خيمة الريح
خيمة الريح
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
صوتي صداك ويحدو صوتنا الاملُ
فاعقد جذورك في طين الدّما عطشاً
هـذي بـقـايـاك في كأس معطّلة
بـغداد إني ظفرت الأمس في مُقلي
إنـي مـآسـي دمٍ من شهقة طفرت
وحـمـلـتني تحايا الحزن من شفة
وشـلـت عـبء تعاساتي لأنثرها
هـذي طـفـولـتنا أروي مواجعها
صارت شظايا حضارات قد اندثرت
أذرو بـقـايـاي في دربي فيلبسني
أهـشّـم الصمتَ ترفو فيّ أغنيتي
فـيـوقظ اللحنُ لي خيماتِ كركرةٍ
بـيـنـي وبين دمي أودعت قافيتي
فـيها احترقت وصاحت فيّ جمرتها
ضـجّ الـحنين ولمَّت عندها شفتي
وغـمـغـمت بفم الماضي حلاوتها
صاح الغياب وليل الهمس غمغم لي
جـنّـت شفاهي على أقداح سهرتنا
وشـرفـة الـليل دقّت بابَ يقظتنا
يـبقى نزيف دمي يرتاح في غبشي
ردّي بـقـايـاي رديـني إلى نتفي
جِـدِي لـضـلعي مكاناً فيه متكئي
يـا خـيـمة الريح فالتاريخ ينطرناهـذا صـهـيلك فيه الرمل يشتعلُ
فـصـرخة الثأر فيها يسكنُ الأجلُ
وعـند عينيك صلّى الشعرُ والزجلُ
شـعـراً ونـادمني في بوحه الجَذِلُ
ورحـت فـيها بوادي التيه أرتحلُ
جـذلـى ويـسكنُها في ثوبه الخجلُ
عـلى روابي فمي كي يسكر الوجلُ
ولـلـبـراءة صـوتي راح يحتفلُ
وغـادرتـنـا وفيها الإرثُ يختزلُ
طـيـنُ العراق وقلبي مورقٌ خضِلُ
خرسَ اللحون ويطوي بوحَه الوجلُ
وزرقـة الـبحر فيها الموج متّصلُ
فـصرّحَ الغيظ ناراً واستوى الجدلُ
أوقـفْ زمـانـك حتى تنتهي القبلُ
أحـلـى الحكايا لديها البوحُ يُرتجلُ
وغـام فـيـها العناق الحلوُ والنهَلُ
وسـامـر الريح عند الواحة الطفلُ
وبـاحَ بـالسر عندي المبسمُ الثملُ
وظـلّ كـفـي بـماء الحلم يغتسلُ
ومـن بـقـايا غدي يوماً سيُنتحلُ
وقـطـعـي وتري لو غابتِ السبلُ
وليرحلِ الحزن عن وجهي إذا رحلوا
مـتـى سيعزفني في حرفه الأزل؟