يوميات بطة
يوميات بطة
محمد الخليلي
بين بيشو وأنيسة
جلست والشرر بعينيها
تتأمل في أسد مقلوبْ
قالت ياولدي لا تحترْ
فالقتل عليك هو المكتوبْ ............. ياولدي
اقتل ياولدي أطفالاً
وشيوخا طراً ونساء
واشرب من دمهم أكوابا
فدم الطفل المذبوح هو المرغوبْ ............. ياولدي
لاتبحث عن سبب أبدا
للقتل ولا جرمٍ وذنوبْ
فالقتل بحقك مشروعٌ
لاقيدَ ولا رقما محسوبْ
فأنيسة أمك ياولدي
ربتك على الخلق المسلوبْ
فالدنيا ليست أخلاقاً
أو قانونا أو دستوراً
دستور الغاب هو المطلوبْ ................ ياولدي
فلأنت الأسد أيا ولدي
والأسد جسور هبَّارٌ
يفترس ولا ينظر سببا
قد يقتل من أجل غذاءٍ
أو يُهلك من أجل بقاءٍ
أو يفني من أجل عداءٍ
فبقاؤك في الحكم هو الأمر المرغوبْ .......... ياولدي
فعلام اسمك بشار يافلذة كبدي
وعلام اسمك أسد أيضا
إن لم تسحق ثورة أولاد القردِ ؟
يا أسدي اسحق من ثاروا
فجزاء من انتفضوا النارُ
فهمُ الأعداء الأشرارُ
لافرق صغار وكبارُ
أو جند مردوا ثوارُ
أو ناس عُزَّل أغرارُ
اقتل فلأنت القهارُ
والناس جميعا أشجارُ
ودماء الشعب لأجلك حتى تجري أنهارُ
لاتقلق فهمُ الفُرَّارُ
إذ إن رصاص الثأر عليهم مدرارُ
بيشو والشبيحة
أما ( الشبيحة ) فهمُ الكُرَّارُ
فلأنت زعيم للبلدِ
والخلق عبيدك ياولدي
فاقتل ما شئت من العددِ
ولتدعِ الباقي للكدِّ
أسميتك بشاراً ولدي
لتبشر أمك بالمجدِ
مجد الآباء ومجد ( سليمان ) الرَشَدِ
فاقتل ماشئت من الثوار الحمقى ياأسدي ............. ياولدي
استخدمْ شبيحة قتلِ
وازرعهم في أقرب أو أبعد حقلِ
اقتل بالجملة آلافا
فالأجسام تُعفَّر بالسحلِ
وعيون الثوار تُقلـَّع بالسملِ
وحناجرهم تنزع كي تصبح للثوار الحمقى أكبر مثلِ
ونساء الثوار سبايا للشغلِ
وذراريهم تبقى للعملِ
وتُغلُّ الأعضاء من الموتى منهم للثارِ
فلتسبوا كل نساء الثوارِ
ولتُهتكْ أعراض الأحرارِ
وليُقتل كل شيوخ الشعب الأبرارِ
ولتُردمْ كل الآبارِ
ولتخنق كل الأفكارِ
ولتُحرقْ كل الأمصارِ
ولتبقَ لوحدك يا بشاري
إذ أنت الحامي للأشرارِ
فاقتل ماشئت من القتلِ
وازرع جندك في أعلى جبلِ
وانشرهم في أوسع سهلِ
صبَّ على الثوار الآنك كالمهلِ
شتِّتْ لهمُ أبعد شملِ
لافرق بقتلٍ بين المرأة والرجلِ
أو شيخ أشيب أو طفلِ
بيشو طبيب العيون
يامن أنت طبيب عيونِ
اقتل بهدىً أو بظنونِ
اسحقْ من عاداك بحقٍ
واقتلهُ ياابني بجنونِ
فلك الحق بأن تتخطى
كلَّ حدود ... كلَّ ظنونِ
حقك أن تمسك كرسياً
في حكمك أبداً بسنينِ
فاحرص ألا تغفل يوما ً
عن دحر الخصم الملعونِ
إ ن ضقت فحالفْ شيطاناً
ليس يهمّ وأنت مكينُ
باسم مقاومة مزعومهْ
وممانعة جدّ سقيمهْ
تاجرْ بشعارات كثُرِ
باسم الخير وباسم الشرِ
فلك القانون المسنونُ
اذبحْ طفلا واشربْ دمه
فدماء الأطفال غذاءُ
وشراب الدم فيه شفاءُ
اذبحْ شيخا بالسكينِ
اسملْ عينا باسم الدينِ
يامن أنت طبيب عيونِ
اقتلْ ألفاً أو مليونْ
كل الناس فداك تكونْ ........... ياولدي
حافظ وحماة
إرث جدودك عبر عقودِ
احفظه من كيد حقودِ
( فسليمانُ ) الجد الأكبرْ
أسَّس مملكة لن تقهرْ
وابن نصير هو مولانا
أسَّس طائفة ترعانا
فلتحذر وأخاك الأصغرْ
فأبوكم حافظُ ياولدي
أسَّس لكما حكم العسكرْ
أياكم وضياعَ الملكِ
كي لا تحيا عيش الضنكِ
أو أن تحيا عيش عبيدِ
أسميتك ياابني بشارا
كي تصبح أكثر إصرارا
فتمسِّك بالحكم جهارا
وتقتِّل من ثار نهارا
فتسيل دماء أنهارا
فأبوكم قد كان فريدا
في سحق الثورة وعتيدا
فاضرب ثورتهم بحديدِ
طوِّقْ أيديهم بقيودِ
وليسقطْ مليون شهيدِ
لاجَرَمَ فهم ياولدي لك أشباه عبيدِ .......... ياولدي
بحماة الأمس لمن نظروا
مثلٌ يُحكى لمن اعتبروا
فأبوك القائد قد أفنى
من قاد الحرب ومن نصروا
قد هدَّم كلَّ معاقلهم
قد خرَّب كل مساجدهم
قد سوَّى كلَّ منائرهم
وترابَ الأرض فما انتصروا
فاضربْ ياولدي بالنارِ
ولتحرقْ كل الثوارِ
ولتقتلْ كل الأشرارِ
ولتقطعْ كل الأشجارِ
ولتحْطمْ كل الأحجارْ
كي يبقى كرسيك مصنوعا
من ذهب صافٍ رُصِّع بكريم الأحجارِ
ليذاع بكل الأمصارِ
خبر مدينة شذاذ الأفكارِ
فيهابك كل الفجارِ
ولتردعْ جيرانك ممن دعموا الثورة في شتى الأقطارِ
ولتخِفِ المدن السوريهْ
ممن تحمل أفكارا ثوريهْ
ولتحيي الأحلام الصفويهْ
كي تعضد حكماً للدول الشيعيهْ
كي تبقى العائلة الأسديهْ
أجدادك ياولدي من قبلك مكروا
قتلوا
ذبحوا
حطموا
حرقوا
لم يبقوا
أو يذروا
لاحكم بغير الذبح لمن ثاروا
أو حتى بحقوق فكَروا
الإعلام الأسدي
ولتفخرْ بقناة الدنيا
لتحقق مصلحة عليا
وتخلـَّص من تلك البليا
قنوات الشؤم العربيهْ
والفتنة بين طوائف سوريه
كانوا قد نسبوها للعلويهْ
لكن الفتنة يابشارُ خليجيهْ
( بجزيرتهم ) لو تعلم صنعوا ثورات كرتونيه
وأشاعوا الكلمات الثوريهْ
وأثاروا النعرات القوميهْ
فاكذبْ ما شئت لتبقى ياولدي
فالكذب سلاح يحمي القاتل من قَوَدِ
اكذب حتى يُغوى الناس بأنك صادقْ
ببمانعة تصريحيهْ
ومقاومة تمثيليهْ
تاجرْ بقضايا عربيهْ
أنك ستعيد الجولانا
وستحمي في القدس الأركانا
بفلسطينَ وأنت السابقْ
حالفْ إيران الشيعيهْ
ضد الأقطار السنيهْ
فابن سلول هو قائدنا
منذ التاريخ الأزلي
ولتسقط كل الأحلام التركيهْ
بخلافة حكمٍ عثمانيهْ
ولتغرق في البحر الأحلام الإسلاميهْ
هديل العلي والبطة
فليخسأ كل الثوارِ
وليُقمع كل الأحرارِ
أحرقهم مثل الفخارِ
من خرجوا ضدك ياحِبي
ياصاحب صيت في الطبِ
منصور أنت من الربِّ
أفديك بعيني وبروحي
ياصاحب قلب مفتوح
لصبايا البلد المجروحِ
فاستعمل كل الشبيحهْ
وليغتصبوا كل مليحهْ
ولتخرسْ كل النبيحهْ
ولتسلم لي من كل أذى
كي أمسح عن عينيك قذى
كي ينشر حبي لك يا ( بطةُ ) ضوع شذى
( فهديلٌ ) حِبك بشارُ
في ليل غرامك أنوارُ
إن هيامك بهديل إصرارُ
( يابطةُ ) لاتهتمَّ بمن خرجوا ضدك إن هم إلا أشرارُ
( يابطةُ ) أنت زعيم أو فليختاروا
إما أنت وإما النارُ
فلتسلم لي كي تبقى ( يابطهْ )
ولتحكمْ في قتل الثوار الخطهْ
وليُقتل عشر ملايين
من أشرار الثورة ذبحا
ولتسلمْ لي يا يا يا يا بطـَّــــــــــــــــــــــــــــــــــــهْ