ذكْرَيَاتِ الْإِسْرَاءْ
24كانون22015
محسن عبد المعطي عبد ربه
محسن عبد المعطي عبد ربه
أَيَا ذكْرَيَاتِ الْمَجْدِ عِيشِي لَقَدْ سَطَّرُوا لِلدَّهْرِ أَعْظَمَ قِصَّةٍ فَهَذَا رَسُولُ اللَّهِ خَيْرُ مُجَاهِدٍ وَيَهْتِفُ مِنْ أَعْلَى الْجِبَالِ مُكَبِّراً * * * صِرَاعٌ عَنِيفٌ بَيْنَ حَقٍّ وَبَاطِلٍ وَتَلْقَى جُمُوعُ السَّابِقِينَ إِلَى الْهُدَى كَمَا أَنَّهُمْ ذَاقُوا الشَّتَائِمَ كُلَّهَا فَحَاوَلَ أَهْلُ الْبَغْيِ أَنْ يَعْرِضُوا عَلَى * * * وَلَكِنَّ هَذَا النَّهْجَ يَرْجِعُ خَائِباً وَ{طَهَ}رَسُولُ الْحَقِّ وَالْعَزْمِ صَابِرٌ وَأَصْحَابُهُ قَدْ بَايَعُوهُ عَلَى الْوَفَا فَلَمْ يَرْكَنُوا لِلذُّلِّ فِي أَيِّ لَحْظَةٍ * * * وَهَاجَرَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ بِدِينِهِمْ عَلَى رَأْسِهِمْ{عُثْمَانُ}يَصْحَبُ زَوْجَهُ وَتَمْشِي{قُرَيْشٌ}فِي مُقَاطَعَةِ السَّنَا وَسَجَّلَ أَهْلُ الْكُفْرِ وَالْمَكْرِ عَهْدَهُمْ * * * فَأَشْدِدْ بِجُرْحِ الْمُسْلِمِينَ وَحُزْنِهِمْ لَقَدْ هَزَّتِ الْأَحْدَاثُ عُمْقَ نُفُوسِهِمْ وَلَكِنَّهُمْ بِالصَّبْرِ يَرْمُونَ الْأَسَى فَأُسْلُوبُ أَهْلِ الْكُفْرِ فِي الظُّلْمِ مُمْعِنٌ * * * طَرِيقَتُهُمْ فِي الِانْتِقَامِ غَرِيبَةٌ لَقَدْ عَرَفَ الْعُرْبُ الْكِرَامُ شَهَامَةً خِصَامُهُمُ يَبْدُو شَرِيفاً عَلَى الْمَدَى فَتَسْتَيْقِظُ الْأَحْلَامُ فِيهِمْ فُجَاءَةً * * * لَقَدْ أَيْقَنَ الْقَوْمُ الْكِرَامُ بِأَنَّهُمْ فَثَارُوا عَلَى الْعَهْدِ الْمُوَثَّقِ بَيْنَهُمْ لَقَدْ وَجَدُوا أَنَّ{الصَّحِيفَةَ}كُلَّهَا وَلَمْ يَبْقَ فِيهَا مِنْ كَلَامٍ مُدَوَّنٍ * * * فَأَنْعِمْ بِهَا مِنْ آيَةٍ غَزَتِ الدُّجَى تُكَفْكِفُ مِنْ غَلْوَاءِ قَوْمٍ قُلُوبُهُمْ فَفَكُّوا حِصَاراً قَدْ تَرَدَّى مُنَكَّثاً تَوَالَتْ عَلَى نَفْسِ النَّبِيِّ حَوَادِثٌ * * * فَقَدْ مَاتَ خَيْرُ الْأَهْلِ فِي{عَامِ حُزْنِهِ} وَ{زَوْجَتُهُ}أَوْدَتْ تُرَافِقُ رَبَّهَا لَقَدْ كَانَتِ الْأُمَّ الْحَنُونَ وَأُخْتَهُ تُشَاهِدُهُ الْأَقْوَامُ يَبْكِي فُرَاقَهَا * * * وَيَخْرُجُ كَيْ يَلْقَى{ثَقِيفَ}مُؤَمِّلاً وَلَكِنَّهَا تَأْبَى بِكُلِّ تَعَنُّتٍ فَأَسْرَى بِهِ اللَّهُ الْعَظِيمُ مُؤَيِّداً لِتَبْقَى عَلَى الْأَيَّامِ سِيرَتُهُ سَناً | وَجَدِّدِيجِهَاداً لِأَهْلِ الْحَقِّ فِي كُلِّ بِنُبْلٍ وَإِيثَارٍ وَحُبٍّ مُجَسَّدِ يُجَاهِرُ بِالدِّينِ الْعَظِيمِ الْمُجَدِّدِ فَأَكْرِمْ بِهِ مِنْ مُرْسَلٍ مُتَجَلِّدِ * * * لِيَنْتَصِرَ الْإِسْلَامُ بِالْحَقِّ فِي الْغَدِ عَذَاباً وَإِيذَاءً مِنَ الْقَوْمِ بِالْيَدِ بِصَبْرٍ عَلَى الْمَكْرُوهِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ رَسُولِ الْهُدَى جَاهاً لِإِغْرَاءِ أَحْمَدِ * * * فَيَسْلُكُ جُنْدُ الْكُفْرِ دَرْبَ التَّشَدُّدِ يُدَافِعُ عَنْ دِينِ الْإِلَهِ وَيَفْتَدِي وَنُصْرَةِ دِينِ الْحَقِّ دُونَ تَرَدُّدِ وَلَمْ يَضْعُفُوا بَلْ قَاوَمُوا كُلَّ مُلْحِدِ * * * {لِأَثْيُوبِيَا}أَعْظِمْ بِصَحْبِ{مُحَمَّدِ} {فَبِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ}بِالنُّورِ تَقْتَدِي وَأَتْبَاعِهِ فِي غِلْظَةٍ وَتَجَمُّدِ وَعُلِّقَ مَوْثِقُهُمْ بِأَقْدَسِ مَعْبَدِ * * * مَتَى تَنْتَهِ الْأَحْزَانُ بِالْغَدْرِ تَزْدَدِ بِوَقْتٍ رَهِيبٍ أَشْأَمِ الْوَجْهِ أَسْوَدِ وَيَحْتَسِبُونَ الْأَمْرَ عِنْدَ{الْمُمَجَّدِ} وَمَا أَشْرَسَ الْكُفَّارَ عِنْدَ التَّعَمُّدِ * * * بِأَخْلَاقِ كُلِّ الْعُرْبِ لَمْ تُتَعَهَّدِ وَأَخْلَاقُهُمْ تَعْلُو عَلَى كُلِّ مُفْسِدِ وَإِنْ كَانَتِ الْأَشْرَافُ لَمْ تَتَوَحَّدِ وَيُؤْلِمُهُمْ ظُلْمُ النَّبِيِّ{مُحَمَّدِ} * * * أَذَاقُوا جُمُوعَ الْحَقِّ مِنْ كُلِّ مُجْهِدِ وَقَامُوا لِتَمْزِيقِ{الصَّحِيفَةِ}بِالْيَدِ تَآكَلَ مَا فِيهَا بِقُدْرَةِ مُرْشِدِ خَلَا اسْمِ{إِلَهِ النَّاسِ}خَيْرِ مُؤَيَّدِ * * * تَسَامَتْ كَنُورٍ بِاقْتِدَارِ{الْمُصَعِّدِ} بِتَقْوَى{إِلَهِ الْكَوْنِ}لَمْ تَتَزَوَّدِ لِيَسْقُطَ فِكْرُ الْبَغْيِ مِنْ خَيْرِ مَحْتِدِ تُؤَثِّرُ فِي الْقَلْبِ الْكَبِيرِ الْمُوَحِّدِ * * * {أَبُو طَالِبٍ }عَمُّ النَّبِيِّ الْمُسَوَّدِ فَيَعْصِرُهُ حُزْنُ الْفِرَاقِ الْمُبَدِّدِ تُرَافِقُهُ فِي دَرْبِ رَبٍّ مُسَدِّدِ بِيَوْمٍ كَئِيبٍ بِالْغُيُومِ مُلَبَّدِ * * * عَسَاهَا لِصَوْتِ الْحَقِّ تُصْغِي وَتَهْتَدِي مَتَى يَدْنُ مِنْهَا تَنْأَ عَنْهُ وَتَبْعُدِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الْعَظِيمِ الْمُعَمَّدِ يُضِيءُ لَنَا دَرْبَ الْحَيَاةِ الْمُعَبَّدِ | مَوْعِدِ