيْلاً بهِ ماءُ الحياةِ قِراحُ
من كلِّ قلبٍ تعتليهِ جراحُ
والدين فيه عدالة و سلاحُ
يحلو به التكرارُ والإلحاحُ
ويعودُ من عهْدِ الغرام طِراحُ
أغواهُمُ الكذابُ والسّفّاحُ
فالوعدُ فيه غُدوةٌ و رواحُ
إن التديّنَ رحمةٌ و سماحُ
ى القرآنُ والإنجيلُ والألواحُ
تحيى بهِ الأجسادُ والأرواحُ
مابين كنْ يتفلقُ الإصباحُ
ما دوّنَ التاريخُ والإصحاحُ
ويعمّدوا ما عمّدَ السَوَّاحُ *
من تحت عرش ظاهرٌ نضّاحُ
المجدِ الذي قَدَرٌ لها و رياحُ
ومظفرٌ ومعــززٌ طَمّاحُ
*السوّاح :وصف للسيد المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام