مجزرة معرة النعمان
مجزرة معرة النعمان
د. أيمن هاروش
هذه القصيدة الثانية التي القيت في الامسية وكنت كتبتها بعد مجزرة معرة النعمان في جمعة الحرية(آزادي)
حدثيني نسائمَ الأحزانِ
كيف أمستْ مَعرَّةُ النعمانِ
كيف صار الربيعُ فيها كئيباً
يسحق البغيُ زهرةَ الأقحوانِ
كيف تبكي سنابلُ القمحِ فيها
وكرومُ الزيتونِ والرمانِ
كيف أمسى الحمامُ فيها شهيداً
وشكا الفجرُ حرقةَ الأشجانِ
حدثيني عن الأحبةِ فيها
سحقتهم جحافلُ الشيطانِ
فتيةٌ مثلُ طلعةِ الصبحِ نوراً
وثباتِ الجبالِ في الإيمانِ
فتحوا العينَ للحياةِ بطُهرٍ
فإذا الليلُ ثابتُ الأركانِ
وجدوا الكونَ لوحةً من سوادٍ
قتلَ اللونَ خنجرُ الفنانِ
فدعاهمْ إلى الحياةِ إباءٌ
واشتياقٌ لعزةٍ أو جنانِ
ونداءٌ منْ بانياسٍ وحمصٍ
ودماءٌ على ثرى حورانِ
فتنادوْا إلى المعرةِ هبُّوا
أسدَ غابٍ لنصرةِ الخلانِ
فاشرأبتْ من جرجنازٍ ليوثٌ
عضدتها كفرنبلٌ كالسنانِ
ومَعَرْشُورِيْنُ الأَبِيَّةُ لَـبَّتْ
وَكَفَرُّوما بلدةُ الشجعانِ
ومَعَرْشِمشةٌ وحاسٌ وتلمنْـ
ـنِسُ لَـبَّتْ وغدفةُ الفرسانِ
جمعتهمْ يدُ الجراحِ فنادوْا
يَسْقُط الظلمُ خاويَ البنيانِ
يسقطُ البعثُ بيتُ كلِّ رذيلٍ
ونظامُ التتارِ والطغيانِ
فإذا الظلمُ جاثمٌ بحرابٍ
يقطعُ السيفُ منه كلَّ لسانِ
خشيةَ الحرفِ أنْ يثورَ فيحيي
أمةً ماتتْ في رباها المعاني
ثورةُ الحرفِ للظلامِ جلاءٌ
ولقلبِ المظلومِ كالخفقانِ
تِهْ بقتلٍ فإنَّنا سوفَ نبْقى
نُشهرُ الحرفَ عاليَ العنفوانِ
لنْ نهابَ المماتَ يوماً فإنَّا
قدْ مهرناهُ جنَّةَ الرَّحمْنِ
و سنحيا على الزمانِ بموتٍ
وسنسمو به على كُلِّ خَانِ
يَخنُقُ الموتُ قلبَ كُلِّ جَبانِ
وحياةُ الأحرارِ بالأكفانِ
سوف تبقى سوريةٌ أرْضَ عِزٍ
ويعودُ الإنسانُ للإنسانِ
-- --------------------------------------
الكلمات التي تحتها خط هي اسماء قرى في منطقة معرة النعمان