تأوه العاصي
24آذار2012
د.حسن الأمراني
تأوه العاصي
د.حسن الأمراني
عينان خضراوان من أحديقتان يرفّ طيرهما؟ يتعبد الفيروز عندهما تتفيأ الأقمار سروهما تستمطران الحب مؤتلقا واستيقظ التاريخ شامخة فابن الوليد يهيئ العُددا يا قاسيون أشمت سحرهما؟ أومأتُ: إن الجرح أرّقني جرحي أنا أنكى، أتفهمني؟ لا وقت عندي كي أضيّعه حتى يؤوب محرّرا بلدي لم يترك الطاغوت لي أحدا من ذا سأندبه؟ أمن قتلوا؟ بلدي بأعماقي أخبئه الغربة الخرساء تطحنني خذني ولو للقبر يا بلدي خذني فللمنفى مرارته تحمي العرينَ الأسْدُ من صلفٍ لا طفلةٌ إلا ويتّمها والمسجد المحزون محترق مرّ الصليبيون واندحروا وحماة كيف تركت أربعها؟ ماء النواعير استحال دماً حموية الأثواب معذرةً أنا ما نسيت حماةَ جمّلها فدموعها أذكت مواجعه وبنانُ تعرف أن قاتلها مروان في الأكفان منتفضٌ: أسلمتم الباغي زكيّ دمي والغيث إن يُصِبِ الأجادبَ لم يستكثرون وقد رجوت غدا وغدٌ لمن يرجوه مقتربٌ والشمس قد آنست بسمتها | بردىيتدفقان لآلئا وندى أم مزنتان تنقّطان مدى؟ وسناه للرحمن قد سجدا والصيف في ظليهما ابتردا والحب في مؤقيهما اتقدا راياته، والسيف منجردا وأبو عبيدة يحشد العَددا أسكبت ماء الشوق مجتهدا؟ همستْ: بجرحك لست منفردا فلقد فقدت الأهل والبلدا في الحبّ، إن الحبّ قد خمدا وتضيء في جنبيه شمس هدى آوي إليه، فهل ترى أحدا؟ ومن الذي أبكي؟ أمن فقدا؟ لبنيّ والإصباح قد شهدا فأمدّ للبلد البعيد يدا فشميم تربك طاب ملتحدا ولو اتخذت الخزّ لي لبدا فمن الذي أغرى بنا الأسدا؟ وأصاب منها القلب والكبدا محرابه مما يرى كمدا لم يهدموا من أضلعي عمَدا وتأوّه (العاصي) وقد فُصدا؟ حتى إذا مرّ العدا جمدا أنا ما نسيت الفارس النجدا مروانُ يشجي الليل إن سجدا ودموعهُ نسجتْ لها زردا عبدٌ لعبدٍ كان قد حردا الله يشهد، لم أقل فندا فاليوم لا عذرٌ لمن قعدا تنبت ولم تعرف لها رغدا والموت قد قصد الذي قصدا ولأجملُ الأيّام كان غدا وضّاحة من بسمة الشهدا |