رسالةٌ إلى البوق (طالب إبراهيم)
03كانون12011
حسن صهيوني
رسالةٌ إلى البوق
(طالب إبراهيم)
حسن محمد نجيب صهيوني
إرأفْ بِـنَـفْسِك، إنْ غَرُّوك مَنْ هـم خَـدَّروك، فـكـنتَ البوقَ ثرثرةً سـاعـاتُـك اقترَبَتْ، فازْدَدْتَ في هَلَعٍ أكـنـتَ تَـحْـسِبُ أنّ الأرضَ ساكنةٌ يـا أيـهـا (الطَبْلُ) ما قد شاءَ ضارِبُه حـتـى امـتطاك، فلو أدركتَ ساعتَها شَـتْـمُ الإلـهِ تـعـالى، أنْ تطالَ له هـا أنـتَ مُرتَجِفٌ، هل آمنوك، وهل إنْ حـرّضـوك بـمـا يثغون خَشيَتَهم فـارغَـبْ عـن القوم لا تُوديكَ بُغْيَتُهم كـالـمـوج مِـن زَبَـدٍ يـعلو بقامتِه إنـي لأعْـجَـبُ مِـمَّـنْ رَاقَهُم دَجَلاً خـلـفَ الـكواليسِ والأحداثُ شاهدةٌ ورُحْـتَ تَـكْـذِبُ بـالتأويل مُجترِحاً: والـشـامُ صَنعتُهم، من عَهْدِ (حافِظِها) يـا (طـالـبَ) الوهمِ من أفواهِ رَاعَتِه سـوداءُ صـفـحـتُكم، ووعُودُكم دَجَلٌ أنـا أنـيـنُ قـلـوبِ الأمهاتِ صدىً وكـلُّ مـن سَـقَطوا من طفلةٍ حَلُمَتْ أنـا الـكُـهولُ أسىً، أنا الشبابُ ومَنْ أنـا الـمـشـاهـدُ بـالتنكيلِ شاهدةٌ أنـا الـمـآذنُ تـبـقـى وهي داعيةٌ الـيـومَ جِـئـنا، فلا يُجدِيك في جَهَدٍ بِـتـنـا لـكـم هَـلَعاً مِن وَقْعِ ثائرِنا مـا أروعَ الـكـونَ حيناً تُستضاءُ به فـاهْـرُب، لك البِيْدُ يا رِعْدِيدُ مُلْتَحَفٌ واعْـجَـلْ ببوقِكَ، إنْ أسْعَفْك قلْ لهُمُ: | شَكَرواهـم سَـخّـرُوك، فـأنتَ الناطقُ والـحـالُ أبـلَـغُ مـمـا عنه تَسْتَتِرُ مـا كـان مَـأْمَـنُـه يُؤتى به الحَذِرُ هـلاّ نـطقتَ، تُرى، هل ينفَعُ الحَذَرُ؟ إمّـا يـشـاءُ، وإنْ يـنـهـاكَ تُؤتَمَر مِـمَّـنْ هُـمُ سَخِروا، ما تفْعَلُ الحُمُرُ؟ مِـن فـيـك مَـنْـقَصَةٌ يا أيها الأشِرُ مِـنْ فـاقـدٍ سَـبَـبـاً يُعطَاه مُفتقِر؟! يـومـاً يَـجِـيءُ، وإذْ بـالقُطْرِ ينْدَثِر مـنـهـا تَـعُبُّ، ومنها جاءك الخَطَر فـاجـتـثَّ قـامـتَه في البحر مُنْحَدَر ومَـنْ على رَقِّ كأسِ الخمرِ قد سَكِروا تـأتـي تُـفَـنِّـدُ مـا قـد أَنْبَأ الخَبَرُ (هـذا الـنـظـامُ حـماه اللهُ والقدر) حـتـى مَـشَتْ بِخُطى مَنْ فيه نفتخِرُ هـذي الـمـزاعِـمُ تفنى حين تُخْتَبَر فـارحـلْ بـها معهم، قد نابنا الضَجَر فـي فِـلْـذةٍ شَـقِيَتْ، أو تلك تَحْتَضِر يـومـاً لـهـا وطـنٌ، يحلو به العُمُرُ أوجـاعُـهـم نَطَقَتْ مِنْ ذُلِّ ما قُهِرُوا تـبـقـى أدلَّـتُـهـا لم يَمْحُهَا العُمُرُ إنْ طـالَـها القَصْفُ يبقى الشاهدُ الأثَرُ حرصُ الحريصِِ، ولا يُنْجيكَ مَنْ شَكَروا مـا أجـملَ الفجرَ حينَ الليلُ يَندحِرُ!! حُـرَّيـةٌ وُلِـدَتْ مِن عَزْمِ مَنْ صَبَروا مِـن حـيـثما النارُ مِن نَعْليْك تَسْتَعِر الـظـلـمُ يُـطْـبِـقُ حيناً ثم يَنكَسِرُ | القَذِرُ