بقايا حطام
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
إنـي مـن الوجع المرير أعاني
نـهـر من الآلام يجري في دمي
يـقتاتني رهقي ويشجرني اللظى
ويـصارع التنين جمر هواجسي
فـأرى مـالا يـراه ذوي النهى
وجـعـي أنـوء بـحمله متآكل
مـتـعلق بالأمس أشجاري هوت
بـعضي ذهول في فضاء مجرّتي
أنا كم بحثت عليك في مدن الهوى
أنـا قد ركبت الحزن منذ ولادتي
واغتيل صوتي في حرائق عريهم
وفـررتُ مـنّي خطوتي موؤودة
إنـي تـآكـلـنـي زمان عمائم
ومـراكبي ارتحلت وشمع معابدي
وطـن من الأحزان عاتب لحظي
فـمـشـيت قدّامي أعادني الورا
لـملمْتُ نفسي كي أعاودَ رحلتي
مـذ جـاء روحي زيتها وتأنّقت
لـن يـنطفي وهجي تظل منيفة
فـسَـلـي ورائي فالمنابر عندها
ويـلـوكني زبد الضياع بغيضه
فـمداي ذاك يجيش كنز مواهب
فـلأنـت بدئي في نهاية عالمي
أتـسـلّق الأحزان فرط مواجعي
عُلّمت كيف أخيط جرح أضالعي
عُـلّمتُ كيف أعيد موت فسائلي
عُـلـمت أرقى للممات بمفردي
يـا أنـت يا امرأة الحرير تمهّلي
أنا بعض همسك في شفاه قصائدي
لا تـكسري وتر الرباب وتنكري
أنـا كم قتلتُ وما دفنت أضالعي
لا تـنـفري فحطام قلبي مرقمي
كـوني مساري في متاهة خطوتي
حـتـى أنيخ بباب قلبك مركبي
وتـأمّـلـيني لن تري إلا الشجا
مـا ضـرّ لـو أنا حببنا بعضنا
وتـناعست بلظى الحرائق رغبة
كوني مرايا الروح في دُجُر الأسى
هذي يدي إنْ شئت فالتمسي يدي
بـغـداد واحـتفلي إلى إيقونتيوأنـا احـتراقي بالضلوع كواني
ويـفـور شـطانا على شطآني
وخـواطـري مـوتـي بلا دفّان
وتـهـدّ ريـح اليأس لي أركاني
ولـهـم أنـا أشـعلت نار كياني
جـسـدي وينهش قامتي دوراني
وطـيور جمري غادرت أغصاني
ودمـي يـكـابـد شوقه ويعاني
وكـتبت في كتب النوى إعلاني
وتـكـسرت نفسي على أوطاني
وسـجـنـت متّهما وقُصَّ لساني
لـدروب لـيـلي متعب السيقان
ولـحـىً بـها سخريّة الشيطان
غـشّـاه فـي وهم اللقاء دُخاني
وأنا الشريد أضعت جرف مكاني
خـلـفـي وبيعت للدجى تيجاني
فـسجنت في حرفي وضاع بناني
حـتـى تـنـير مجاهل الأكوان
هـذي الـحروف غريبة العنوان
مـا كـان يـكـفي شاهدا لعيان
وتـدوسـنـي في حقدها جيراني
لـكـنـنـي جـرح بـلا ربّان
ولأنـت مَـن يـزهو بها ميداني
وأشـيـلُ أشـجانا على أشجاني
وأشـدّ نـزف الـروح بالشريان
لـتـجـابـهَ الطوفان بالطوفان
فـيـجـيء تـابوتي مع الأكفان
زمـني على باب الجراح رماني
وقـصـائـدي شفة بثغرِ زماني
لـحـنـي فإنّك مهرجان أغاني
فـعـصـرت أقلامَ الطّلا بدناني
وشـواظ نـفسي ساحة الأحزان
وتـقـرّبـي لا تـلجمي بركاني
وأقـولُ جئت إلى فضاك (حناني)
رسـمـتـه فـي ألوانها أزماني
وتـكـلّـمت بحضورنا العينان
وتـشـرنـقـت بطيوفها أجفاني
وتـصـوّري قـلبي على نيراني
أو لا فـرديـنـي إلـى سجاني
وتـفـجّـري لحنا على عيداني