أبطال جبل الزاوية
31كانون12011
محمد جميل جانودي
محمد جميل جانودي
أغْلِقْ عُيُونَكَ عَنْ سُفُوحِ كـي لا تَرى فيْها نُفُوسًا أُزهِقَتْ افـتـحْ عيونَك واسْتَعِدَّ لِصدْمةٍ دَعْ عنْكَ لَوْمِيَ يَا أخِي فِي دَعْوتي لـتَـرَى نـسـاءً أُيِّمتْ بشبَابِِها وتَـرى بُـنَـيَّاتٍ برَيْعانِ الصبَا كَـمْ مُرْضِعٍ قدْ أُبْعِدت عن طفلها كَـم غَـرْسَةٍ مُخْضَرّة قد أُحْرِقتْ أمـسكْ عَليْكَ النفسَ يوْمَ كَرِيهَةٍ قـومٌ كأنَّ الشمسَ بعضُ ضيائِهمْ قـومٌ كـأنَّ الـجُـوْدَ ينْهَلُ منهمُ قـومٌ كـأنّ الّـلـيْثَ دُرّبَ فيهمُ قـومٌ تربّوا فِي الجِبالِ فأصبَحوا مـا قـطُّ دانـوا للغُزاةِ بأرْضِهِمْ حـتـى أتـى وغْدٌ بحلّةِ صَالِحٍ حَـسبُوه منهم حين بشّ بوجهِهم لـكـنّ طـبْعَ الذّئبِ كانَ قرينَهُ جُـنـدٍ أتتْ لتصبَّ حقْدًا مُزمِنًا قـد كـان ذنْـبُهُمُ بِأنْ قَالُوا لَهُ لا لِـلْـمَـذَلَّةِ في الْوِهادِ وبطْنِها لا لـلْـمَذلَّةِ في نفوسٍ قََد سَمَتْ لا لـلـمـذلّةِ في عَرين أشاوسٍ تـبًـا لِـعَيشٍ تحْتَ ظل مُراوغٍ زأرُوا كـأسْدٍ في الْحِمَى وتقدَّمُوا وأغـاظَ ذاك عـدُوَّهـم فرمَاهمُ يـا أيُّـهـا الْـجبَل الأشمُّ تحيّةً لـمْ تُـبْقِ يا جبلَ المُروءة بُقْعَةً "كنصفرةٌ" شهدَت بطُولاتٍ علَتْ "كَـفْـرُ العُويْدِ" وأُخْتُها "كفرنبلٌ" "كَـفْرُ العُوَيْد"وأهْلُها لَبِسُوا الرّدَى أكـفـانُـهم كانَتْ أُعِدّت مُسْبقًا غـصّـت مـساجِِدُها بجُنْدٍ قُتّلُوا قُـتِـلُـوا لأنّهُمُ أبَوا أنْ يُوغِلُوا لـمْ يقْبَلُوا أَنْ ينْضَووا في زُمْرةٍ عَـبِِـقتْ دِيَارُهُمُ بِِطِيْبِ أَريْجهِمْ تَـحْـنُـو عَلَى فِلْذاتِ أكبَادٍ لَهَا سـيُسَجّلُ التاريْخُ حُسنَ صَنِيْعِهَا | الزَّاوِيَةْكَيْ لا تَرَى مَا قدْ جَرى مِنْ وهـي الكريْمَةُ منْ أصولٍ سامية مـن هَـوْلِهَا دَمُعُ العُيُونِ كَساقيةْ لِـتَـرَى فَظَائِعَ لَمْ تكُنْ بالخَافِيَةْ وتَـرى شيُوخًا فوْقَ جمْرٍ جاثيةْ يُـنْـهشْنَ حقْدًا منْ ذئَابٍ عاويةْ بِـرصَـاصةٍ كانتْ علَيْهَا قَاضِيَةْ وقـطـوفُهَا من قبلُ كانتْ دانِيةْ فـيها دمَاءُ القومِ صارتْ جاريةْ فَـوجُـوهُهُمْ بالنّورِ كانتْ زاهيةْ ما جادَ منه على البُطُونِ الخاويةْ فغدا شُجاعًا في الوطيس الحَامِيَةْ مـثـلَ الـجِبَالِ بعُشقِهِمْ للعَاليَةْ بـل لـقنّوهُم من دروسٍ قاسية مُـتَـنـكّـراً، مَـنَّاهُمُ بِالْعَافِيةْ ونـفُـوسُـهُم فيما يُدجّل راجيَة فَـأتـاهـمُ غـدرًا بجُنْدٍ عَاتيَة فـوق الـورى نارًا تلظّى حاميَةْ لا لـلـمَذلّةِ في هِضَابِ الزاويَة لا لِـلْـمـذَلّةِ في الرّبوع الغاليَةْ حـتّـى ولَـوْ لَمْ تبْقَ مِنْهم باقيَةْ كـانُـوا حُـمَاةً مِن غُزاة باغيةْ ومُـنَـافـقٍ ولديْهِ نفْسٌ واطيَةْ كي يَدْفَعُوا عَنْهُمْ وُحُوْشًا ضَارِيَةْ بـسـهـامِ حِقْدٍ من قُرونٍ خاليَة كانت سيوفُك في الأعادي ماضيَةْ إلا وثـارت، وهْـدةً أو رابـيَةْ ومـعَـاركًـا كانَتْ بحَق شافيَة لـهـمَـا أيَـادٍ للكرامَة ساعية ونُـفُـوسُهم كانتْ بِذلكَ راضيَة فَـغَـدَوْا نُجُومًا فِيْ سَمَاءٍ صَافيَةْ حُـمِـلـوا إلـيهْا مِن بِقَاعٍ نَائيةْ فـي قتْل أهليهِم وصفْعِ النّاصيةْ قـد أجْـرمَتْ، كانَتْ بِحقٍّ جَانيَةْ أكْـرِمْ بِـهِ عـبَقًا بِأرضٍ حَانِيَةْ لـكِـنَّـها تُلْقِي الْعِدا في الْهاويَةْ وسـيـلْْعَنُ التاريخُ ذاك الطاغيَةْ | داهِيَةْ