نداء إلى حوّاء
19أيار2012
عمر أبو عبد النور
نداء إلى حوّاء
عمر أبو عبد النور الجزائري
نظرا لاستفحال ظاهرة الطلاق في المجتمع الاسلامي وتنكّد الأُسَرْ بالمشاكل الوهمية التي سببها الشُّره والرِّياء وعدم القناعة ، والتي تتسبب فيها المرأة في الغالب اهدي هذه القصيدة الى حواء التي اثّرت فيها الدّعاية اليهودية بإعلامها الموجّه المسلّط ، فصارت تعتقد انّ السّبيل الوحيد الى السّعادة الأسرية هو الاستكثار من المادة والتّفاخر بها ، والعبِّ من الشّهوات والمقتنيات ناسية او متناسية دور القيم الرّوحية والخلقية من بقين وصبر وعفّة ومودّة ورحمة ورضا بما قدّر الله ... في اضفاء السّعادة الحقيقية لا المُتوهَّمة على الاسرة المسلمة.
أزِفَ الفِراقُ وأوشكتْ حسراتُه جرتِ الدُّموع ُمن الصِّغار غزيرة ً أسفاً على زمَنِ الصَّفاءِ وأنسهِ أَوَ يا زمان الأنس بِتَّ مُهدَّدا أضحى الحبيبُ لودِّنا متنكِّرا أفلَوْ تذكَّر أنسنا وهناءنا حوَّاء إنَّك قد لجَجْتِ فأيقني فستندمين إذا شعرت بأنَّني وستندمين اذا رأيت صغارَنا وستندمين اذا سمعت أنينهم وستندمين اذا تجرَّأ شامتٌ وستندمين اذا تشوّه عرضُهم وستندمين اذا دهاك ضياعُهم وستعلمين اذا كَرَعت على القذى وستعلمين اذا وقعت على الثَّرى وستعلمين إذا أرِقتِ وحيدة ً وستعلمين اذا وعيت نصائحي فلقد أردتُك في الوجود يمامة ً فأبيت إلاَّ أن تُداس مواعظي فهل الحنادسُ كالضِّياء وقد سجت؟ وهل السَّعادةُ يا غريرةَ هالةٌ ؟ حوَّاءُ إنَّك قد حملتِ رسالة ً أو تسمعين لمن سَفَتْ لتهوُّدٍ أو تقتدين بمن تُهانُ كلعبة ٍ إنَّ السَّعادةَ والكرامة في الهدى والعيشُ كدحٌ والمراتب قسمة ٌ دنياكِ أرضٌ للزِّراعة والعنا فإذا أردتِ جَنا السَّعادة فازرعي ولقد علمتِ بأنَّ ربَّك عالم ٌ | فغدى الحبيبُ مُحيَّرًا يتلهَّفُ حُزناً وأدْمَتْ فالمآقي تنزفُ فلكَمْ مكثنا من حياضه نرشفُ صرنا عليك من الشقا نتخوَّفُ متحاملا ومعاندا يتأفَّفُ كيما يرقُّ فؤادهُ أو يُنصفُ أنَّ الحقائق بعد حينٍ تُعرفُ زوجٌ ودودٌ ناصحٌ أتعفَّفُ مثل الفراخ لعشِّها تتشوَّفُ لا من يُميط دموعَهم ويُكفكف ُ يبني المقال لطعنهم ويُزيِّفُ واتوك يوما سائلين ليعرفوا شرُّ الحمى للبائسين سيجرفُ أنَّ الضَّنا في ظلِّ عُشِّك أنظفُ أنَّ العنا في جنب زوجك أشرفُ أنَّ الهموم الى المزالق تصرفُ أنِّي حبيبٌ صادقٌ أتلطَّفُ نحو المكارم والكمال تُرفرفُ وأطعتِ حُمْقا ًمن غوَتْ وتُخرِّفُ وهل الجواهر بالتّراب تُصرَّفُ ؟ وهل الدّنيَّةُ بالمظاهر تشرُفُ ؟ أولى وأسمى من هواكِ وأشرفُ توهي الشّريعة بالهوى وتُحرِّفُ وحياتها خلف التَّوافه تُصرفُ من فيض قلبك بالتَّبتُّلِ تُغرَفُ والذِّكر نورٌ في المضايق يُسعفُ والسَّعي زرعٌ في القيامة يُقطَفُ تقوى الإله فجوُّ بيتِك يَلطُفُ وبأنَّ ربَّك عادلٌ وسينصفُ |