توبة شيطان
07كانون22012
يعرب الأموي
يعرب الأموي
أصاب الذعر شيطان بشار الأسد وهو يقارن بين جرائمه وجرائم أبيه فاستفظع ما رأى وقرر التوبة
كـان بـشـارُ في الهُمومِ غريقا وَهْـيَ فـيـه سِـجالُ كرٍّ وفرٍّ سـائـلاً نـفـسه حسيراً كسيراً مـن تُـراه بـسُـدّة الشام أوْلى نـتـبارى في حكمها وكلٌّ قديرٌ ولـنـا فـي الأذى نـضالٌ قديمٌ * * * جـاء شـيـطـانـهُ إليه حفيّاً قـالـ: عندي مما تعاني وتشكو أنـتـمـا في الشرور حيّرتُماني فـإذا قـلـتُ: أنت أسوأُ جاءت وإذا قـلـتُـ: كان أسوأَ جاءت فَـهْوَ عاتٍ، وأنت عاتٍ، وعاتٍ أنـتـما في الشرور مُهرا سباقٍ أنـا قـاضٍ تطولُ فيكم شؤوني * * * أيـهـا الـسـيّد الرئيس المفدّى قـد أَسَـرَّ الـبغضاءَ للدين حتى عـاش نـذلاً، ومات نذلاً، ونذلٌ لـم يـكـن حافظاً ولكنْ خَؤوناً كـان فِـسقاً بل كان للفسق رمزاً بـاع إبـلـيـسَ نفسَهُ فاشتراهُ ثـم أهـدى الجَولانَ من كافَؤُوهُ ولـقـد كـان مـدمـناً ولحوحاً عـصـر الإثمَ خمرةً في خوابٍ ودعـا صـفـوةَ الـرفاقِ إليها فـي احـتـفالٍ تفننوا فيه حتى فـاسـتحالوا عمياً وبكماً وصماً يـحـسـبون الصباحَ ليلاً بهيماً * * * ثـم أعـقَـبْـتـهُ فبِعتَ البرايا وقُـبـورَ الأنجادِ من عبد شمسٍ ولـقـد كـنـتَ مثلَهُ سوطَ شرٍّ لا مِـراءٌ فـأنـت أنـذلُ مـنه أو يـظـلَّ الـسبوقَ ناراً وعاراً إنـمـا يـنـجـب الـلئيمُ لئيماً وفـراخُ الـغـربـانِ مثل أبيها * * * أنـت لـصٌّ، وحـافظٌ كان لصاً سـالـكـوه عـصـائباً وفرادى هـي إرثٌ فـيـهم وعهدٌ وثيقٌ يـسـرقُ الـلـصَ نجلُهُ وذَوُوه حين يقضي اللصُ الرئيسُ ويغدو ثـم تـأتـي مع التعازي التهاني يـتـبـارى الأشرارُ من وارثيه والـذي يُـحْـكِمُ الفخاخَ ليردي مـن مُـهَـنٍّ قـد جـاءه ومُعَزٍّ ثـم يـأتـي لمجلسٍ من زيوفٍ ولـه صـفـقوا فشجُّوا الأيادي وغـداً يـلـعـنـونَـهُ وأبـاهُ إنـهـا سُـنَّةُ اللصوصِ أجادوا هـؤلاء اللّصوصُ أذكى جنودي أنـت مـنـهم، وكان حافظُ منهم * * * لا تـلـمني بشارُ تدري وأدري لـكـأنـي أراكَ عـمّـا قريبٍ وبـقـايـا أبـيـك لـلمشتريها ولـعـل الـنـخَّاسَ كان يهوذا أنـتـمـا في الضلال وغدٌ كفورٌ وغـداً تـلتقون في النار غرثى إن فـيـهـا لـكم صديداً وشوكاً وارقـبـا بعده من العسفِ هولاً أيـهـا الـغـادران عيشا وموتا مـا صنعتم في الشام سراً وجهراً * * * قـد بـلغتم في الشرِّ شأواً بعيداً فـاتـركـانـي فأنتما فيه بحرٌ أنـا بالله مـنـكـمـا مستجيرٌ إنَّ عـنـدي مـن الـتُّـقاةِ بقايا لـي يـقـيـنٌ سيقبل الله توبي إنَّ أعـتـى الأشرارِ يبدو ملاكاً | وهـو عـانٍ يـكـاد ألاّ قـد تـوالت كالسيفِ صَلْتاً ذليقا والـزفـيرُ الشواظُ يتلو الشهيقا هـل أنـا؟ أم أبـي؟ وكنا فريقا ومُـجَـلٍّ لا يـعـرف التعويقا وجـديـدٌ مـا أخـطـأ التوفيقا * * * صـامـتـاً ثـم جـاءه مِنطيقا نـبـأٌ خـذه صـادقـاً مصدوقا كُـلُّـكـم كـان في مداها عريقا مـن أبـيـك الآثامُ تترى حريقا مـنـك تـترى عواصفاً وبروقا كـلُّ مـن غـالَ أهلَه والحقوقا لـن تـمـلاّهُ لاحـباً أو مضيقا وظُـنُـونـي فـأخـسرُ التوفيقا * * * لا تـلُـمـني ولُم أباك الصفيقا بـات مـن كُـرهِهِ الهُدى زنديقا مـن قـفـا دَربـهِ فـكان أَبُوقا طـوّقـتْـهُ أوزاره تـطـويـقا ثـم صـار الـذي يبيعُ الفسوقا فـغـدا فـي الورى لإبليس بوقا فـغـدا السيدَ الرئيسَ الفريقا(1) فـي اقـتراف الأذى وكان اللبيقا مـنـتـنـاتٍ قـد عُتِّقت تعتيقا وأدار الـدهـاقَ والإبـريـقـا شـان مـنهم عقلاً وأغطش موقا لا يَـمِـيـزون لـيلَهم والشروقا والأعـادي مـن الأنـام صديقا * * * وشـآمَ الـعـلا وبـعت العُلوقا والـفـراتَ الـذي يسيلُ عقيقا ألـهـبَ الـناسَ هامَهم والسوقا رُبَّـمـا إنْ قـفـوتـه أن تفوقا أو تـظلا اللصيقَ حاذى اللصيقا مـثـلـما ينجب الرقيقُ الرقيقا حُـلْـكَـةً، أو تشاؤماً، أو نعيقا * * * وسـجايا اللصوصِ تغدو طريقا جـاعـلوه للنهب والسلب سوقا تـعـسـوا عصبةً وعهداً وثيقا فـانـظر السارقَ انتهى مسروقا فـريـةً قـد مضت وشِلواً مزيقا وحـشـودُ الـنـفاق والموسيقا لـيـفـوز الـذي أشـدُّ فسوقا كـلَّ أصـحـابـه رفـيقاً رفيقا لا يـبـالـي عـدوَّهُ والـصديقا قـد أجـادوا الـتزويرَ والتلفيقا ثـم شـجُّـوا من الهتاف الحلوقا وفُـروعـاً مـن نـسْلِهِ وعُروقا فـي مـداهـا التنظير والتطبيقا مـنـذُ درَّبـتُـهـم فريقاً فريقا سـوف أبـقى بكم فخوراً مشوقا * * * أنـك الإثـمُ عـاتـيـاً وسبوقا بـعـت قـرداحَةً طَموعاً فَروقا والـضريحَ الرخامَ والصندوقا(2) وَهْـوَ رأسٌ فـيكم وشاريه لوقا سـادرٌ نـحـو حـتـفه قد سيقا فـادخـلـوهـا أعادياً أو صديقا وطـعـامـاً ذا غـصةٍ وحريقا هـو أنـكـى من الهلاك طروقا كـل يـومٍ فـي النار حتى تذوقا غـدرةً أو خـيـانـةً أو عقوقا * * * صرتُ فيه المخذولَ والمسبوقا(3) مـن أتـى لُـجَّهُ سيغدو غريقا وأُعـانـي مـخـاوفـاً وخُفوقا ومـن الـتـوبِ مـأمَلاً وبريقا حـيـن أنـأى منكم مكاناً سحيقا إن ظـهـرتم أو يوسفَ الصّديقا | يـفيقا
______________
الفريق : رتبة عسكرية رفيعة، أضفاها حافظ الأسد على نفسه وهو لا يستحقها في قليل أو كثير .
الصندوق : التابوت الذي حوى جسد حافظ الأسد .
شاعت في سورية طرفةٌ سياسية ملأى بالمرارة، وهي أنه وقع لقاء ودي بين الشيطان وحافظ الأسد، وأخذ كلٌ منهما يعرض أساليبه في الشر، فتفوق حافظ على الشيطان الذي ذهل مما سمع، فقال لحافظ: اتق الله يا رجل، وقرر أن يتوب .