فوق ضريح الكلام
بهاء الدين الخاقاني
سهام تمزق قلبي
توزعه كالهدايا ضواري اللئام
رضيع يؤرخ مأساته في اساطير جرح
لينحر دون فطام
فما استوقفني الهمّ .. لا الحقد .. لا الثأرُ
القلب والعهد ذابا بعين يظللها النارُ
سرتُ على رغم آثار دمّ
تموج في الجفن في لمعة دمْع
لعلّ به يرتوي بعضُ زرع
فقد كان يرفل حظي
ويفترش الروح رغم الضرام
فبين تأجج حرّ الهيام
شهدتُ مذابح حبّ
شهدت مغارب شمسّ
شهدت انهيار بلاد
ولكنني ما شهدتُ غروبا دون مشرق
او وقوعا بدون قيام
فأي دواء سيشفي الهوى المتدفق
بين شقوق تمزق روحي
ليطلقني من بقايا دفين
لبقيّةِ نزفٍ توارثته من فلول المنيّةِ
تبقى المنية تاريخ نفس المنيةِ
فهْي الحقيقة
فيها روايات انس وجنِ
تُجمّع تهشيم باقي ضلوعي
ترتق منسوف عظامي
أروحُ وأاتي
فما انتكست نبضتي في العروق
وما انحسرت غيبتي للشروق
وما بردت رجفتي للغرام
تملكتُ مهجة محبوبتي
فهّي تعرفني عاشقا
عاش خارج أيامه
كم يعاني بها نقما بانتقام
تكسر انفاسه في نسائم عشق
كجرة قد تشظتْ زخاريف نحت
كلوحة رسم
تناثر الوانها بالجدار
كموجة بحر
تحطم فوق السواحل مهجتها بارتطام
كما انفعلتْ كالبحور
مشاعرنا في ليالي البدور
كلذة قبلتنا ذوّبت آهة
فاستحالتْ هديلَ حَمام
كتمتُ على عبث من نبؤة موت
وانباء حبّ مسجى
وفتك كوابيس حالت عقولا الى الجاهلياتِ
أوطان في كتلةٍ من سقام
وحيدا توقفتُ فوق المشاهدِ
فوق شتات التفحّم للضمير
لأنزف بالصمت حرفي
تعتق فيه العذاب بكاسي وجامي
فوا اسفي تناسى له فطرة من كرام
تباكت له الشعراء
تراقب عشقا توارى في اتون الرمادِ
جناحين من لوعة للبلادِ
فكل الدموع دموع التماسيح من حولنا
والزمان يطير بدنيا الفراغ
على موطن من ضباب
تحوطه قافلة من ذئابِ
تسوره فوهة للجحيم
تهيأ بوابة لوحوش المهالك
مزق تاريخه سفر ظلم الممالكِ
صُفر الملاحم راياتها دون ايّ سلام
مقت احتفالات حزن
لكي لا أعاين نعش الغرام
تقطّع عند النحيبُ قلائد بين الرواياتِ
لتصمت وديانه من ضجيج الحياة
فأشدو أغان مهجّرة بالحكاياتِ
أواسي ليالي اليتاما
تزخرف من دم والدها حلمَها
ناحَ كالطير فوق الركام
فعشت لها انّة في الحطام
وحيدٌ ليَ الشعر يشعل عتم الظلام
ويعرف للدهرعشاءٌ أخيرٌ
ليصرخ فيّ فأين الكؤوسُ
واين المسيح وعيد الصيام ..
عرفتُ قد افترس اليأس يمحي هتافا
يشلّ من العمر صبرا
ويفتكَ همّا
تراءى بصدري سهولا
تقاوم ضد السهام
ليبقى دعائي يناشد قطر الغمام
ليبقى كياني
عناقيد من جسد للضحايا
تبيت القوافي تظللها كالسبايا
أعودُ فأسقيَ مقبرة الياسمين
وابذرها نرجسا
يتطاير فيها النوارس بين ماء وطين
لاحضن ملهمتي والدلال مواقد شوق
تلحّفني عطرَها مفّعة بالحياء
فينهشني دفئها بالتحام
فايغرقني موجها باحتلام
ليأخذني حضنها والشغاف مفاتن اِمرأة
خمرها خدّر الداء سكرا
فتنكشف النفس وهجا
مجاهيل همس تنوّم وخزا
فكانت لي الدفئ سترا
وكنت لها من لثام
فأبقى بنغم الهوى
أتأوّه فوق ضريح الكلام