بَقِيّات
فراس حج محمد /فلسطين
بقيت أمامك ليلتانْ
وتغوصُ في المطلقْ
بقيت لديك سحابتانْ
ويعومُ ظلُّك في الليلكْ
بقيت هناك فراشتانْ
لتعودَ تبحثُ في سمائكَ
عن ضلال النجمِ
يا ريح الجوى المُهلكْ!
بقيت هناك مساحتانْ
أولى لها شكل الغيابِ
تجوبُ في بحر المجازْ
أخرى تبادلها الدوائرُ ظلَّها
تبدو كأقلامٍ تَكَسَّرُ في الورقْ
بقيت هناك يمامتانِ
تغازلانِ الدوحَ، وتبحثانِ
عن المدى الممتد في صوت القلقْ
بقيت هناك قصيدتانِ وأغنيَةْ
تتجادلانْ
حول المحبة في الشفقْ
حول المقاصلِ
والمفاصلِ والمناضلِ
والومقْ
بقيت هناك حُشاشةٌ مرت من المعقولْ
فتولدتْ وتعانقت مع ذاتها
من بعد أن صبَّ الشقاء غرامَهُ
شريانَ عشقٍ محترقْ
بقيت هناك وحيدةً جُمِلُ المغنّي
ولا يدري بها
سوى لحنٍ تبتل في العرقْ
ماتت بقيةُ كل شيءْ
وتلبد الوجهُ المسافرُ وانطوى
وتقمصت شخصيةَ البهلولِ
أحلامُ الفلكْ
تأتي إلينا كلَّ يومٍ كي تقولْ:
بقيت هنالك ليلتانْ
لتغوصَ في المطلقْ