أَزِفَ الفجر
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
وقد أوشكت الثورة السورية المباركة أن تستكمل شهرها التاسع، فقد أزفت ساعة الولادة، جعله الله مولودا مباركا زكيا
أَزِفَ الْـفَـجْرُ وَذَلَّ الْمَطْلَبُ
وَأَنَـارَتْ عِـزَّةُ الشَّامِ الْمَدَى
صَـمَدُوا لَيْلاً طَوِيلاً فَانْجَلَى
بَـذَلُوا الأَرْوَاحَ جَادُوا بِالدِّمَا
رَفَـعُـوا رَايَاتِهِمْ لَمْ يَفْزَعُوا
وَمَـنَـالُ الْـمَجْدِ صَبْرٌ دَائِمٌ
وَضِـيَـاءُ اللَّهِ لاَ يُهْدَى لِمَنْ
* * *
أَزِفَ الْفَجْرُ فَهَلْ يُهْدِي السَّنَا
وَجَـلاَ الـلَّـيْلُ فَأَنَّى يَهْتَدِي
يَـا شَبَابَ النُّورِ أَنْتُمْ لِلْوَرَى
فَـأَفِـيضُوا عِزَّكُمْ يَسْمُو بِنَا
وَضِـيَـاءَ الْحَقِّ حُسْنٌ لاَمِعٌ
كَـمْ رَأَيْـنَا مِنْ جَمَالٍ حَوْلَنَا
فَـبَـنَـيْنَا مِنْ جَمَالٍ مَجْدَنَا
وَهَـزَمْـنَـا بِثَبَاتٍ خَصْمَنَا
وَسَـرَيْـنَا فِي ضِيَاءٍ سَاطِعٍ
وَنَـشَـدْنَ فِـي يَقِينٍ قَصْدَنَا
وَاصْـطَبَرْنَا صَبْرَ حُرٍّ عَازِمٍ
وَكَـتَـبْـنَـا بِـدِمَانَا جُمْلَةً
وَصَـنَـعْـنَا فِي حِمَانَا عِزَّةً
وَرَفَـعْـنَا هَامَنَا فَوْقَ الذُّرَى
فَـأَبَـى الـلَّـهُ لَنَا إِلاَّ الْعُلاَ
وَتَـرَى الْجَانِينَ سِيقُوا جُمْلَةً
أَحَـسِـبْـتُمْ دَمَنَا بَخْسًا بِمَا
أَمْ ظَـنَـنْتُمْ عَزْمَنَا يَفْنَى بِمَا
وَجَـهِـلْـتُمْ أَنَّنَا شَعْبُ الْفِدَا
لَـيْـسَ مِنَّا غَافِلٌ عَنْ حَقِّهِ
صِـدْقُـنَا بُرْكَانُ عَزْمٍ ثَائِرٌ
مَـا نَـقَضْنَا عَهْدَنَا كَلاَّ وَمَا
أَفَـمَـنْ جَادُوا بِرُوحٍ كَالأُلَى
قَدْ عَرَفْنَا مَنْ صَدِيقٌ صَادِقٌ
* * *
يَا شَبَابَ النُّورِ مَا شَيْءٌ غَدَا
لِـسَـنَاكُمْ يَا مَصَابِيحَ الدُّجَى
أَزِفَ الْـفَـجْرُ وَذَلَّ الْمَطْلَبُ
وَأَنَـارَتْ عِـزَّةُ الشَّامِ الْمَدَىوَجَـلاَ عَـنَّا وَزَالَ الْغَيْهَبُ
بِـشَـبَـابٍ عِزُّهُمْ لاَ يُسْلَبُ
عَـنْـهُ صُبْحٌ دَائِمٌ لاَ يَذْهَبُ
فَـاسْتَطَابُوا بَذْلَهَا وَاسْتَعْذَبُوا
مِنْ رَصَاصٍ وَابِلٍ أَوْ يَرْهَبُوا
هُـوَ دَأْبُ الْمُهْتَدِي وَالْمَذْهَبُ
رَضِيَ الظُّلْمَ وَمَنْ لاَ يَغْضَبُ!
* * *
أَمَـلاً يُـحْيِي وَغَيْثًا يَعْذُبُ
مَوْكِبُ الظُّلْمِ وَيَحْيَى الْمَوْكِبُ
سُـرُجٌ تَـهْدِي وَمَجْدٌ يُطْلَبُ
إِنَّ شَمْسَ الْعِزِّ لَيْسَتْ تَغْرُبُ
وَجَـمَـالٌ فَائِضٌ لاَ يَنْضُبُ
وَلَـبِـسْنَا مِنْ جَلاَلٍ يُوهَبُ
وَغَـدَوْنَـا مِنْ جَلاَلٍ نُرْهَبُ
فَـغَـدَوْنَـا بَـعْدَهُ لاَ نُغْلَبُ
وَسَـرَوْا فِي عَتْمَةٍ لاَ تُرْكَبُ
وَظَـلَـلْـنَا فِي ثَبَاتٍ نَرْقُبُ
لَيْسَ عَنْ نَيْلِ الْمَعَالِي يُحْجَبُ
إِنَّ بَـعْدَ اللَّيْلِ صُبْحًا يَعْقُبُ
فِـي جَبِينِ الدَّهْرِ دَوْمًا تُكْتَبُ
مَـا انْـحَـنَيْنَا لِظَلُومٍ يَكْذِبُ
وَأَبَـى إِلاَّ عُـلاَهُـمْ يُقْلَبُ
أَيْـنَ مِـنَّا يَا لِئَامُ الْمَهْرَبُ؟
قَـدْ رَفَعْتُمْ مِنْ سِلاَحٍ يُجْلَبُ
قَدْ حَمَلْتُمْ مِنْ عَذَابٍ يُرْعِبُ!
لَـيْسَ فِينَا مَنْ يَنِي أَوْ يَتْعَبُ
لاَ وَلاَ فِـيـنَـا غَرِيرٌ يَلْعَبُ
وَدُعَـانَـا نَـارُ حَقٍّ تُلْهِبُ
غَـرَّنَـا حَشْدٌ غَوِيٌّ يَصْخَبُ
خَـفَضُوا الْهَامَ لِزَيْفٍ يَخْلُبُ
وَعَـدُوٌّ فِـي ثَرَانَا يَغْصِبُ
* * *
فِي الدُّنَى طُرًّا عَلَيْكُمْ يَصْعُبُ
وَقَـفَـتْ كُلُّ الْبَرَايَا تَعْجَبُ
وَجَـلاَ عَـنَّا وَزَالَ الْغَيْهَبُ
بِـشَـبَـابٍ عِزُّهُمْ لاَ يُسْلَبُ