ولك اعترفت
ولك اعترفت
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]روحي براحات الأثير مسافرَهْ
حشدَت إلى خيط الكرى أجفانها
ويزور حقل الليل برج سنابلي
ثملى مداراتي رصيف محبتي
ورؤى الهوى وهج يقيمُ صلاته
مذ جئتني والليل شهقة شاعر
والنار كفي أطعمتها وردها
خطبتك بي روح القصيد سحابة
فهبطت في وتر التلاشي بغتة
وأتيتني وبلهفتي عرّى الضحى
مذ لحت لي والفجر يسفحني به
ماذا تخبئ لي إلهات الهوى
وأتيت لي روحا يسابق نبضها
وأصابعي ترتج تجهل دربها
فرفضت مرساتي تشيل متاهتي
أو تقبليني أن أكون لك الشذا
(وأكون شقشقة الغموض ملونا)
لا ترحلي فالدرب يرقب خطونا
أنت اقتفيني نحو شاطئ همسنا
وأكون كأس الليل يرسم ضحكة
وتفتقي كرزا بحقل تأففي
أدري بأن الأقحوان تهشمت
ما زلت مذ سافرت وجه سعادتي
جرحان نحن بنا تناهى نزفه
فلأي شيء ترحلين مع الندى
عودي هنا فنجان صبحك لم يزل
عودي فليلك قهوة فوّاحة
وقعُ الغناء مللت صوت خرابه
فلك اعترفت ولهفتي توّاقة
لا لن أفيق وليلتي عرّافة
فتهيئيني كيف شكلك في يدي
فتلمسي دفئي وخبز تنهدي
وجع نَما وربا تملّك داخلي
فالوقت ياقوت يزاول دهشة
أنا لن أتوب وأنت أنت جنايتي
ولأنت شباكي به انفلش الضحى
قد ذبت فيك وفيك صيّرني الهوى وعلى روابي الحب تركض حاسرَهْ
وتعبّدت في مقلتيك مُسافره
فتعج خابية الأزاهر عاطره
حزن ونفسي بالهموم محاصره
في مهجتي وسماءُ قلبي عاقره
صيّرت صدري للجراح منائره
مذ خبأت وشم الجروح الناغره
فوهبت نبض القلب مهر الشاعره
وسبقت إيقاع الضلوع الحائره
شفتي وجاءتني السحابة ماطره
قلقي ويزرعني مرايا غامره
وأنا المهدد باقتلاع الخاصره
هذي المتاهة فاعتليت مغامره
وخراب صمتي فيّ مد أواصره
وشراع قلبي يستقلّ بواخره
فأعير طير الياسمين خواطره
(لأفض أحلام النيام الناطره
وضجيج عطرك رفة متآزره
حتى أكونك خمرتي المتناثره
بفم المجرة والرؤى المتواتره
لتجيء كفي من رضابك عاصره
فيه الأماني والمواجع قاهره
وبأنك الأنثى بمابي شاعره
وبنا أقام مع الجنون مصاهره
ويغيب بدرك عن سمائي الساهره
بالهال يسكر والشواطي الآسره
فيها تعتقت الخطوط الدائره
وبي استبدّ وشال أحلى بادره
روح الجنون إلى جنونك فائره
فيها الندامى بالندامى طائره
لما اعد إلى اقتناص سواتره
لأراك أمنية الحداد الباهره
ولكم أقام على التلاشي غابره
للزهر يغرس في العبير مقابره
وغوايتي في لحظتي المتهاتره
وهديل معصيتي يريدك آسره
مطراً فكوني لي غيومي النادره