إنَّ الشَّآمَ إلَيهَا المَجدُ يَنتَسِبُ
10آذار2012
ربيح محي الدين
إنَّ الشَّآمَ إلَيهَا المَجدُ يَنتَسِبُ
ربيح محي الدين
طَابَ الكَلامُ وَ زَالَ اللَّومُ مِنْ رَوْضِهَا نَسَمَاتُ الخَيرِ قَدْ نُثِرَتْ خَيلُ الإلهِ تُجَلِّي في مَرَابِعِهَا مِن قَاسِيُونَ تَعَالَى صَوتُ دَعوَتِهَا دَانَت لَهُ جَنَبَاتُ الأرضِ قَاطِبَةً هِندٌ وَ صِينٌ وَ تَاجُ الرُّومِ قَبلَهُمُ دوَّى بِأندَلُسٍ وَ المَوجُ يَحمِلُهُ أحيَتْ بِهِ أُمَمَاً كَم طَالَ مَرْقَدُهَا * * * كُلُّ البِلادِ لَهَا شَمسٌ تُنَوِّرُهَا تِيهَاً دِمَشقُ تُلالِي في جَنَائِنِهَا فِيهَا الألى صَفَحَاتُ المَجْدِ قَدْ نَظَمُوا سَيفُ الوَلِيدِ تَغَنَّى فِي مَوَاقِعِهَا دَمُ الشَّهِيدِ مِدَادُ النُّورِ تَنْثُرُهُ فِي غُرَّةِ الكَونِ قَد طَافَت بِمَجلِسِهَا حِمصُ العَدِيَّةُ قَد ضَاءَت بِمَفرِقِهَا وَ فِي حَمَاةَ بُطُولاتٌ وَ تَضحِيَةٌ و اللَّاذِقِيَةُ عِنْدَ المَوجِ شَامِخَةً حَورَانُ فِيهَا سُيُوفُ الحَقِّ مَاضِيَةٌ * * * قُلْ لِلبُغَاةِ تَمَادَوا فِي غِوَايَتِهِم الكفْرُ وَ البَغيُ بَعضٌ مِن رَذَائِلِكُمْ وَ الكفْرُ وَ البَغيُ حَتْفٌ للشَّقِيِّ فَكَم صُنْعُ اليَهُودِ و مَن خَسَّت طَبَائِعُهُم أمَا كَفَاكُمْ ثَرَى الجَولانِ مُرْتَهَنٌ أَكثَرْتُمُ خُطَبَا يَا قُبحَ مَنْطِقِكُم دَاءُ اللَّئِيمِ عُضَالٌ لا شِفَاءَ لَهُ أَردَاكُمُ صَلَفٌ فِي قَعرِ حُفْرَتِهِ أسْرَفْتُمُ بَغْيَاً هَلْ ظَنَّ قَائِدُكُم أَغْوَاهُ جَهْلٌ وَ شَيطَانٌ يُنَكِّسُهُ وَالخِزيُ لِلمَرءِ حِينَ الجَهلُ يَركَبُهُ * * * هَلَّا اتَّعَظْتُمْ بِإخوَانِ لَكُمْ سَلَفُوا أمَا عَرَفْتُم أبَا جَهلٍ وَطُغْمَتُهُ فِرعَونُ مُوسَى أمَا شُهِرَتْ نِهَايَتُهُ آبَاؤكُمْ سَبَقوا والنَّارُ مَوعِدُكُم * * * بَشَّارُ إنَّ شِرَاعَ البَغيِ قّد غَرِقَتْ بَشَّارُ إنَّ شِرَارَ القَومِ قّدْ ذَهَبُوا حُكمُ الإلهِ قَضَاءٌ لا مَرَدَّ لَهُ أخبِرْ أبَاكَ بِأنَّ الشَّامَ مَا غَفَرَت ذَيْلُ اليَهُودِ تَفَانَيتُم بِخِدمَتِهِم طَبعُ اليَهودِ تَعَلَّمتُمْ وَضَاعَتَهُم قُلْ لِلمَجُوسِ هَلُمَّ الشَّامُ مَوْعِدُكُم أرجَاسُكُم كَثُرَتْ قَد آنَ مَوعِدُهَا مِنْ بَرْمَكٍ رَضَعَتْ حِقْدَ ابنِ لُؤلُؤةٍ أبْشِرْ " بُشَيْراً " فَخَيلُ اللَّهِ قَادِمَةٌ نَصرُ الإلَهِ عَلَى الرَّايَاتِ مُنْعَقِدٌ وَ الَبَغيُ فَانٍ وَ قَد حَانَتْ نِهَايَتُهُ أُسْدُ المَعَامِعِ لا أُسْدُ الخَنَى طَرِبَتْ مَا غَرَّهَم طَمَعٌ أو شَهوَةٌ جَمَحَتْ جُنْدُ الشَّآمِ تَجَلَّى فِي قُلُوبِهِمُ * * * يَا شَامُ صَبْرَاً فَنَصرُ اللَّهِ مُقْتَرِبٌ عَهدٌ مِنَ الجُورِ أخفَى حُلوَ مَبْسِمِهَا دَمْعُ الثَّكَالى جِبَالُ الغَيمِ تَحضُنُهُ جَفنُ الأبِيِّ سُهَادٌ لا رُقَادَ لَهُ مِنْ عَتْمَةِ اللَّيلِ فَجْرٌ ضَاءَ مُبْتَسِمَاً يَا شَامُ إنَّ ضِياءَ البَدرِ مُنتَشِرٌ يَاشَامُ أنتِ سِهَامُ الحقِّ تَقذِفُهَا يَاشَامُ أنتِ جِنَانُ الحَقِّ قَد غُرِسَتْ * * * يَاثَائِرِينَ عَلَى الطُّغيَانِ مَا وَهَنُوا يَا سَائِرِينَ إلى الأمجَادِ فِي دَأَبٍ يَارَاكِبِينَ نَوَاصِي الخَيلِ تَحمِلُهُم حُثُّوا المَطَايَا مِنَ الآفَاقِ مُسرِعَةً | وَالعَتَبُإنَّ الشَّآمَ إلَيهَا المَجدُ يَنتَسِبُ بَينَ البِلادِ فَفَاضَ العِلمُ وَ الأدَبُ تُعلِي المَكَارِمَ لا لَهوٌ و لا لَعِبُ يَطوِي الفَيافِيَ فَانجَابَت لَهُ الحُجُبُ بِاللِّينِ حِينَاً وَبِالأسيَافِ تَصطَخِبُ نَارُ المَجُوسِ تَوَارَتْ مَالَهَا لَهَبُ مِن طِيبِ دَعْوَتِهِ عَزَّتْ بِهِ العَرَبُ سُرَّتْ بِرَحمَتِهِ الأقوَامُ وَ النُّخَبُ * * * إلا الشَآمُ بِهَا النُّورانِ وَالشُّهُبُ إنْ رَامَتِ الخِدْرَ جَلَّت حُسنَهَا حَلَبُ أحلَى القَصَائِدِ فَازدَانَتْ بِهَا الكُتُبُ يَشْفِي مِنَ السُّقْمِ مَن حَلَّت بِهِ الرِّيَبُ فَوقَ السُّطُورِ كَضَوعِ المِسكِ يَنسَكِبُ مِثْلَ الثُّرَيَّا وَصِيفَاتٌ لَهَا صَبَبُ كَدُرَّةٍ فِي جَبِينِ المَجدِ تَلتَهِبُ عَزَّتْ حَمَاةُ وَ ذَلَّ الحَاقِدُ الكَلِبُ حَيَّتْ بِجَبلَةَ فُرْسَانَاً لَهُم حَسَبُ فِتيَانُ صِدْقٍ لِغَيرِ اللَّهِ مَا غَضِبُوا * * * أحْلامُ مَن سَفَلَتْ أخلاقُهُ كَذِبُ لا يَرفعِ البَغيُ مَن ذَلَّتْ بِهِ الرُّتَبُ قَد مَاتَ بِالبَغيِ مَنْ لِلحَقِّ يَغتَصِبُ مَعبُودُكُمْ صَنَمٌ وَ العِجْلُ وَ الذَهَبُ عِنْدَ اليَهُودِ وَ كُلُّ سُيُوفِكُمْ خَشَبُ مَع قُبْحِ مَخْبَرِكُم لا تَنْفَعُ الخُطَبُ قَولُ السَّفِيهِ غُثَاءٌ فِعلُهُ عَجَبُ لا يَبْتَغِي شَرَفَاً مَن عَقلُهُ خَرِبُ أنَّ الجَهَالَةَ حِصنٌ مَالَهُ عَطَبُ فَعَاثَ غِيَّاً لأرضِ الشَّامِ يَنْتَهِبُ والذُلُّ لِلبَغيِ مَهمَا طَالَتِ الحِقَبُ * * * بَنُو قُرَيظَةَ مِن كَأسِ الرَّدى شَرِبُوا فِي جُبِّ بَدْرٍ مَعَ الأجْيَافِ قَد قُلِبُوا واليَمُّ يَلطِمُ وَ الأموَاجُ تَضطَرِبُ مَن يَزْرَعِ الشَّرَّ شَوكَا سَوفَ يَحتَطِبُ * * * والحَقُّ مُقْتَحِمٌ والسَّيفُ يَقْتَرِبُ لَمْ يَبْقَ لِلوَغْدِ إلا الذُلُّ وَ الهَرَبُ أمرُ الإلهِ مَضَاءٌ مَالَهُ غَلَبُ فَالسَّيفُ مُنتَفِضٌ والرُّمحُ مُنتَصِبُ مَنْ حَطَّهُ اللَّهُ هَلْ يَعلُو بِهِ الذَّنَبُ بِئسَ العُلُومُ وَ بِئسَ الأصلُ وَ العَقِبُ أحفَادُ خَالِدَ حَدَّ المَوتِ قَد رَكِبُوا وَ النَّارُ قَد سُعِرَتْ أنتُم لَهَا الحَطَبُ وَالعَلقَمِيُ طَمَتْ مِنْ كَيْدِهِ الشُّعَبُ تَهوِي إلَيكَ لِرَأسِ البَغيِ قَد طَلَبُوا الرِّيحُ تَحمِلُهُ وَ الرُّعبُ وَ النُّجُبُ وَ النُّورُ آتٍ وَ اُسْدُ الحقِّ قَد وَثَبُوا مِنْ خَطْوِهِم دِيَمٌ وَانْسَابَتِ السُّحُبُ أو غُرفَةٌ رُصِعَتْ تَزهُو بِهَا القُبَبُ حُبُّ الجِنَانِ لَهَا الأروَاحُ قَد وَهَبُوا * * * هَذِي المَلائكُ أفوَاجٌ لَهَا رَهَبُ ضَجَّتْ مِنَ الضَّيمِ وَ اندَاحَتْ بِهَا النُّوَبُ بِدَمِ الشَّهِيدِ جِنَانُ الخُلدِ تَختَضِبُ مَنْ أَخْبَرَ الجَفْنَ أنَّ القَلبَ يَنتَحِبُ يَسْري فَتَهْرُبُ مِنْ أنوَارِهِ الكُرَبُ عَنْ مَنبِتِ المَجدِ كَيفَ البَدرُ يَحتَجِبُ يَدُ الإلَه فلا وَهْنٌ وَ لا تَعَبُ بِهَا الطُّيُوبُ فَغَارَ النخلُ وَ العِنَبُ * * * عِندَ اللِّقَاءِ وَ لا عَنْ دَربِهِم نَكَبُوا و العِزُّ مَقْصِدُهُمْ و الجَّاهُ وَ اللَّقَّبُ فِي عُرفِهَا شَمَمٌ فِي خَطوِهَا خَبَبُ صَوْبَ الشَّآمِ فَثَمَّ الجَّاهُ وَالنَّسَبُ |
· بُشَيْر : تصغير تحقير لبشار
· برمك : آل برمك الفرس في عهد هارون الرشيد
· ابن لؤلؤة : أبو لؤلؤة المجوسي قاتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
· العلقمي : آخر وزراء الخلافة العباسية في بغداد خان المسلمين وسلم بغداد لهولاكو.