تأوّلات
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
سـطّـرت دورة أنـفاسي على ورقي
وأخـتـلـي في فضاء الصمت أسأله
عـن وردة قطفت في الصدر فانكسرت
عـن رجـفة الثلج فوق الصدر منحسرا
عـن مـوسم الزهر يروي بعض خيبته
عـن سـحـر بغداد جاءت لمح سقسقة
تـروي سـنـينا مضت في بيد شهقتها
مـا زلـت أسـكب شعري فيك ملتمسا
أفـيـون صـمـتي غزا ليلي فأسكرني
وافـى بـريـدك وانـفـكّـت ظفائره
يـا بـنـت قلبي إليك الشوق يسحبني
فـقـد تـسـاقـط نهر الملح في شفتي
غـنـت شـظـايـا دمي موّال غربتها
وظـل وجـه احـتـراقي يقتفي زمني
وكـنـت أنـت احـتمالا فيّ مذ نفخت
نـادت سـواقـيـك أنـفاسي وزورقها
ألـقـت عـلـى كـتفي المحنيّ أغنية
والـمـسـتـحـيل ينادي موج دمعته
لا تـنـهـري جـسـدا آذتـه رحلته
خـطـوط روحـي إلى عينيك تسلكني
فـمـن يـلملمني في أضلعي انبجست
أنـثـى كـؤوسـي وأنثى البوح تمتمة
تـغـفـو خـطـاي وأحلامي رمال دم
والـوقـت زنـبـقـنـي وردا تردده
ضـلـعـي تـخيط شظايا النار رجفته
إلام جـرحـي بـنـا فـاضت مواجعه
وسـوسـنـاتـي بروحي أيقظت مدنا
لـيـلي وحرف الهوى قد جاء مختصرا
ورمـمـيـنـي سواقي العمر كم نزفت
وجـهـي انتحار رؤى الألوان في نغمي
لـيـلـى وحـربـين كم شلنا فجائعها
ورمـمـيـنـي بـقايا الأمس تسكنني
كـونـي لـبعدي ليلا كي يستفيق غدي
يا زهرة الصمت يا بعضا من جنون دمي
يـا مـسـتـحيلا ويا كبتي ويا حلمي
خـنـادق النار عطشى أوجزت مطري
أنـا ضـيـاع وأحـداقـي حـبت قلقا
فـأوجـزيـنـي كـتـابا كنت جذوته
يـا شـهـرزاد جرار الماء قد جرحت
كـبـت خـيولي وفي زفرات بسملتي
يـا شـهـرزاد بـقـايا الأمس تلبسني
وكـوّمـيـنـي عـلـى عينيك أخيلة
إلـيـك أوجزت صوتي واجترحت دميورحت أروي انحسار الزهر عن عبقي
عـن ضحكة الورد غشّا طيبها طرقي
وطـوّقـت فـي مساءات الرؤى عنقي
يـدغـدغ الـلـحـظة الشهاء في شبقِ
بـه تـشـظـت مـرايا البوح في قلقِ
تـروي حـكـايا الهوى مشبوبة الحُرقِ
وخـدّرتـهـا ضـفاف الوحي بالغرقِ
دربـا لـعـيـنـيك حتى يكتوي نزقي
وأرجـحـتـي بـسـاعات اللقا مزقي
وراح يـروي لـنـخل الروح منزلقي
ولـسـت أسـطـيع حوْلا فيك منطلقي
وعـنـد رمـل انتثاري شبّ بي شرقي
مـنـهـا تـناثر جمر الحزن من حدقي
ويـسـرق الـظـل ظني من يد الفلقِِ
مـجامر الصمت نادت في دمي التصقِ
وأجـفـلـت دمـعـتي إذ بللت رمقي
خـضـراءَ يـعـشب في حنّائها أفقي
والـحـلمُ يأوي لبيتِ الصمت في شفقي
فـفـّتـشـي قي زوايا القلبِ عن رِتقي
حـتـى أرانـي إلـى عينيكِ منطلقي
حـرائـقـي وغـزا درب اللظى فَرقي
عـلـى شـفاهي وتحكي حلم مُحترقي
وكـم قـرأت خـطـابـاتي على نسقِ
مـسـافـة الـقـلق المشروع بالأرق
وفـي تـرفـو خـيوط الشمس مفترقي
ورمـمـت كـسـر أنـفاسي ومغتبقي
مـن الـخـطـايا وألغت شهقة الشفق
فـانـزلـيـنـي نـفحة في ذلك العبق
وعـبـرة الـعـمر كم لاحت بمستبق
فـفـي شـرايين عثرات المدى انعتقي
وكـم تـحـمـلتِ الأضلاع من رهق
وأيـقـظـي صرخة الأنواء في الحبق
فـبـي تـداعـى اختلاط الظن بالملقِ
بـيـارة الـريـح كـوني فيّ وانعتقي
أنـا انـتـظـار رمـاد النار فاحترقي
فـأشـعـلـي ثورتي في ساحة العرق
إلـى شـظـايـا فـمي موبوءة المذق
وخـبـري الـضـوء إني لهفة الشفق
جـلـد الـنسيم فشدي الجرح وارتفقي
تـسـاقـط الـورد مـحنياً على طبقي
دُفّـاً أقـيـمـي عـلـى قداسه حِلقي
عـسـاه يـنـزل في صحرائنا وَدَقي
يـبـقـى يـغذيك هديا فاشهدي ورقي