حَرائقُ المطرِ
حَرائقُ المطرِ
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]سَرَقَتْ زماني مِنْ يديَّ دقائقُه
قمَرُ المتاهِ إليّ سافرَ خيطُه
فشكمْتُ خيطَ الريحِ همسَ مشاعرٍ
وَمددْتُ أضلاعي بِسَاطَ تنهدٍ
أرْسلتُ أشواقي إليك يحفّها
الليلُ يسرِقني وَيشنقُ آهتي
هياّ خذيني عندَ صدْرِكِ قِبلةً
تعِبَتْ خَطاي فزمّليني عاشقاً
بغدادُ قلبُكِ بانتظارِ مَراكبي
سادَتْ خفافيشٌ بُموحِشِ مَهْمهٍ
فبيَ استبدّي لسْتُ أطلقُ صرخةً
ما زلتُ أجهلُ أينَ وجْهك قد مَضى
أنا بعْضُ ورْدٍ أيبسَتْه عَوَارِضٌ
ما زلْتُ أحلمُ أنْ يُكلّمَني فمي
ثغري تلبّدَ بالدماءِ وُلُوْجُه
غادرْتُ أيّامي تيبّسَ ضَرْعُها
والنّائباتُ استَهْدَفتْني نبْلُها
وزّعْتُ أمْسي والهوى بي حَاشدٌ
فأتى يجرْجرُ بالمُلاءةِ فيضُهُ
مُذْ أقفرَتْ سُحبي وحزْني قدْ رَبا
أيقنْتُ مُذْ أسْرَجْتُ عزُمَ أضالعي
حتّى إذا اشتدّتْ وَحَانَ مُحاقُها
أنْأى بروحي كي أُهرّيءَ غيْهباً
زمني جنونٌ للرّدى متعَطّشٌ
خبّأتُ في عينيْهِ جثّة أمّتي
أدرَكْتُ مُذْ قادَ الرّؤوسَ غريمُها
ودَريْتُ مُذْ شُلَّ الطّرادُ نعالُهُم
ونسيْتُ أنّي مَنْ حفرْتُ لحفرتي
طوّقتُهُ بدمي فأسرَجَ نفسَهُ
ثبّتُ خطوي في الدروبِ مُجازفاً
أبدَعْتُ فانداحَ الكلامُ منزّلاً
أعلنت أني الكربلاء بميتتي
إنْ كانتِ الشعراءُ أقعَدَها الوَنا
يكفي فخاراً أنَّ غيري أُلجِموا
وأنا ركبْتُ مُحارباً صهَواتِها
وأنا كغيري ما انحَرَفْتُ مُمَارياً
فتّشْتُ في كلّ القلوبِ فلمْ أجدْ
وقرأتُ في لغةِ الخفاءِ حوادثاً
رَعَشاتنا فيها توَضّأ نزْفُنا
أحْرَقتُ نفسي في سَماكِ مَداخناً
وأنا استحَلّ الجمْرُ معظمَ أضْلعي
مَطري غدوْتِ غَمائمي عَرْيانة
فاستمْطري عَطشي بأرضِكِ شهقةً
وَمَساحتي قلبي قليلٌ نبضُها
فتوحّدي حرْفاً بسَطرِ دفاتري
كفّي تُناطُ فمََارسي لطقوسِها
أنا مهْرجانُكِ والقصائدُ مَنْ لنا
إنّي لأخْشى من زمانِكِ صرخةً
كوني مَظلةََ أضْلعي أحْتاجُها
بغدادُ والجسرُ القديمُ يصيحُ ليوذُرَى العراقِ تَعُجّ فيهِ حَرَائِقُهْ
عَجْلانَ ترْحلُ بالغروبِ مَشارِقُهْ
لتجوبَ أنهارَ العبيرِ زوارِقُهْ
لتجيءَ نحوَكِ بالدّلالِ نمارِقُهْ
مطرُ الحنينِ فطوّقتْهُ بَوَارِقُهْ
فتموتُ لهْفى للعرارِ حدائِقُهْ
لتزورَ قبري لو مَضيْتُ غَرانِقُهْ
أوْهَتْهُ من سودِ العيونِ روامِقُهْ
ستجيءُ سكرى في يديْكِ خوارِقُهْ
وعَلا على كعبِ الأمورِ مُنافقُهْ
فهواكِ صيْحاتُ الحروفِ تراشقُهْ
ولأيِّ شِعْبٍ في دماي يُرَافِقُهْ
فسرَى سَحابي بالشّجونِ يُطابقُهْ
وتُزيلَ مُحْترقَ القرونِ صواعقُهْ
وتوشَّحَتْ بدمِ العصورِ سَرادقُهْ
فلوَتْ غصونَ الإنتهاءِ شرَانِقُهْ
ومضَتْ تُرَاشِقُني (فَرُغْتُ) بنادِقُهْ
بدفاتري وارْتجَّ حَشْداً بارِقُهْ
يزجي الوفاءَ مطرّزاً بي عابِقُهْ
ما زلتُ كفّاً لنْ تُدارَ مَرَافِقُهْ
أنّي الرحيلُ لمنتهايَ حَقائقُهْ
ألقيْتُ خَطوي للمَنونِ يُسابقُهْ
ألا يُقالَ دمي لبعضي خَارقُهْ
وتعدُّ تابوتَ السيوفِ حَوالقُهْ
ورَجَوْتُه ألا تباح عَتائِقُهْ
ستُساسُ في درْبِ الخَرابِ فيَالِقُهْ
سيدوسُنا وتسُودُ ويْكَ بَطارِقُهْ
فسقطْتُ ميْتاً والمَماتُ يُلاصِقُهْ
قلبُ الدّجى وبهِ تمرّدَ شاهِقُهْ
وأتيْتُ مِحْرابَ الفضاءِ ألاحقُهْ
وبكلِّ لفظٍ في يَدفُقُ دافقُهْ
وبان مني سوف يطلق ماحقُهْ
فأنا بإبداعي سيسْبقُ طَارِقًُهْ
فسَمَا لديَّ النبضُ يبدِعُ ناطقُهْ
مُذْ أدْلجَتْ حتّى يُوافي صَادقُهْ
وَحشدْتُ شِعري كي يُؤلّهَ سَارِقُهْ
قلباُ كقلبي أبدَعتْهُ بَوائِقُهْ 1
فتظلّمَتْ تشكو العقوقَ نَواعِقُهْ
وَمسافتي زَمنٌ تطيشُ حَقائقُهْ
وتلوْتُ فاتحةَ السماءِ تُعَانِقُهْ
وَغدا نزيفُ البوحِ فيّ يُسَابِقُه
وبها سَرابي غابَ عنهُ تَوَافُقُهُ
والإنتظارُ على ثراكِ يُشاققُهْ
هَصرُ الزمانُ جُنونَها وَذوالِقُهْ
لأكونَ حِبْرَكِ والطروسُ تُعانقُهْ
ولديكِ قلبي فيهِ قلبُكِ سَائقُهْ
صَدَحَتْ وَعَلّمَتِ الحُداةَ مآزِقُهْ
أنْ صاحَ فيكِ ولي تُعدُّ مَشانقُهْ
ظِلاً فتهمِسُ للنّخيلِ شقائقُهْ
والآنساتُ على الضّفافِ تُصَادقُه