حول أسماء الله الحسنى

أ.د/ جابر قميحة

حول أسماء الله الحسنى

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

مقدمة

هذا الديوان بالاسم والعنوان الذي عرضناه يُعد فريدًا في نوعه؛ فقد نظمته بالإنجليزية الفنانة الشاعرة الباكستانية المسلمة "نيار إحسان راشد"، وجعلت لكل اسم من أسماء الله الحسنى لوحة في صفحة كاملة تعبر عن روحها ومعايشتها لهذه الأسماء الجليلة.

 وقد صدَّرت الديوان بإهدائه إلى زوجها (المرحوم بإذنه تعالى) الدكتور إحسان راشد (1926 / 2002م)، وأهدته كذلك إلى حفيدتها - زينب - المولودة سنة 2002م.

 وهذا الديوان ليس معايشة عادية لأسماء الله الحسنى على نسق ما يكتبه العلماء والفقهاء، بل معايشة إيمانية فنية يحس القارئ أن الشاعرة الفنانة قد أفرغت روحها وتجاربها في كل اسم من هذه الأسماء.

أما اللوحات التي رسمتها الفنانة، فهي بذاتها تدل على ملامح الاسم العظيم من أسماء الله الحسنى، ويرى القارئ مع عرض هذا الديوان صفحات منه: اللوحة والشعر بالإنجليزية، والترجمة التي قدمتها بالعربية شعرًا.

 ولهذا العمل الذي قمت به قصة ألخصها فيما يأتي:

فوجئت وأنا في القاهرة برسالة من مسؤولي معهد البحوث الإسلامية التابع للجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، وكنت أعمل بها (من سنة 1984م إلى سنة 1989م)، ومع الرسالة أوراق تحمل النصوص الشعرية الإنجليزية عن أسماء الله الحسنى، والرسالة تطلب مني أن أترجمها شعرًا.

 وكانت المهمة شاقة جدًا، فاستعنت بالله على أدائها؛ لأن ترجمة النثر إلى نثر فيه صعوبة، فما بالك بشعر يترجم إلى شعر؟ . وكانت هذه أول تجربة لي في حياتي من هذا النوع، فجعلت منهجي أداءً مزدوجًا: أن أترجم الشعر الإنجليزي أولاً إلى نثر عربي، ثم أحول النثر العربي إلى شعر بالعربية الفصحى، جاء أغلبه على البحور الخليلية (هو ما يسمى خطأ بالشعر العمودي)، ومنه ما جاء على نظام التفعيلة.

 ولا أدعي أن الترجمة جاءت مماثلة تمامًا للشعر الإنجليزي؛ فهذا مستحيل، وإن كان ما قمت به أقرب ما يكون للنص الشعري بقدر المستطاع.

ثم طبع الكتاب طبعة فاخرة جدًا بالنظام الآتي:

 الصفحات اليسرى عرض فيها النص الإنجليزي، وعلى يمينه في الصفحة نفسها الترجمة العربية، وفي مقابل كل صفحة لوحة كاملة على صفحة كاملة مرسوم فيها _ باقتدار دال - اسم من أسماء الله الحسنى . ولا شك أن هذا العمل في مجموعه يعد عملاً كبيرًا رائدًا، لم يُسبق من قبل، على ما أعلم.

وأنا أقدم الترجمة العربية مجموعة في هذا الديوان، وقد يسأل سائل: ولماذا لا تقدمه بلغته الأصلية ولوحاته وترجمته? والإجابة سهلة، ومؤداها: لو فعلت ذلك لكان إعادة طبع ما هو مطبوع، ولا أملك هذا الحق، كما أنه لن يكون بفخامة الطبعة التي صدرت عن معهد البحوث الإسلامية التابع للجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد. وفي النهاية، أحمد الله (سبحانه وتعالى) أن مكنني من هذا الإنجاز.

 *********

حول

أسماء الله الحسنى

TO GOD BELONG THE NAMES MOSTBEAUTIFUL

تعليقات شعرية على لوحات رسمتها

الفنانة الشاعرة المسلمة

"نيار إحسان راشد"

(NEYYAR EHSAN RASHID)

وترجمها شعرًا من الإنجليزية إلى العربية

 دكتور جابر قميحة

ــــــــــــــــــــــ

الله

Allah

شـيء  يتحرك في iiعمقي
شـيء  يتحرك في iiعمقي
يـمـنحني دفْئًا في iiدمِّي
ويـقوي روحي من iiوهن
وأعـيشُ الأسماءَ iiالحسنَى
*          *          ii*
أسـماءُ  اللهِ  هي الحسنَى
هـي  نورٌ يغمرُ iiعالمنا..
*          *          ii*
واللهُ هـو الإِسـم iiالأعظمْ
لا  حـدَّ لـهُ، أو iiتعريفٌ
وهـو الأقوى وهو الأكرمْ
*          *          ii*
قـد يـوصفُ بَشَرٌ iiبكبيرِ
أو  بـعـزيـز  أو بقديرِ
لـكنْ  لا يُدْعى باسمِ ii"اللهْ"
سـبـحـان  الله  iiوتعالى
مـفـهـومٌ  أبدا لا iiيدرَكْ
لـكـن الروحَ قد iiاقتربتْ
يـمـنحُ  صاحبها  إدراكًا
فـي هـذا كانتْ iiتجربتي
وجـهتُ  النورَ إلى iiألمي
فـشـفـاني اللهُ من iiألمِي
صَـيَّـرَني النور iiمباركةً
*          *          ii*
وبـلـمـسةِ  نورٍ iiناعمةٍ
أرسـمُ  مـوجـاتٍ iiدافئةً
يغمرني  فوْقي .. iiوأمَامِي
أشـهـدُ مـعجزةً.. iiوافيةً
شـفيتْ روحي مما iiعانتْ
مـا كـان دوائي iiوشفائي
*          *          ii*
أمـضي في كونٍ iiمجهولٍ
تـابـعةً قلبي.. iiوبروحِي
وعـليها  من ذهب صافٍ


































مـفـهـوم  أبدًا لا iiيدركْ
تـيـارًا  من موجٍ ..ناعم
وسكونًا  في روحي iiالهائمْ
فـأحـسُّ  السَّعدَ بها iiقائم
تـيـارًا  من نورٍ .. iiدائمْ
*          *          ii*
تـسـعون  وتسعةُ iiأسماءِ
نـورٌ فـي أرضٍ iiوسماءِ
*          *          ii*
فـبـه نـدعُو، وبه iiنقْسمْ
فـهْوَ الأكبرُ، وهْوَ iiالأعلَمْ
و "اللهُ" هو "الإسم iiالأعظم"
*          *          ii*
أو  بـقـويٍّ أو .. iiبكريمِ
أو  بـعـظـيم أو iiبحكيم
إلا خـالـقـنا ليْس iiسواهْ
لا يـعـبـدُ أبدًا غير iiاللهْ
مـا أعـجزَّ عقلَ iiالإنسانِ
مـنـه  في طهر iiنوراني
مـحـدودًا لكنْ.. iiنوراني
مـع نـورِ اللهِ iiالـديّـانِ
بـعمودي  الفقريِّ  العاني
وتـطـهرَ  بالنورِ  كياني
مـا  أبْـهى نورَ iiالرحمنِ
*          *          ii*
أشـهَدُني  في حضن iiالأمِّ
من نورٍ فاضَ على رسْمي
يـسْعِدُني  ويطيِّبُ  إسمي
مـن فـضلِ اللهِ بأمرِ iiاللهْ
وتـجـدَّدَ إيـمـاني iiباللهْ
إلا مـن حـبـي iiلـلـه
*          *          ii*
مـن سار به قد ضلَّ iiوتاهْ
وهـجٌ مـن ظمأ لا iiأنساهُ
مـطـبوعٌ  "إسمك يا iiاللهْ"

(1) الرحمن

Ar. Rahman.

كـأنِّـي في الدنَي iiذرَّةْ
جـنـيـنًا ضمَّهُ iiرحمٌ
هـو  الرحمنُ iiباركني
وعشتُ العمرَ في فَيضٍ
بـلا قَـبـلٍٍ، ولا iiبَعد
فـموجُ الدفءِ iiيغمرني
وإيـمـانٌ  iiبـأعماقي
بــأنَّ  اللهَ رحـمـنٌ







أعـيـشُ قريرةَ iiالعينِ
عـلـى مهدٍ منَ iiاليُمْنِ
بـعـطرِ السلْمِ iiوالأمْنِ
مـن الرحمنِ ذي iiالمنِّ
بـلا فـوقٍ ولا iiبْـينِ
وطـهرٌ كانَ في iiعوْني
وفـوقَ الـوهْمِ iiوالظنِّ
وأنّ الله لـي حـصْنِي

ــــــــــــــــــــــــ

(2) الرحيم

2 – Ar – Rahim

رسـمْـتُها  لوحةً قد أشْبَعتْ iiوَلَعي
هـو  الـرحـيمُ الذي تمتدُّ iiرحمتُهُ
كـم  أيـقظَ الروحَ مِنْ نوْم iiيؤرِّقُها
وغـسَّـل  النفسَ من نزْغاتها iiأبدا
*              *              ii*
أدعـوهُ والنفسُ في سلمٍ وفي iiسكن
وأحـتمي اليومَ في أحضانِ iiرحمتهِ
وهْـوَ الـرحـيمُ، ولا حدٌّ iiلرحمته







فـيـها  الحياةُ  كموجاتٍ من المتعِ
شـلالَ فـضْـلٍ ومَنٍّ غيرِ iiمُنْقطعِ
وطـهر  القلبَ من ذنْبٍ ومن iiطمعِ
ومـا تـراكـمَ من رَيْنٍ، ومنْ iiبُقَعِ
*              *              ii*
ألا أعـيـش بأسر الخوفٍ iiوالفَزعِ
فـرحـمـة  اللهِ منْجاتي ومنْتجعيِ
كم ذا وجَدْتُ بها في الضيقِ مُتَّسعيِ

ــــــــــــــــــــــــ

الرين: الدنس، والخبث.

النزغات: جمع نزغة: وهي الفساد والشر.