خذها.. وأنت الفارس المغوار
خذها.. وأنت الفارس المغوار
أ.د. محمود السيد داود
أستاذ السياسة الشرعية المشارك
بجامعة البحرين وجامعة الأزهر
فى لحظة تاريخية فارقة لمصر، من يوم الأحد 24/6/2012م الموافق 4 من شعبان 1433هـ أعلن المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز الدكنور محمد مرسى بمنصب رئيس الجمهورية ، وصار بهذا أول رئيس مدنى منتخب للبلاد، وذلك فى انتخابات غاية فى الحرية والنزاهة، وفى هذا اليوم عاشت مصر عرسا ديمقراطيا عظيما لم تشهده من قبل، وفى نفس الليلة خطب د. مرسى أول خطاب له إلى جماهير الأمة، وتضمن الخطاب فيما تضمن : مغازلته لمصر، متحدثا عن عشقه وحبه لمصر، ذاكرا أنها هى الحبيبة التى تسكن القلوب، وفى ضوء هذا الحدث العظيم وفى ضوء هذه المغازلة ، كانت هذه القصيدة.
خذها .. وأنت الفارس قتالة .. فتانة .. فى سحرها معشوقة فُتن الرجال بثغرها معشوقة ضحى لأجل عيونها معشوقة ملأ الجمال جبينها معشوقة تَهَبُ الحياة كريمة فى قلبها غرف الجنان لمن حورية فى نيل بعض وصالها عقدت سباق العشق فى ميدانها وإذا بها رغم الحياء بنفسها أنت الذى قدمت صادق مهرها أنت الذى فاق الجنون غرامُكم فاظفر ببنت النيل إن رضابها سمراء " مصر " أقمت شامخ عرسها * * * اللهَ يا " مرسى " بمصر فباسمكم اللهَ يا " مرسى " فمصر كريمة اللهَ يا " مرسى " فمصر عزيزة اللهَ يا " مرسى " فمصر كنانة اللهَ يا " مرسى " فمصر عظيمة راقت معالمها وعزَّ نظيرها فيها يُعز الصالحون بنهجهم وبها يجوب الحق فى أرجائها وبها مفاتيح العلوم ، بعقلها وإذا المصائب قد ولدن عصية اللهَ يا " مرسى " بمصر، فإنها قد سانتدها نفحةٌ عُلويَّةٌ أهدت لأمتنا الربيع أبِيَّةً * * * يا شعبَ مصر على الدوام تحية فيها لأصحاب الدماء تِجلةٌ فيها لأشبال الكنانة شعلة فيها لأبطال العدالة عزة فيها الكرامة والعدالة والندى يا شعبَ مصر على الدوام تحية ما ذا فعلت وقد صنعت عجائباً فيها رأينا قطعةً فنيَّةً ما ذا فعلت وقد رأينا .. معجزاً وبه عزيمتكم، تقاصر دونها ما ذا فعلت وما رأينا مثلكم ويحطم الأغلال فى عرصاته عجبٌ .. رأيت الله سر حدوثه | المغوارُمعشوقةً رقصت لها يتساقط الشهداء والأحرار فبثغرها تتناحر الأقمـار بدمائهم وعيونهم أطهار وتزلزلت فى وصفها الأشعار من ريقها تجرى بها الأنهار تحـــــب وفى يديها لمن تصد النار يتسابق الأخيار والأشــرار وتسابق العشاق فيه وحاروا قد أكدت: أنت الفتى المختار وبدت عليك من الهوى أسرار وتواترت فى عشقك الأخبار شهد .. وكل طريقها أزهار وبيوم عرسك يبتدى المشوار * * * تتعلق الآمال والأوطار سارت على منهاجها الأمطار ولقدرها فوق السماء قرار أمنٌ وحبٌ دائمٌ وحوار هى قبلة للطائفين ودار من كل شيئ فى الجنان تغار ويذل فيها الحاكم الجبار فإذا تعثر .. ينهض الثوار كل العجائب فى الأنام تدار جاءت على أعتابها تنهار للمَشْرِقَيْنِ من الظلام نهار ولأهلها نحو السماء مسار وبها يُدوِّى للربيع قطار * * * فيها الجلال لديك والإكبار وتشع منها للورى أنوار يعلو لها فى الساحتين أوار([1]) فيها لحراس البلاد وقار كلٌّ لفعل الثائرين ثمار جلَّ الصنيع وجلت الأفكار فنيت لها ممن مضى الأعمار عجزت لعزف لحونها الأوتار دهشت له الأكوان والأمصار وهو الأساس العزم والإصرار فى العُرْبِ شعباً، رأسَهُ يختار ويموت منه القهر والإجبار سبحانه هو وحده القهار | الأقدارُ
[1] ـ المراد بالساحتين هما : ساحة التحرير بالقاهرة وساحة مسجد القائد إبراهيم بالأسكندرية وهما أكبر ساحات الثورة