أحقاً لن أراك
10آذار2012
حيـدر الغـدير
أحقاً لن أراك
حيـدر الغـدير
إلى أخي الوفي الصفي عبد الجبار البياتي، الذي توفي في عمّان يوم الخميس 1/4/1433هـ - 23/2/2012م بعد مرضٍ عضال، كان فيه مثال المؤمن الصابر الشاكر.
أحقاً لن أراكَ أخي الوفيّا وأنك رغم مكثك في فؤادي وأني لن أرى منك السجايا ولن ألقاك في فرحٍ وحزنٍ تواسي أو تعزي أو تهني وفيك ودادُ شهمٍ أريحيٍ وأنت الشهمُ طبعاً واختياراً وإن الشهمَ يثبت في الغواشي وفيه الصبر من شرف جبالٌ وفيه بيعةٌ لله جلَّتْ وغايته رضاه ويفتديها وأشهدُ عشتَ في الدنيا كريماً وكنتَ وحولك النعمى شكوراً ومتَّ كما حييتَ وأنت صقرٌ وبعض الموت نصر خالدي حداءً واقتداءً وافتداءً فنمضي فيه مثلَ السيف صلتاً إذا نمنا عن الهمم الغوالي وقال برئتُ من أَيْنٍ وجبنٍ فإن عدنا لها أثنى علينا * * * وعاداك الطغاةُ فلم تهادنْ وفضلتَ الحياةَ شريدَ رأيٍ وفي الحالين كنتَ مضاءَ ليثٍ لأنك كنت للإيمان تأوي وتلك طبيعة الأحرار تبقى يظلُّ الحرُّ للمكروب أمناً وجلُّ الناسِ في الجلّى جبانٌ ولا ترضى الشجاعةُ غيرَ حرٍ * * * رأيتُ الداءَ عربد فيك حتى تغالبه بجيشٍ من يقينٍ وكاسمِك كنتَ جبّاراً ولكن هو الجبروتُ ما أشقاهُ ظلماً وزرتكَ والردى دانٍ وطاغٍ وحين بصُرتَ بي أقبلت نحوي هششتَ إليّ في مِقَةٍ وودٍّ وتلك مصارعُ الشجعانِ كانت * * * أبا غزوانَ دنيانا قطارٌ ونحن الركبُ فيه وهو ماضٍ وليس يملُّ أو يعروهُ وهنٌ ونحن حصادهُ أنّى مضينا وفي أخلادنا حادٍ أمينٌ سبيلُ نجاتكم ديناً ودنيا أطيعوهُ تفوزوا وامنحوهُ كذلك كنتَ لا تغلو وتجفو * * * أبا غزوانَ خيرُ الفوزِ عفوٌ إذِ الفردوسُ يدعونا إليهِ تساقينا السعادةُ فيه جذلى وحين تنالُ فرحتُنا مداها فنسجدُ والرضا والشكرُ فينا إذا بكت السعادةُ فهي أغنى | فلا أدنو ولا تدنو إليا رحلتَ وصرت عن نظري قصيا بواهرَ أو أرى العزمَ الفتيا وبين رفاقنا طلقَ المحيا سليمَ الصدرِ محتسباً حفيا وما أغلى الوداد الأريحيا تلاقى فيكَ حسنُهما جليّا ثباتاً كالرواسي عبقريا وفيه الحق نور كالثريا يصون عهودَها براً وفيا ويبذل دونها الغالي رضيا عزيزَ النفس سيفاً يعربيا وحولك أشرسُ البلوى أبيّا له تاجُ العلا مَيْتاً وحيّا يظلُّ لواؤه فينا مليا فنبصر دربنا نهجاً عَلِيا ومثلَ الرمحِ لدناً سمهريا أهاب بنا غضوباً شمريا فأنتم كالقذى في مقلتيا وصار بنا المباهي والوليا * * * وكنتَ على مكائدهم عصيا تصولُ به فقيراً أو غنيا يصونُ عرينَه وفتىً سريّا ونفسك بالرضا والشكر ريا لهم دون الورى وقفاً زَكيّا وللعافي رواقاً حاتميا إذا يُدْعى وكنتَ بها حريّا وتأبى من توانى والدعيا * * * أحالكَ هيكلاً شيّاً فشيّا فتبقى رغمَ شدّتهِ القويّا سمَوْتَ فلم تكن يوماً عتيّا وما أزكاهُ إن يكُ راشديّا يقولُ أتيتُ في عجلٍ فهيّا كأنك خائفٌ منه عَلَيّا كأنك عائدي والداءُ فيّا وتبقى العزَّ والمثلَ السنيّا * * * سريعُ العدو يطوي الناسَ طيّا بنا للموت صبحاً أو عشيّا ويخطفُ مثلَ من شاخ الصبيا لنلقى السعد أو نغدو صِـليّا ينادي أصغريك وأصغريّا هو الإسلامُ مؤتلِقاً سويّا صحيح ولائكم محضاً نقيّا على الوسطية اخترتَ المُضيّا * * * من الرحمن مُنْهَلاً سخيا بشوش الوجهِ مأوىً سرمديا جنياً من أطايبها شهيّا نرى الرحمن بدراً والنبيا له حباً وفي فرحٍ بُكِيّا وأروعُ فابكِ عندئذٍ مليّا |