حنين
24كانون12011
سعيد عبيد
ذ. سعيد عبيد / مكناس - المغرب
الإهداء: إلى بوعرفة، المدينة التي أحببتها
حَـنـيـنـي جامحٌ يـظـلُّ الـقلبُ مربوطاً عـشقتُ الريحَ صارخةً وقـرَّ الـزمْـهريرِ شِتاً وأرضـاً عـاقـراً جفَّتْ فـقال الصحبُ مِن عجبٍ أجـبـتُهمُ: وما حبُّ الدِّيا عـشـقتُ الصدقَ معدنُهُ وطِـيـب الـقلبِ تُجْمِلهُ عـشـقتُ الجودَ مِن قومٍ وتـعـرفُ في وجوهِهمُ كـأن الـقـومَ مِن ذهَبٍ عـشـقتُ حياءَ نسوتِها عـشـقتُ النُّبْلَ مِن راعٍ يـعيشُ بِمَهْمهٍ[5] شظِفٍ فـلـم يَـلـحقْ بمدرسةٍ ولـكنْ في الوَغى رَجلٌ ولـو عـدَّدتَ كَـمْ وجهاً يُسارع في القِرى[7] كرَماً وبِـشْـرُ الـقلب يغمرُهُ عـشـقتُ بساطةَ العيشِ وصـدقَ مـودةٍ صـافٍ إذا مـا ضـمَّـنـا بيتٌ نـغـيـبُ لَدى عُذوبتهِ ألا واللهِ لا أنْــســى فـإنـي عـاشـقٌ دَنِفٌ حـنـيـنـي جامحٌ أبداً | أبداًإلـى بـوعـرفةَ إلـى الـذكرى فلا يَبْرا عـشـقتُ سماءَها الغَبْرا ولـفْحَ الصَّيف كالصَّحرا شـكَـتْ لـله ذا العُقْرا أتـعـشـقُ بيئةً قَفْرا؟! رِ... ولـكنِ الأُخرى[2] هُـنـاك، وفِـطرةً زَهْرا خِـصـالٌ سَـمحَةٌ غَرَّا كَـمـنْ لا يصطلي فَقْرا! صـفـاءَ الـوُدِّ والخيْرا فـريـدٍ بخَّسَ التِّبْرا![3] يـزيـنُ الـثيْبَ والبِكرا نَـحيفٍ يرتدي طِمْرا[4] يُـعـالِـجُ جَمْرَهُ صبْرا ولـم يـكـتبْ ولم يقْرا وعـنـد الحقِّ لا يُشرى لـهُ لـوجـدتَه وِتْرا[6] ولا يـرجُـو لـه أجْرا وتـمـلأُ وجهَهُ البُشرى فـلا أحْـلى ولا أثْرى! ودفءَ أُخــوَّةٍ حَـرَّى لَـذِذْنـا الـشدوَ والذِّكرا كـأنَّ قـلـوبَـنا سَكْرى بـهـاءَكَ يا شَذا الذِّكرى أظـلُّ أُردِّدُ الـعُـمْـرا: إلـى بـوعـرفةَ السَّمْرا | السَّمْرا
[1] - صدر له: "الإهانة" (مجموعة قصصية) و"مكابدات في الطريق إلى النور" ( شعر).
[2] - تلميح إلى قول مجنون ليلى:
أمرُّ على الديار ديار ليلَى أقبّل ذا الجدارَ وذا الجدارا
وما حبُّ الديار شغفنَ قلبي ولكنْ حبُّ من سكنَ الديارا
[3] - التبر: ذهب الخليط بالتراب.
[4] - الطِّمر: الثوب البالي.
[5] - المهمه: القفْر النائي.
[6] - وِتر: واحد.
[7] - القِرى: طعام الضيف.