الشاعر الحر
محمد فريد الرياحي
إذا أنت مقداما ووجهتك العسر
وما الحُر إلا أنت شرقا ومغربا
وما الأمر إلا ما تراه من العلى
وما الشعر إلا ما تقول من الرؤى
ألست أمير الشعر والشعر عبقرا
وتلك مقامات لها ألف صورة
فصغ برؤاها ألف ألف قصيدة
وقل في زمان الشعر ما شئت بالهدى
وهل يستوي من كان في الشعر راسخا
ألا فابتغ الأشعار حرا وسيدا
وأنت بأمر الله تجري لوثبة
وأنت من الشعر الرفيع متوج
وأنت إذا أنشدت شعرك معربا
وأنت من العرب الذين تقحموا
وأنت إذا أقبلت حيتك تغلب
وأنت من الإلهام في قلب وجدة
وأنت إذا نوديت للحَرّ في الوغى
توهجت بالإقدام فحلا مؤيدا
وما الشعر إلا ما تقول وتقتفيتجللت باليسرى فذاك هو اليسر
وليس لأمر الحُر في مده جزر
عليا وفي أمجاده الأنجم الزهر
جليا وفي أنبائه الشمس والبدر
يجيئك بالنجوى ويتبعه النثر
لك اليوم من أنبائها الأحرف الغر
من الأبحر العرباء يا أيها البحر
وقل لزمان الشعر إني أنا الشعر
ومن كان شعرورا ويلعنه الدهر
وما يستوي العبد اللئيم ولا الحر
هي الوثبة الكبرى ويذكرها الفخر
لك البيت إلهاما يُرى ولك الشطر
تجلت لك الرؤيا ودفقتها قطر
صدور المنايا صولة ولك الصدر
وحيتك في الأمجاد من حيها بكر
ووجدة بالإلهام موعدها النصر
كررت ومنك النهي يا حرّ والأمر
وتلك من الإقدام أنباؤك الحمر
من الدفقة الزرقاء في وهجها الجمر