مع التحية إلى أصدقاء الشعب السوري
03آذار2012
محمد جميل جانودي
مع التحية إلى:
أصدقاء الشعب السوري
محمد جميل جانودي
إنني مثل كل سوري يعتصر قلبه الألم، ويفتش عن أي شَرَفٍ ليقِفَ عليهِ ويصيح بأعلى صوته... صيحةَ لقيط بن يَعمر الإيادي...في قبيلته ((إياد))...حين هددتها فارس فأنذر القبيلة بقصيدة طويلة جاء فيها:
| أبْلغْ إيَادًا وخلل في سراتِهم ما لي أراكُمْ نِيَامًا في بُلَهْنيَةٍ صُونوا جِيَادَكمُ واجْلُوا سُيُوفَكمُ يَا قَوم لا تأمَنوا إنْ كُنْتُمُ غُيُرًا هذا كتابي إليْكم والنّذير معا | إني أرى الرأي إن لم أُعص قد نصعا وقدْ تَرونَ شِهابَ الْحَربِ قد سطعا وجَددوا للقسيّ النّبلَ والشّرعا عَلى نِسَائِكم كِسْرى وما جَمَعا لِمنْ رأى منْكمُ رأْيا ومَن سَمِعا |
رأيتُ أن إطلاق مثل هذه الصيحة من أقل الواجبات لنجدة الشعب السوري المكلوم.. والأملُ كبير في أن يُستجاب لها وألا تغدو كأنها صيحة في واد!!
مَاذَا تقُولونَ للأحْفَادِ إنْ سأَلُوا؟
| هَلْ رَاعَكُم فِي بِلادِ الشّامِ ما صُنِعَا طَمَتْ خُطُوبٌ عَلَيْهَا كان مَبْعَثَها آخى العَدّوَّ ولم يفْطنْ لِغَدْرتِهِ قد أغمَضَ الْعَيْن سَهْوًا في بُلهْنيةٍ ظنّ الْجَهُولُ بهِ ظَنّا يُدَغْدُغُه حتّى إذا أَحْكمَ الغَدّارُ قَبضَتَهُ يَا حَسْرتاهُ عَلى قَومي يَسِيْرُ بِهِمْ نَارِ الْمَجُوْسِ وَفِيْهَا جَمْرةٌ عَظُمَتْ يَرْمي قَنابِلَهُ في كلّ ناحيةِ للعِرْضِ يهتكهُ للطفْلِ يَخْطفُه فِي حِمْصَ مَجْزَرةٌ ضجّت بها أمَمٌ نَادَتْ كثِيْرًا ولَمْ يَسْمَعْ لَهَا أَحَدٌ جَاءَ الْمَجُوْسُ وفي أحْشَائِهِمْ لَهَبٌ يبْغُونَكُم هَمَلاً لا مَجْدَ يَرْفَعُكم لكنّ كَوكَبةً في الشَّامِ قَدْ وقفَتْ هَبّتْ تذودُ عَن الأقْدَاسِ مُخْلِصَةً كُونُوا لَهَا سَنَدًا وامْضُوا لِنَجْدَتها إنّ التَّردّد في طيّاتِه نَدمٌ مَاذَا تقُولونَ لِلأحْفَادِ إنْ سأَلُوا فِيْمَ السّكُوتُ عَلَى الأعْراضِ يَهتِكُها فِيْمَ السّكُوْتُ عَلَى الأطْفَالِ يَذْبَحُهَا ما ذا تقُولون للدّيّانِ يومَ غدٍ هَلاّ ذكَرْتُمْ يَتَامَى لَيْسَ عِنْدَهُمُ كَيْفَ الْجَوابُ إذا التَّاريْخُ سَاءَلكُم لا تَرْكَنُوا أَبَدًا لِلْوعْدِ يُطْلِقُهُ يُعْطِيْكُمُ عَسَلاً بِالْقَولِ يُظْهِرُهُ شُدّوا مآزِرَكُم، لا تُسْرِفُوْا أبدًا واسْتنْفِدُوا جُهْدَكُم فِيْ جَيْشِ عِزّتِكُمْ أبْنَاؤه قَدَّمُوا مِنْ أجْلِكُم مُهَجا إنْ شِئْتُمُ ذلّةً في قَعْرِ مُظْلِمةٍ لا تسْمَعُوا قَوْلِي وارْضَوا بِعَيْشِكمُ أو عِزّةً وبِهَا تَعْلُونَ في رَغَدٍ فَامْضُوا بِثَوْرَتِكُمْ لا تَرْجِعُوا أبدًا نُصْحِي لكُمْ إخْوتِي قُوْمُوْا لِعِزِّكمُ | منْ فَاجِرٍ، سَفَهًا، فَالشّامَ قَدْ فُجِعَا مِنْ تحْتِ خَيْمتِهَا ذُو خِفَّةٍ نُزِعَا والغدْرُ شيْمَتُه، من صدْرِهِ نَبَعَا مِمَّا يَفُتُّ لهُ، مُستَمْرئًا، ورَعَى فَارْتَدّ منْدهِشًا مِنْ سُوْءِ مَا اطّلعَا أنْسَاهُ، مِنْ لُؤمهِ، ما كانَ قَدْ رَضَعَا وغْدٌ إلى النَّار مُذْ صَاروا له تَبعَا في الشّام ألْهَبَهَا، للدين قَدْ قَلَعَا لا يَرعَوي أبَدًا للسّمّ قَد نقَعا للشيْخ يُشْبِعَهُ ضرْبًا وَما ركعَا في كلّ ناحيَةٍ للمَوت قَدْ زرعَا حَتّى الْقريْبُ؛ فَمَا لبّى وما هُرعَا حِنْقًا عَلى عُمَرٍ أو مَن لَهُ سَمِعَا تُسْقَوْنَ كأسَ الرَّدَى يَا بُؤْسَ مَنْ جَرَعَا في وجْهِهِم وأبَتْ لليْثِ أنْ يقَعا لا تبْتَغِي جاها،لا ترتَجِيْ طَمَعَا إنّ التَّرَدّدَ مَا أجْدَى وما نَفَعَا يُوْديْ بصَاحِبهِ أرْضًا ومَا رفَعَا فِيْمَ السّكُوتُ عَلَى ضَيْمٍ وَمَنْ خَضَعا؟ ذُو خِسّةٍ، لمْ يَجِدْ شَهما لَهُ رَدَعَا لِصٌّ لَئِيْمٌ، علَى أشْلائِهِمْ رَتَعا في يوم حشر وكلُّ النَّاسِ قدْ خشَعَا مَا يُسْكِتُ الْجُوعَ أو مَا يُسْكتُ الوجَعَا صَفْحَاتُكم أَقْفرتْ من فارسٍ سطعَا خَالِي الْمُروءَةِ، للأوبَاشِ قدْ جَمَعَا ويُبْطِنُ السُّمَّ حِيْنَ الْفِعْلِ مُنْدَفِعَا جُوْدُوا بِرِزْقِكمُ، تبَّا لِمَنْ منَعَا أعْطُوْه مُهْجَتَكم يَكُنْ لكُم تبَعَا رُدّوا الْجَمِيْلَ لهُ فِي نُبْلِ مَا صَنَعَا تُدَاسُ هامَاتُكم، والْوَجْهُ قَدْ صُفِعَا تحْتَ النّعَالِ وتَعْسًا لِلّذي قَنِعَا ولا يُرَى بَيْنَكُمْ مَنْ خَافَ أو جَزِعا يَا بُؤسَ شعْبٍ إذَا مَا ثَارَ لَوْ رجَعَا طُوْبَى لِمَنْ فيْكُمُ بِالخَيْرِ قَدْ شَرعَا |
