نعم أنشقُّ
أحلام النصر
تُرى ما ذا
الزَّمانُ ؟! بهِ أرى عجباً بهِ دارا
فقدْ سادَ الطُّغاةُ وَكبَّلوا بالأسرِ أطهارا
وَقدْ عاثَ الفسادُ وَكانتِ الآلامُ أحجارا
تكسِّرُ كلَّ مَنْ يأبى الأذى لو قالَ أشعارا
!
وَلكنْ لا يدومُ الحالُ تأبيداً وَإدهارا
وَيا سبحانَ مَنْ سوَّى لنا في العمرِ أقدارا
فقدْ ثارتْ شعوبٌ ضدَّ ظُلاَّمٍ لتختارا
رئيساً صالحاً عدلاً كريماً كانَ مغوارا
فقدْ سئمتْ عهودَ الذُّلِّ وَالطُّغيانَ وَالعارا
وَقدْ نَشَدتْ حياةَ العزِّ وَالإنصافَ وَالغارا
وَإذْ بالمجرمِ الخوَّانِ شابهَ باللَّظى النَّارا
وَأصدرَ أمرَهُ بالقتلِ ضدَّ الشَّعبِ مكَّارا
رفضتُ شرورَهُ وَمضيتُ إيماناً وَإصرارا
وَأدري أنَّ ذا صعبٌ ، وَكانَ الصَّعبُ أطوارا
وَلكنِّي أريدُ العزَّ لا الخذلانَ وَالعارا
وَموتٌ في زمانِ الذُّلِّ خيرٌ مِنْ عِدىً دارا
****
نعمْ أنشقُّ إذْ إنِّي شريفٌ دامَ مغوارا
وَلنْ أُردي البواسلَ لنْ أكونَ اليومَ جزَّارا
إذا
ما الرَّأسُ بالطُّغيانِ وَالعدوانِ قدْ جارا
فكيفَ الجيشُ بالإجرامِ ضدَّ الشَّعبِ قدْ سارا ؟!
ألا
انشقُّوا ! لقدْ أقسمتمُ باللهِ أحرارا
بأنْ تفدوا بلادَكمُ ، تكونوا الجيشَ مغوارا
وَأنْ تُردوا غَداةَ الحربِ أعداءً وَفجَّارا
فهلْ شعبُ الشَّآمِ اليومَ أهدافاً لكمْ صارا ؟!
وَهلْ دُرِّبْتُمُ أَمَداً لكي تُردوهُ أشرارا ؟!
بمالِ الشَّعبِ سُلِّحتُمْ لكي تحموهُ أبرارا
****
نعمْ أنشقُّ مهما أحتسي همّاً وَإنذارا
وَلو عانيتُ أو قاسيتُ أو هدموا ليَ الدَّارا
أأعجبُ مِنْ حقودٍ ظالمٍ قدْ سامَ ثُوَّارا
بإجرامٍ كأنَّ لهُ معَ السِّلميَّةِ الثَّارا ؟!!
تَراهُ يُقَتِّلُ الأطفالَ في شَرَهٍ غدا عارا
!!
وَيختطفُ الحرائرَ وَاليتامى ، كانَ غدَّارا
أأعجبُ مِنْ شريفٍ صالحٍ ينشقُّ مختارا
عنِ
الإجرامِ إذْ يأبى الفسادَ وَيرفضُ الكارا ؟!
ألا
فانشقَّ لا تخشَ مِنَ الآلامِ محتارا
فَعُمرُ المرءِ منتهيٌ وَطيفُ الموتِ قدْ زارا
****
نعمْ أنشقُّ يا أمِّي فَتِيهي وَالبسي الغارا
وَلا تبكي إذا ما متُّ ، صارَ الطَّيفُ تذكارا
بلِ
ابتسمي وَقولي: إنَّني ربَّيتُ مغوارا
وَقبرُ المؤمنينَ رياضُ خلدٍ ضاءَ أنوارا
وَلو دُفِنوا بصحراءٍ شَكَتْ للكونِ إقفارا
وَروحُ شهيدِ ثورتنا تباهي اليومَ أطيارا
****
نعمْ أنشقُّ لا أنفكُّ بالخيراتِ إمطارا
سَمَوتُ برغمِ عدوانٍ وَقدْ شابهتُ أقمارا
فماذا لو يثورُ الشَّعبُ بركاناً وَإعصارا ؟!
يطالبُ بالعدالةِ رافضاً قهراً وَأسوارا
ينادي: إنَّني حرٌّ أبيٌّ لستُ منهارا
وَذا حقٌّ لهُ ، هيهاتَ يحجمُ عنهُ ما دارا
وَماذا لو دعا الدَّاعي وَمعهُ الرَّكبُ قدْ سارا ؟!
أذا
سببٌ لكي يُغتالَ إعداماً وَإسرارا ؟!!
وَماذا إنْ أتانا النَّصرُ أفراحاً وَأثمارا ؟!
فما
عذرُ الخؤونِ إذا طلبنا منهُ إقرارا ؟!
تُراهُ يقولُ : قدْ أُرغِمتُ أو أُسحِرْتُ إسحارا ؟!!!
فهلْ هذا سينجيهِ وَهلْ يكفيهِ إعذارا ؟!!!
وَهلْ ستسامحُ الثَّكلى ظَلوماً ساقَ أعذارا ؟!!!
****
نعمْ أنشقُّ حتَّى لو سكنتُ اليومَ أوكارا
وَلو عانيتُ مِنْ جوعٍ وَلو قاسيتُ أخطارا
نعمْ أنشقُّ يا قومي وَأطلبُ منكمُ الثَّارا
سلاحاً منكمُ أبغي ، كذا دعماً وَأذكارا
وَلنْ أنصاعَ في ذلٍّ وَلو أُجبِرْتُ إجبارا
وَسوفَ أحاربُ الشَّيطانَ في وطني لينهارا
هوَ
القردُ الوضيعُ بجرمهِ سَمَّوهُ بشَّارا
!!!
هوَ
الجزَّارُ يا صحبي وَسوفَ يموتُ إدبارا
أريدُ سلاحَ عزَّتنا بهِ سنزيلُ فُجَّارا
لكي
نمضي بإقدامٍ وَلا نُغتالَ فُرَّارا
أعدُّوا عدَّةً وَامضوا بكلِّ العزمِ كُرَّارا
وَجيشُ المعتدينَ غداً يزولُ وَيحصدُ العارا
يولِّيكمْ أوانَ الحربِ وَالهيجاءِ أدبارا
نعمْ أنشقُّ ، إخواني أريدُ السَّيفَ بتَّارا
لكي
أحميْ بهِ الأوطانَ أدفعُ فيهِ غدَّارا
****
إذا
أرضي بها سالتْ دماءُ الشَّعبِ أنهارا
فما
نفعُ الجنودِ إذاً ؟!! دعوا يا قومِ بشارا
!
دعوا عنكمْ قُرَيداً ظالماً غدِراً لقدْ بارا
وَقدْ أرداهُ إجرامٌ ، تَراهُ اليومَ قدْ خارا
أعيروني سلاحَكمُ لأمضيَ باسلاً ثارا
وَلا أبغي مدامعَكمْ ، وَلستُ أريدُ أزهارا
أعينوني لكي أَسْطِيعَ إقداماً وَإعمارا
وَكونوا لي كما كانَ الأُلى صحباً وَأنصارا
وَإنِّيَ رُمْتُ للإنصافِ تحقيقاً وَإظهارا
إلهُ الكونِ يأمرني وَإنِّيَ لستُ كَفَّارا
وَكانَ اللهُ مقتدراً ، وَكانَ اللهُ قهَّارا
رسالتنا بأنَّا سوفَ نحيا اليومَ أحرارا
وَنعبدُ ربيَ المولى وَليسَ سواهُ كُفَّارا
نعيدُ الفرحةَ الخضراءَ نمحو الدَّمعَ مدرارا
وَذا شعبُ الشَّآمِ سما ، بهِ باهيتُ أمصارا
لهُ
كلُّ التَّحيَّةِ وَالودادِ سَنَاً وَإكبارا