حنين

ذ. سعيد عبيد / مكناس - المغرب

[email protected]

الإهداء: إلى بوعرفة، المدينة التي أحببتها

حَـنـيـنـي جامحٌ iiأبداً
يـظـلُّ الـقلبُ iiمربوطاً
عـشقتُ الريحَ صارخةً
وقـرَّ الـزمْـهريرِ iiشِتاً
وأرضـاً عـاقـراً iiجفَّتْ
فـقال الصحبُ مِن عجبٍ
أجـبـتُهمُ: وما حبُّ iiالدِّيا
عـشـقتُ الصدقَ iiمعدنُهُ
وطِـيـب الـقلبِ iiتُجْمِلهُ
عـشـقتُ الجودَ مِن iiقومٍ
وتـعـرفُ في iiوجوهِهمُ
كـأن الـقـومَ مِن iiذهَبٍ
عـشـقتُ حياءَ نسوتِها
عـشـقتُ النُّبْلَ مِن iiراعٍ
يـعيشُ بِمَهْمهٍ[5] iiشظِفٍ
فـلـم يَـلـحقْ iiبمدرسةٍ
ولـكنْ في الوَغى رَجلٌ
ولـو عـدَّدتَ كَـمْ iiوجهاً
يُسارع في القِرى[7] كرَماً
وبِـشْـرُ الـقلب iiيغمرُهُ
عـشـقتُ بساطةَ iiالعيشِ
وصـدقَ مـودةٍ iiصـافٍ
إذا مـا ضـمَّـنـا بيتٌ
نـغـيـبُ لَدى iiعُذوبتهِ
ألا واللهِ لا iiأنْــســى
فـإنـي عـاشـقٌ iiدَنِفٌ
حـنـيـنـي جامحٌ iiأبداً


























إلـى بـوعـرفةَ iiالسَّمْرا
إلـى الـذكرى فلا iiيَبْرا
عـشـقتُ سماءَها iiالغَبْرا
ولـفْحَ الصَّيف iiكالصَّحرا
شـكَـتْ لـله ذا iiالعُقْرا
أتـعـشـقُ بيئةً iiقَفْرا؟!
رِ... ولـكنِ iiالأُخرى[2]
هُـنـاك، وفِـطرةً iiزَهْرا
خِـصـالٌ سَـمحَةٌ iiغَرَّا
كَـمـنْ لا يصطلي iiفَقْرا!
صـفـاءَ الـوُدِّ والخيْرا
فـريـدٍ بخَّسَ iiالتِّبْرا![3]
يـزيـنُ الـثيْبَ iiوالبِكرا
نَـحيفٍ يرتدي طِمْرا[4]
يُـعـالِـجُ جَمْرَهُ iiصبْرا
ولـم يـكـتبْ ولم iiيقْرا
وعـنـد الحقِّ لا iiيُشرى
لـهُ لـوجـدتَه iiوِتْرا[6]
ولا يـرجُـو لـه iiأجْرا
وتـمـلأُ وجهَهُ iiالبُشرى
فـلا أحْـلى ولا أثْرى!
ودفءَ أُخــوَّةٍ iiحَـرَّى
لَـذِذْنـا الـشدوَ والذِّكرا
كـأنَّ قـلـوبَـنا iiسَكْرى
بـهـاءَكَ يا شَذا iiالذِّكرى
أظـلُّ أُردِّدُ iiالـعُـمْـرا:
إلـى بـوعـرفةَ iiالسَّمْرا

               

[1] - صدر له: "الإهانة" (مجموعة قصصية) و"مكابدات في الطريق إلى النور" ( شعر).

[2] - تلميح إلى قول مجنون ليلى:

أمرُّ  على الديار ديار ليلَى         أقبّل  ذا الجدارَ وذا الجدارا

وما حبُّ الديار شغفنَ قلبي         ولكنْ حبُّ من سكنَ الديارا

[3] - التبر: ذهب الخليط بالتراب.

[4] - الطِّمر: الثوب البالي.

[5] - المهمه: القفْر النائي.

[6] - وِتر: واحد.

[7] - القِرى: طعام الضيف.