أُماه لا تبكي علي
أُماه لا تبكي علي
قدري شوقت محمد الراعي
(القصيدة مهداة إلي.... روح الشهيد المصري "خالد سعيد")
اماه لا تبكي علي فهذه الايام
مرثيتي ..وأغنيتي..وعرسي
أماه بشراك ارتويت ..وإنه
قد لاح ضوء الشمس يسطع بعد يأسٍ
اليوم تسقط في الردي أصنامها
وأخال مصر سعيدة بالشمسِ
اليوم عفريت الخرابة قد تنحي
وغداً تُساق إلهة الشر الكبير حقيرة للحبسِ
ثلاثون عاماً يا أماه قد جثمت..
علي صدر البلاد ..وشيبت أحلامها باليأسِ
فرعون البلاد وشهريار زمانه ..
أسد يُعاقر نعجةً ويبيعها بالبخس
حزب يناصر ربه المأفون ويزدري
شعباً يعبئ ثورة الأحرار في النفس
وعصابة الأمن الوضيعة ..قد تباهت
واستباحت..حرمة الأحلام والأرواح والجنس
والشبل الهمام قد استراح لكذبةٍ..
اليوم أبي وغداً أنا..فاحذري يا مصر بأسي
اليوم أبي وغداً أصدر للوري غيبوبتي
إن العدالة يا بلادي منتهي حرصي..!
إن دستور الأفاعي قرآن أبي
وغداً سيغدو يا بلادي بعضَ رجسي..!
** **
أماه لا تبكي علي ..فإنني
رمز الفداء يذكر الأحرارْ
بالظلم الكبير ..بقاتلي
بالوجه القميئ لعصبة الأشرارْ
بالعدل المزيف ..والمطرز بالأوامر والنواهي
المطعم بالعوار
بكلاب الحراسة حين قالوا يوم قتلي:
نحن أسياد البلاد وسيفها البتار
بالضابط السفاح يحصد بهجتي
ويقول إني بضعة من مستنقع الأقذار
برفاقه في محبس القهر المهين..
بدمي المنثور يا أماه وشماً في الجدار
يتضاحكون يا أماه من ألمي وقالوا:
نبتةٌ سوداءُ في أرضٍ بوار
يتضاحكون يا أماه من نزعي وقالوا:
لقيط سوف يُطوي عمرُه في اندثار
وحين فاضت روحي يا أماه قالوا:
هذي جثة الكلب العقور فكفنوها ..في خرقة الأسرار
وفي محاضر التحقيق زعموا أنني
ذئبٌ يهدد أمن دولتهم في دهاءٍ واقتدارْ
وبأنني شاب هوائي وأرعن
عقله المسطول من فرط المخدر دوماً في احتضارْ
سبوك يا أمي الرؤوم...وإنه
لظفرُ رجلكِ أشرفُ من حبيبٍ ..أو جمال
من عصبة الجنس المخنث..والموالي
للذئب الكبير..معلم الأشرار
أماه لا تبكي علي ..فإنني
رمزٌ سيبقي ..لا فناء ولا اندثار
إن الشهيد حي لم يمت
إن الطغاةَ قصيرة الأعمار
إن الزبد إن يعلُ ..يمضي هباء أو سدي
والحق يمكث في الوري نفعاً وادكار
إن بغي الباغي وجار..
بعد حين سوف يُقضي..في أفول وانكسار
ثورة التحرير يا أماه قامتْ
ليس غيرُ اللهِ يُرجي فضله..أزراً وانتصارْ