لو كنتُ مكانك يا ولدي
26تشرين22011
محمد جميل جانودي
محمد جميل جانودي
لَـو كـنْـتُ مكانكَ يا عـن بَـلَـدٍ يُـدْعى سوريّا فـالـسـيـن سـلامٌ عشناهٌُ والــرّاء رخـاءٌ وهـنـاءٌ والألِـفُ أسـاسٌ مِـن حُبٍ لَـو كـنْـتُ مكانكَ يا ولدي عـن أرض كـانت مخصبةً بـالأمـسِ احـتضنتْ أبطالاً بـالأمْـس أمـيُّـةُ شـيّدَها والـيـومَ يـعـيث بهَا قِرْدٌ لَـو كـنْـتُ مكانكَ يا ولدي عـن دار جـدودي إذ سُكنت وحّـدهـمْ مـسـجـدُ بلْدتِهم لـم يـبـقَ المسْجدُ مسجدَها وبـسـاحِ الْـمـسجدِ غلْمانٌ لَـو كـنْـتُ مكانكَ يا ولدي سـلـنـي عن جبلٍ يَحضُنها وإلـيْـهَـا يَـرنُـو بحنانٍ والْـيَـومَ تُـرشُّ بـزخّاتٍ عـمَـدت لـلـجـبلِ تُدَنِّسُهُ لَـو كـنْـتُ مكانكَ يا ولدي عـن طـفلٍ في عينيه أسًى عـن طـفـلٍ عاش بلا أمَلٍ عـن طـفـلٍ شُـرّد مَرْميَا بـسْـمـتُـه كـانَت مُشْرقَةً لَـو كـنْـتُ مكانكَ يا ولدي عـن عِـلْـمٍ كان له صيتٌ ولَــه حَـلـقـاتٌ وافِـرةٌ الـعـزّ ويـحـيـى سادتُها والـيـوم الـشّـامُ مـضيّعَةٌ لَـو كـنْـتُ مكانكَ يا ولدي عـن نـفـطٍ أيْـن موارده؟ ذهـبـت آمالُ الشّعب سُدًى عـن زرعٍ فـيـم غدا يبسًا عـن عـقْـد وئـام وإخـاء لَـو كـنْـتُ مكانكَ يا ولدي عـن جـيـشٍ قـاتل مُعْتمدًا عـن جـيـشٍ سطّر تاريخًا والـيـوم يُـقتّل في حمصٍ ومـدائـنُ أخـرى لَـم تسلمْ لَـو كـنْـتُ مكانكَ يا ولدي عـن أرضٍ سُـلِبتْ من زمنٍ واهـتـمّ الـنّـاس بقصتها هـل بِـيْـعتْ حقًا أم مُنِحَتْ مـن حـاولَ كـشف حقيقتها لَـو كـنْـتُ مكانكَ يا ولدي عـن شـعـبٍ طُوّقَ مقهورًا فـي لـقـمة عيش مشغولٌ لـو حـاول رفـضًـا لِهوانٍ يُـرْمـى فـي السجن لآمَادٍ لَـو كـنْـتُ مكانكَ يا ولدي عـن أمـرٍ حـلّ مُـفـاجَأةً عـن ثـورة شـعبٍ منتفضٍ لـم يـعـبَـأ بـدمَاءٍ سالت وتـمـادى فـي حنق يهذي أعـرفـتَ أخـيرًا يا ولدي كـي تـعرف أسرارًا كُتمت كـي تـعـرف أنّـك مظلومٌ جـاءتْ لِـتـرانـا أحرارًا فـالـزم أقـوالَ مـحَـرِّكِها | ولديلـسـألـتُ مُـلِحّا عن مـنْ زمـنٍ يسْكنُ في كبدي والواو ورود في الْجَددِ([1] ) والـيـاء يـمـانٌ في رغدِ وتـآلُـفِ شـعـبٍ مُـتَّحِدِ لـسـألـتُ مُـلِحّا عن بلدي فـغَـدتْ مـجـدبـةً لم تلدِ والـيـومَ نـراهـا في نكَدِ بـالـعـلْـم وبالنّورِ الأبدي ويُـخَـرّبُ فـيـها عن عَمْدِ لـسـألـتُ مُـلِحّا عن بلدي بــكِـرامٍ مـنْ أمَـمٍ قـدد بـالـنُّـور وطـه والصّمدِ بـل صـار لأصـنـامٍ جُدُدِ تُـرغـي بـالـكفْر وبالزّبدِ لـسـألـتُ مُـلِحّا عن بلدي وعـلـيـه اسـتلقت من أمَد كَـحُـنُـوِّ الْـوالِـدِ لـلْولَدِ مـنْ أيْـدٍ لَـيْـست ذات يدِ فـي يَـومِ الْـجُمعةِ والأحَدِ لـسـألـتُ مُـلِحّا عن بلدي يـشـكـو لـلـه من الرّمد لا يَـرْجـو أبـدَا يـومَ غدِ فـي الـغـربةِ منقطع المددِ كـبـيَـاضِ الـثَّلْجِ أو الْبَرَدِ لـسـألـتُ مُـلِحّا عن بلدي فـي الـشـام ولـيس بمُنفَقدِ لا تُـدْرَكُ حـصْـرًا بالعَددِ وتـقـيّ الـدين وذو الرّشَدِ مَـا بـيْنَ سفيهٍ أو دَدِدِ([2] ) لـسـألـتُ مُـلِحّا عن بلدي دخـلـت في الجيب بلا سندِ كـم حـمَـل هـمومًا كاللُبَدِ فـتـخـلّى عنْه ذوو العَضُدِ مـا رُئِـيَ الـيـوم بِـمُنْعقد لـسـألـتُ مُـلِحّا عن بلدي فـي الـحربِ على الله الأحدِ يـبْـقـى نـبْـراسًـا للأبد عُـزْلاً بـالـعُـدةِ والـعُدَدِ مـن خـطف حرائر أو وأدِ لـسـألـتُ مُـلِحّا عن بلدي كـم مـرَّ عـلـيْها من مُددِ! مـا بـيـن شُـيُوخٍ أو مُرْدِ لُـغْـزٌ مـحـبُـوك كالزَّرد رجـمـتْـهُ عيونٌ من رصدِ لـسـألـتُ مُـلِحّا عن بلدي بـالـقـيـدِ وحَبلٍ مِن مسدِ ويـنَـام ذلـيْـلاً فـي كمدِ نَـالـتْـه هـراواتُ الأسـدِ لا يُـسْـأل عـنـه من أحدِ! لـسـألـتُ مُـلِحّا عن بلدي مـا دار بـتَـاتًـا في الخلدِ في وجه ظلومٍ ذي ضمدِ([3] ) أنـهَـارًا منْ حُرٍّ سدَدِ([4] ) مَـنْ غـيري يحْكمُ ذا البَلدِ؟ سـبـبًـا لسؤالك عن بَلدي؟ عن سيْل خزايا مُنفصدِ([5] ) والـثّـورة جـاءتْ بـالقَودِ! مـن قـيـدِ لَـئيمٍ...من وتدِ وانـصـرهـا دومًا يَا ولدي | بلدي
([1]) الطرقات
([2]) العابث اللاعب.
([3]) الضمد: الحقد
([4]) السدد: المستقيم
([5]) المنفصد: السائل الجاري