ما فاتني انتظارك
ما فاتني انتظارك
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]ولمحت في عينيك وجه نهاري
لونت إعجاز الحروف بريشتي
نثّرتُ أقنعة الغياب بدفتري
إني اشتهيتك أن تكون في يدي
فتمرّدي مثلي أحبك ثورة
أمشي وأنفاق الزمان تقودني
لا تبعدي قمري يسافر وحده
كلّي اشتعال بي كوانين الهوى
فمعابدي اختنقت بزيف بخورها
وترُ الحنين يدقّ لي صلواته
وشفاه ليلك لملمتني قبلةً
فيدور برعمُها يفتّق بردَه
وبمقلتيك أرى عَلا وطنُ الهوى
فأشمُّ وشمَ النار حين ألفّها
أشتاقُ جمرَك فانفخي في نؤيها
أنا ماردُ الإبحار دنّي عاشقٌ
وبروق وشوشة الضباب تهامست
وحشائشُ الشهقات يقطفها فمٌ
ويدوسُ في وحل النهار وتكتوي
أنا ماردُ العشّاق يدفعني دمي
أوّاه معجزتي فضحت رموزها
أنثاي يا أنثى النساء تفتحي
اجتاح بحر الشعر يكتبني الغنا
أنا قد عشقت نساء كل مجرتي
قد صرت مفتاحا لكل جميلة
فتقبليني عاشقا سفح الهوى
وتوسدي عيني بلون شراهتي
فبكل حرف من حروف قصائدي
فيهن تسكر أي نفس أتلعت
سفري إليك يظل أصل حكايتي
أنا من إليك يظل في متوجا
فلانت بسمة شاعر مخضلة
فخذي يدي فيها أقيمي ثورة
لا تقتلي جسد القصيدة وانثري
الموج يرسم في عيونك شهوة
ما زال عمرك في ربيع جنونه
ويعوم مقتفيا خطى خلجانه
استنطقي غبش الشموس بكوكبي
لا تجرحي الإحساس في ملكوته
وتحسسي الصعلوك بي وتجسدي
إياك ارقب في دخاني لهفة
أنا لم يزل عنوان قلبي فارغا
يحتلني صوت الفراغ ومقعدي
خطوي كبت وخبت ثواني ساعتي
واستنفرت وجه الشرود زنابقي
ما فاتني أبدا قطار غوايتي
إني عشقت صدى حروفك غيمة
وكفرت بالطاغوت يسرق لحظتي
ما فاتني قط انتظار فراشة
والآن أعلن باحتياج داخلي ورسمت حرفك في احتراق غباري
في سطر قلبي واحترقت بناري
وبغرفتي هزّ الجنون دُواري
قمراً أدثره بعطرِ نواري
ما أجمل الإبحار دون قرار
نحو اشتعال الريح في أفكاري
لا أرتضي إلاكِ أنت جواري
فلأنت من أطفأت نار خياري
ومحا الهوى سطري من الأشعار
وبسكره شبقٌ يثيرُ جراري
بندى الأثير ومعبدِ الأسحارِ
نهرُ الطيوب ورجفة الأمطارِ
عطشاً تجمّع فاضح الأزرارِ
سكرى ويصرخ للعناق شراري
لتزيدني لذعاً بنفخة نارِ
مطرَ الجحيم وثورة السمّار
فوق السريرِ وبللت أوتاري
متسلقٌ إيماءة الإعصارِ
شرفات ليلي في جنوح مداري
حتى أقرْصنَ أجملَ الأزهارِ
منذ افتعلت برحلتي أدواري
بكواكبي وتعلمي أسراري
فوق الربى في رعشة القيثار
وبعثت روح الطفل بالمزمار
وغدوت للعشاق باب مزار
مترنما في خمرة الأقدار
وتجاوزي في رقة أسواري
شيء غريب فيه روح دماري
وتعندمت أنفاسها بنوار
والغوص في عمق البحار قراري
حبي وتحضنني بها أوطاري
بندى العبير ورقصة الأطيار
واستأصلي من موجتي أسفاري
في ساحلي دُررَ الهوى ومحاري
قبل الشذا في شاطئ التذكار
يقظا يشم مصارع التيار
ليذوق كاس غواية الخمار
وتسمعي الأمواج عن أخباري
فلقد رفعت إلى سماك شعاري
أنثى فأنت غريبة الأطوار
وبداخلي الحمى تصيح بدار
ويدي لخيباتي الكثار تداري
يحكي لسياف الزمان عثاري
واستدرجتني للورا أدواري
وحبا إلى مدن النوى بحاري
فانا انتظار الفيء عند جداري
قبست من الأضواء سر مساري
وبمائها يروي شفاه جماري
عزفت على أرجوحة الأوتار
ليديك توقد جمري المتواري