غزة .. هموم لا تنتهي
غزة .. هموم لا تنتهي
جهاد درويش
عجباً أينطفئ السراج ..؟!
أيتيه يرمش باكيا عَكِر المزاج
في بحر ليلٍ أو نهار
تتقطع الأنفاس يعلوها اكْفِهَار
وتَفِيء تُرْعِشُ جمرة
تُرْدي العليل بها اسْتَجار
لا كهرباء ..
لا ثَمَّ ماء ..
المهد مات .. الزهر يُوأد في رُبَاه
والكهل من ضعفٍ ذوى ..
فهوى بظلمة ليله .. جأرت عصاه ..؟!
وتَسَمَّرَ النبضُ الدفوق توقفت عنه المياه
وتَسَمَّرَتْ حَيْرَى شرايين الحياة
واسْتَفْحَلَ المرض الْعُضَال بجسمنا سالت دماه
واسْتنفر القهر المغمس بالأواهِ عَلَتْ سماه
الفقر في غي طغى ..
آهٌ تَئِزُّ وخلفها بليون آه
وتكالبت تترى أعاصير الْبُغاة
( من كل حَدْبٍ يَنْسِلُون ) لهم صليل وانتباه
وتحالفوا ..
سَدُّوا بوجهكِ كُلَّ بابٍ للنجاة
شَدُّوا حصارك عَلَّ أن تُحْنَى الجِّبَاه
باعوك ( إخوة يوسف )
باعوك بخساً في مزادات الشياه
ألقوكِ في جُبٍ من الشجب الْمُعَتَّقِ جُلُّهم حبا دعاه
ساروا إليك مهللين يؤمُّهم ناعي النعاة
كُلٌّ يُرَاهن أن تموتي .. رُبَّ حقد سَلَّ سيفاً من بَرَاه ..؟!
لا كهرباء ..
لا ثَمَّ ماء ..
والداء عَمَّ ولا دواء
هيهات قد نفد الدواء
المهد مات .. الزهر يُوأد في رُبَاه
والكهل من ضعفٍ ذوى ..
فهوى بظلمة ليله .. جأرت عصاه ..؟!
وتَسَمَّرَ النبضُ الدفوق توقفت عنه المياه
وتَسَمَّرَتْ حَيْرَى شرايين الحياة
كُلٌّ إليكِ .. إليكِ ( غَزة ) يَشْرَئِبْ
هل تَنْحَنِي ..؟؟
هل يَنْحَنِي فيك الأباة ..؟؟
لَبَّيْكِ غزة في فؤادك نلتقي ..
من نتقي ..؟؟
زهراً يُزلزله العناء تَيَتَّمَا ..
ذَبُلَتْ غصونه من طفاه ..؟!
بيتاً تهدَّم غيلةً ..
وا حسرتا .. فَغَرَتْ شِفَاه ..؟!
ملأ الركام الأفق جاز إلى الفضا ..
مشنوقة عتباته بادٍ قفاه
عَزَّ الدواء فلا دواء سوى الحصى ..
نُقْعي على شِفْرِ المعابر نلتحف جمر الغضاة
نُقْعي بذلة ليلنا نمضي حفاة
شَطَّ الغلاء بأهلنا واحْمَرَّ فاه
وتَصَدَّعَ الأنس الْمُتَيَّم بالهوى
ضِدَّيْنِ صرنا في الورى
خصمين يعركنا الأسى رحباً فِنَاه
وتهدمت دار العروبة نخوة ..
جهراً نُسَامُ من الأذى صافٍ جَنَاه
الذئب .. ما للذئب ينهش أعظمي ..؟؟
أتنافست فينا ذئاب الأرض من أقصى الفلاة
ما للذيول تزاحمت وتواثبت ..
جُدُرٌ من الفولاذ والإسمنت قد سَدَّتْ عيون الأفق يا لله واخْترقت سماه
فاعجب لها ..
فاعجب لرحمٍ قُطِّعَتْ ..
كَبِّرْ عليها أربعا .. بتنا عُرَاة
لا ود خِلٍّ يُرْتَجى ..
لا أخ يسأل عن أخيه وما اعتراه
كُلٌّ إلى ليلاه بات مُدَنَّفَا ..
لبيك يا ليلى القلوب لك المحبة والصلاة
لَبَّيْكِ .. عَفْوَكِ كم تهيم بك الجموع تبيت تَحْترق الضلوع الكل يمشي على هواه
أنبيت نجترع المرار .. أما كفانا ما نضحنا من إنَاه ..؟!!
يهمي إلينا بالشرار .. لَبِئْسَ شر .. من سَقَاه ..؟!
أنبيت نلتحف السِّعَار وكم صلينا من أذاه ..؟!!
عبثاً أيجمعنا الشِّعار وشملنا سُلِبَتْ يداه
حتام تسحقنا الأواه ..؟؟
آهٌ تَئِزُّ وخلفها بليون آه
وتكالبت تترى أعاصير الْبُغاة
( من كل حَدْبٍ يَنْسِلُون ) لهم صليل وانتباه
وتحالفوا ..
سَدُّوا بوجهكِ كُلَّ بابٍ للنجاة
ويعود ينطفئ السِّرَاج ..
ويتيه يرمش باكيا عَكِرَ المزاج ..
ملحٌ أجاج
والكل يسأل فُرْجَةً ..
كُلٌّ سألْ ..
قل لي بربك هل سينفتح الْخِرَاج ..؟!
القصيدة الفائزة بالمرتبة الثالثة في مسابقة غزة والجرح العربي التي نظمتها الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب