أنا السبب
أحمد مطر
من هضْبة الجولان والجليلِ والنقبْ
أنا الذي لمَّا أتيتُ : المسجدُ الأقصى ذهبْ
أنا الذي أمرتُ جيشي ، في الحروب كلها
وبعتكم في السوق مثل عيدان القصبْ
في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ .
وكلُّ من قال لكم ، غير الذي أقولهُ
ومن سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ ..؟
بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ
أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ ودبْ
أجعلهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ
بعدما قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ
وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ
أن المظاهراتِ فوضى ليس إلا وشَغَبْ
وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ
وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ
حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ
يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ
وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا
((تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ))
أنا هنا، ما زلتُ أحمل الألقاب كلها
أُطِلُّ ، كالثعبان، من جحري عليكم فإذا
ما غاب رأسي لحظةً، ظلَّ الذَنَبْ.!