يا قدس

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

في يوم الجمعه الموافق 25 / 11 / 2011 عقد الإخوان المسلمون مؤتمرا حاشدا ضم عشرات الألوف ، بعد أن رأوا أن الصهاينة يشرعون في تهويد القدس تهويدا كاملا ، فكانت هذه القصيدة :

 ( حديث إلى الكبار )

يـا كـبـارًا- ولستمو iiبكبارٍ
كـم كبيرٍ في بوله راحَ iiيحبو
وصـغيرٍ  قد عظَّمته iiالمعالي
يـا كـبارَ المقامِ، هنتم iiوبعتم
فـالـذي بـاع شعبَهُ iiمستهينًا
هـل  أمِنتم مكرَ اليهودِ إذَا iiمَا
فـاحذروهم، إن فاجئوكم iiنيامًا
لـستُ أدري ما يفعلونَ iiولكنْ
مَـن  يهنْ يسهلُ الهوانُ iiعليه








إنَّ  بـالـعقلِ يُعرفُ iiالكبراءُ
زعَّـمَتْهُ  الأنطاعُ  والأغبياء!
عَـزْمـةٌ حـرُّةٌ نَمَاها iiالإباءُ!
لـم يـعد للشعوبِ فيكم iiرجاءُ
هـو والـغاصبُ العدوُّ iiسواءُ
أنـكـروكم،  وحلَّتِ البَغضاءُ
فـي  هناءٍ  فَلاَتَ حين نَجاءُ!
يمسكُ البوحَ عن لساني الحياءُ
مـا  لـجـرحٍ بميِّتٍ iiضرَّاءُ

* * * * * * * * * *

يا قدس

قُومِي وشدِّي الفجرَ مِن غَسَقِ الظَّلامِ وكَبِّري

فلطَالما حبَسُوا عليك سُجونَ ليلٍ أكْدَرِ

وبنَوْا سُدودًا عَاتِياتٍ ذاتَ وجهٍ مُنْكرِ

قومِي – فديُكِ – كفْكفي منْ دمعِكِ المُتحيِّرِ

قُومِي عليكِ مهابةٌ مِنْ عزِّ ماضٍ مزهرِ

ماضي البسالةِ، والكرامةِ، والإباءِ النيّرِ

ولْترجِعِي أمجادَ حمزةَ ، والحسينِ ، وجعفرِ

وأبي عُبيدةَ ، والمُثنَّى ، والرعيلِ الخيّرِ

إنَّ الزمانَ بغير ما قدْ سجَّلوا لم يفخرِ

* * * * * * * * * *

واليومَ قدْ داسَ الكلابُ على حِماكِ الأطهرِ

فلْتنهضي، وبماءِ قلبكِ فاغسليه، وعطِّري

وتطهرِي مِنْ رجْس مَنْ قَدْ دنَّسوه، تطهرِي

وتَوضئِي يا قدسنا من ماءِ نهرِ الكوثرِ

وبثوبِ عِفَّتكِ المصُونِ تزملِي، وتدثري

وتزودي مِنْ سُورة الأنفال.. والمُدَّثِرِ

* * * * * * * * * *

وتفيئي مِنْ نُورِ أحمدَ فِي بهاه الأوفرِ

إني أراه بنبض قلبي ..... طَيْفُه في ناظرِي

بلْ في دماي كأنّهُ شلاَّلُ نُورٍ مُسْفِرِ

فأعِيشُه في مظهري، وأعِيشُه في مخبرِي

وأعِيشُه في غربتي، وأعِيشُه في محضري

وأكادُ أفنى في هوى المحرابِ، أو في المِنبر

* * * * * * * * * *

قُومي، ومِنْ كل القيود الغُشْم.. فلْتتحرري

وتبوئي عرشَ الكرامةِ والعُلا، وتأمّرِي

فَلأنتِ يا قدسُ الأميرةُ في جميع الأعْصُرِ

أمَّا الكبار فهَمُّهم "رَفعُ" الرصيدِ المثمرِ

الراكعون الساجدون لكل نذلٍ.. مُفترِي

البائعون الأرضَ بالذهب البغيِّ الأصفرِ

والباذلون العِرْضَ دونَ ترددٍ للمُشترِي

لا تَعجبي... هذا زمان النذل، والمتسعر

وبه السيادة للدعيِّ الداعرِ.. المتنمِّرِ

ولكل لِصٍّ غادرٍ، أو.. ماجنٍ مُستهترِ

لا تفْزعي.. لكَنْ مِنَ الخدعِ اللئيمةِ فاحذري

وإذا أرادُوا يخدعوك بخِسَّةٍ، وتجبر :

فتذمري، وتمردي بعزيمةٍ لم تُقهرِ

هامُوا ب"خارطة الطريق" الضائع المُتعسِّرِ

قالوا الطريقُ.. هُو الطريقُ إلى المصيرِ المُزهرِ

والعيشِ في سعدٍ وعزٍّ بالسلام الأخضر

ويُبشرونك بالثراء خلال عدة أشهر

فلتحذري يا قدس إن طريقهم لِلأخسر

فعليهِ قطاعُ الطريقِ... عِصابة من مَنْسرِ

كبني قرَيظة، والنضيرِ، وقينقاعَ.. وخيبرِ

يتلمظون كما الأفاعي.. همّهم أن تُقبرِي

أو تنحنِي أو تنزلِي عن حقِّكِ المُتَجذِّر

فتشبثِي بالحق.. حقِّك في عزيمة قَسْور

وتحصنِي بالعزة القعْساء، لا تتقهقرِي

وطريقَهم لا تسلكيه، ففيه كل مدمّر

أما طريقك .. فالجهادُ المرُّ حتى تظفرِي

فحماسُ عزِّالدين بالمرصادِ للمستعمرِ

بالمدفعِ الرشاشِ ينطقُ باللظى المتسعرِ

ويُفجرون جُسومهم بين العِدَا لتُحرَّرِي

قد ذَلَّ مَنْ تركَ الجهادَ، ولان للمتجبرِ

* * * * * * * * * *

لا تَقْنَطِي مِنْ روْح ربي، وانهضي واستبشري

فالنصرُ ليس بطائراتٍ، أو بقوةِ عسْكرِ

أو بالخداعِ، وبالمكائد.. والعديدِ الأكثرِ

النصرُ يا قدسَ العروبة باليقينِ الأطْهرِ

النصرُ بالإيمان.. والعزمِ الوثيقِ.. تذكري:

مَنْ ينصر اللهَ القديرَ على الأعادِي يُنْصرِ