انفلات الأصابع
14كانون22012
وحيد خيون
وحيد خيون
| والآنَ أصـبـحـتَ لا أهلٌ ولا وَلَدُ تَـرْنُـو إلـى طرُق ٍلا يمرحونَ بها هـا أنـتَ بتّ َ لهم تبكي فوا عجَباً وكـنـتَ لو شاكَسُوا بعضاً تعاقِبُهم ألـم تـقـلْ قـبلَ يوم ٍ ليتني رجُلٌ لأنـهـمْ لـم يـناموا قبلَ موعِدِهِمْ وكـنتَ لو أشعَلوا المِصباحَ تزجُرُهُمْ والآنَ هـا أنـتَ تـبكي في أسرّتِهمْ وأمْـطرَتْ عينُكَ السوداءُ في بُرَق ٍ هـا أنـتَ أصبحْتَ مُشتاقاً لضجّتِهمْ هـل الـعصافيرُ عني هاجَرَتْ معَهمْ هـذي أسِـرّتـهـمْ , هذي ملابسُهمْ هـنا استراحوا, هنا ناموا, هنا لعِبوا كـفـاكِ يـا عَيْن ِ دمعاً توهِمينَ بهِ وكـنـتَ مِـنْ أُمِّهِمْ تلغي مَحاسِنها كـانـتْ لديْها طِباعُ الطيْر ِ , مِشيَتهُ كـانـتْ عـلى جَنَبَاتِ الدارِ واقفةً وكـنـتَ يا ناكرَ المعروفِ ترْهِقها وأنـتَ قـاس ٍ عـليها وهيَ رائِعة ٌ يـا نـجمةَ الصُّبْحِ والإصْباحُ يقتُلُها كـأنـمـا هيَ مِنْ صخر ٍ مفاصِلها تـلـكَ الحمائِمُ طولَ الدّهْر ِ واقِفة ٌ عظمْتُ فيكِ نساءَ الأرض ِ قدْ تعِبَتْ الـبَيْتُ والزوجُ والأولادُ مِنْ طرَفٍ أدرَكْـتَ بـعـدَ التنحِّي عنْ مَعاقِلِهمْ الآنَ؟ أصـبـحتَ تنعاها وقد أفلتْ كـانـتْ مُـنـاها بِبَيْتٍ فيهِ تذكُرُها الآنَ أدركـتَ أنّ الأرضَ سـائرة ٌ فـلا تـرى لكَ في الأيّام ِ مِنْ طبَق ٍ وقـد مضى السِّربُ وانجابَتْ مَسالِكهُ اجـلـسْ لقدْ فاتكَ الميعادُ يا رجُلا ً | وصـرتَ وحدَكَ مِنْ لا شيءَ ترتعِدُ وتـسـألُ اللهَ لـو مـنهم أتى أحَدُ ألـسـتَ كـنتَ إذا جاءُوكَ تبتعِدُ ؟ وتـدّعـي أنـهـم لا غـيرَهُمْ نكدُ بــلا عـيـال ٍ ولا وِرْدٍ لـهُ أرِدُ والآنَ يـا لـيـتهمْ عادوا ولا رقدوا نـاموا إلى الموتِ يا أولادِ وانْخَمِدوا إذا الـريـاحُ الـتـقتْها هزّكَ الرّعَدُ لـهُ عـلـى مُـقـلةٍ تشتاقهُم رمَدُ وصرتَ حتى صُراخَ الطِفل ِ تفتقِدُ !! بـالأمس ِ كانتْ على الشبّاكِ تحتشِدُ هـذي خُـطـاهُمْ بشيءٍ ٍ لم تعُدْ تعِدُ هنا توضّوْا , هنا صلوْا , هنا سَجَدوا قـلـباً , سِواكِ مواس ٍ صارَ لا يَجدُ وكـانَ مِـنْ خـدِّهـا المِصْباحُ يَتقِدُ هُـدُوؤهُ , روحُهُ , إصرارُهُ , الجَلدُ تـعطي الكثيرَ لمَنْ في الحُبِّ يقتصِدُ لِـعـيْـن ِ مَنْ ليسَ مِنها للسنينَ يَدُ وكـنـتَ تلقِي , وتسْتلقي , و تنتقِدُ وفـي الـظـلامِ بـها الفلاّحُ ينْفردُ أو مِـنْ حـديـدٍ لها مِنْ دونِهمْ جَسَدُ وأنـتَ جـاثٍ لأكـل ِ الزادِ يا أسَدُ مِـنْ فـرْطِ ما غصْنُكِ القِدّاحُ يجْتهدُ وفـوقَ هـذا هي الطرْفُ الذي يَلِدُ أَنّ الـنِـسـاءَ عـلـى بـلدانِنا بَلدُ وعـادَتْ الـبـرَكُ الـزرقاءُ تنجَمِدُ مِـنْ شِـعْرِكَ العَذْبِ أو وعْدٍ بهِ تعِدُ وكـلّ َشـيءٍ ٍلـهُ قـلبٌ لهُ أمدُ ؟ ولا الأصـابـعُ فـي كـفيْكَ تتحِدُ وصـرتَ تدنو وصارَ السِّرْبُ يبْتعِدُ عـلـى خَرِير ِ مجاري الماء ِ يَعْتمِدُ |
