رسالة إلى المخلوع
رأفت عبيد أبو سلمى
ذاك حكمُ الشعبِ فيكْ
يا قاتلا ً حُلمَ الصبايا في الخدورْ
ومشيّدا ً للجهْـل آلافَ القصورْ
سكـَّنتَ شعبَـكَ مِن هوان ٍ في الجحورْ
ودفنتـََهم أحياءَ في ظـُلـَم ِ القبورْ
والأرضُ تعلن والورى :
ترجو القصاصْ
و يَسرُّها يوما ً تشاهدُ مصرعَكْ
أولمْ تقدِّمْ لحْمَ شعْبكَ للذئابْ !
وبنيت َ أقبية َ الخرابْ !
والنـِّيلُ عكـَّر صفوَهُ دنسُ الكلابْ
وفتحتَ للماخور - ويحَك - ألفَ بابْ
رتعَتْ صهاينة ٌ هنا
لهمُ الأمانُ بلا حسابْ
شعْبُ الكنانةِ بعتـَهُ
ودماؤهُ هانتْ عليكْ
قد كان يقتله زحامٌ في طوابير الرًَّغيفْ
وتراه يبتلعُ الأذىَ
وتراهُ يحتملُ الأسى
لكنْ ذئابُكَََ قد رأوهُ بأنه الشعبُ الضعيفْ
سحلوهُ في وضح النهارْ
صلبوه من فوق الجدارْ
تغلـي بمحنتـه القدورْ
قالوا وإنَّ القول زورْ :
الشعبُ ماتْ
الشعبُ يغرقُ في السُباتْ
لا لن يثورْ !
ولأنَّ وعيكَ غائبٌٌ فيه الضميرْ
ولأن قلبكَ ميتٌ فيه الشعورْ
أمعنتَ في إذلالهِ
بنسائه و رجالهِ
أو تلك أخلاقُ النسورْ !
وسخرتَ مِِن آلامهِ
وهزئتَ مِن آمالهِ
شعبٌ صبورْ
عبّـارة ُالأمواتِ شاهدة ٌعليكْ
وزوارقُ الشبَّان شاهدة ٌعليكْ
وجنودُنا الشهداءُ شاهدة ٌ عليكْ
أطفالُ غزة َ يرجمونكََ كلّ يومْ
وحصارُهمْ ما كان يؤلمُ مُقلتيكْ
ستموتُ يوما ً لن تلاقيَ باكيا
يبكي عليكْ
ولئن بكيتَْ
لا لن نرقَّ لأدمعكْ
إن الصروحَ هدمتـَها
إن الجروحَ نهشتـَها
أدخلتَ حزنا ً كلَّ بيتْ
ووهبتَ صهيونَ الحياهْ
لمَّا انحنيتْ
لتخونَ حقَّّ اللهِ والشعبِ الذبيحْ !
لتدوسَ بالنعل الخبيث على الجريحْ !
قد بعتَ أرصدة الجدودِ من الشرفْ
هل تعترفْ ؟
لن تعترفْ َ!
قالوا : اعتذرْ !
عن أي شيء تعتذرْ !
أعن الخيانةِ تعتذرْ !
عن بيع مِصْرَ ستعتذرْ َ!
وإلى الأجنة في بطون الأمهات ستعتذرْ !
غذوا من الأكل القذرْ
أو تذكرُ الشهداءَ يوما في اعتذارْ
خالدْ سعيدْ
سيدْ بلالْ
والسنانيري كمالْ
وأشاوسُ التحرير أبناءُ النضالْ
عارٌ عليك وأي عارْ
لا حسَّ عندك لاعتذارْ
عن أي شيء تعتذرْ
لا تعتذرْ
واشددْ رحالك للبكاءْ
واذرفْ بليلكَ أدمعكْ
واغسِـلْ بدمعكَ مضجعََـكْ
مزِّقْ بحزنِكَ أضلعَـكْ
فالشعْبُ قرّرَ أنه لن يسمعكْ
لن يسمعكْ
ولـْترفع ِ الصوْتَ الحبيسْ
ماتَ الرجاءْ
لا عفوَ عند الشعب في سفكِ الدماءْ
لا عفوَ عند الشعب في سفكِ الدماءْ