زَيْفُ وحَيْفُ الغرب
عمر أبو عبد النور الجزائري
نظرة عابرة في التاريخ القديم أو الواقع الأليم تفنّد ادعاءات الغرب وتبجُّحه بحقوق الإنسان وقيم الإيمان ، فكم زوَّر وعتَّم ، وقيَّد وكمَّم ، وأزهق وهدَّم ، ولوَّث وسمَّم ، وكم عاث وأخنى وأجرم ، وحتى صورة العدالة المزعومة على أراضيه لا تنفكُّ عن عصبية مقيتة وعنصرية مميته
وشتَّان بين ادعاءات الغرب الفارغه وحقائق الإسلام الدّامغة ، فالإسلام حنى على كلِّ النَّاس على اختلاف البلدان والأجناس ، فحرَّر وأكرم ، وعلّم وألهم ، وسمى بالأخلاق والقيم إلى المعارج والقمم ، النَّاس عنده إخوة وسواسية ، لا يُنتقص فيهم إلى من كان ظالما أو عاصيا
لكن أين هي ألان الأمة الإسلامية المتماسكة الواعية ، التى تجسِّد في واقع الأمم قيم الإسلام الرَّاقية لتنقذ النَّاس ( كلَّ النَّاس ) من الزَّيف والحيف ومفاسد الغرب الطاغية ؟؟؟
واليكم هذه القصيدة التى تكشف زيف الغرب وحيفه
كفى خِداعاً ، كفى غِشاًّ ، كفى كذِباَ = دمَّرتم السودَ والأفغانَ والعربَا
كفى نفاقاً ، سماتُ الشرِّ بيِّنة ٌ = زرعتم الزُّور والآفات والنِّكبَ
شتَّانَ بين الشِّعارات التي هتفتْ = بها الحناجر تنويما وما ارتُكِبَ
سلوا الضّحايا على وجه البسيطة مَنْ = باسم الحضارة بثَّ القهرَ والكُرَبَ
أين العدالة ؟ كم غُرَّ الضَّعيفُ بها = ما أفرز الغرَبُ إلاَّ الظُّلم والرَّهَبَ
أين الحقوقُ ؟ فما نادى بأمثلها = الا ليأمنَ في إتيان ما غصَبَ
دفع المظالم إرهابٌ بشِرعته = به يُحاصرُ من للعرضِ قد غَضِبَ
الغربُ يؤذي عباد الله مدَّعيا = بثَّ المحبَّة باسم الرَّب واعجباَ
لا يعبد الله بل يُدلي به كذِباً = لا يعرف الدِّين ، لم يتبع له سَببَا
إنَّ القضيَّة أطماعٌ ومصلحة ٌ= فالغرب يعبد ربَّ المال والذَّهبَ
أضحى يُجِلُّ بني صهيون مُنتعَلاً = سبُّوا المسيح وأمَّ ( الرَّبِّ ) ما شَجَبَ
بل راح سيِّدهم يشتدُّ مُعتذرا = قد مرَّغ الخدَّ عند القوم والرُّكبَ
هو التَّسامح لو تابوا أو اعتذروا = عن قولهم في المسيح البُهْتَ والكَذِبَ
لكن أصرُّوا وحتى اليوم ما ندموا = وما أزالوا عن العذراء ما نُسبَ
قوموا اسألوهم أمام النَّاس عن نسبٍ = لابن البتول وما قد قيل أو كُتِبَ
غَرْبٌ يحبُّ عدوَّ الرَّب في سفَهٍ = غَرْبٌ يُفاقِمُ فينا السُّخْطَ والغضَبَ
قالوا اليهود (لنجل الرَّب) قد صَلبوا = لذلك اتَّخذوا صُلبانهم نُصُبا
ثمَّ استخفُّوا بذاك الرَّب إذ عبَدوا = بالجهل والذلِّ فوق الأرض من صَلَبَ
قد أفسدوا بالهوى والجهل دينَهُمُو = ضلُّوا فذلُّوا وبثُّوا الحُزْنَ والوصَبَ
الغربُ ظهرٌ لصهيون الفساد فكمْ = قد ولَّدَ البُؤسَ بين النَّاس أو جَلَبَ
جنسٌ تهاوت به الأهواء في دنَسٍ = من حُمْقه يعبد الأهواء والإربَ
كالعير يُزجى بأعداء برابرة = للظلم والإثم والإفساد قد رُكبَ
* * *=* * *
يا غربُ إنَّ لنا ديناً نلوذ به = فاجعل وجودَك إن عِفت الهدى خَرِبَا
إناَّ نهيم به حبًّا ونعشقُه = ناتي فضائله رغم الضَّنا رَغَبَا
نشقى لنُسعدهُ ، نفنى لنُبقيه = ولا نخورُ إذا سيفُ الدِّفاع نَبَا
دينًا نعِزُّ به قد صاح قائلُه = بالحقِّ يصدعُ في سمْع الورى حِقَبَا
دينا يُحرِّرنا من ظُلْمةٍ ضربت = فوق الوجود بِكُمْ ، باضت به رَهَبَا
زرعتم الرُّعبَ والآفات في صَلَفٍ = لوَّثتمُ العقلَ والآفاقَ والكُتُبَ
ألهبتمُ الشُّرْهَ نارا في مَواطننا = فما تركتم لنا تِبرًا ولا حَطَباً
أعملتمُ الغِلَّ سيفا في مآثرنا = فما رعيتم لنا عِرضاً ولا حسَباَ
زرعتمُ الكُرْهَ في دعوى دَمَقْرَطَةٍ = صيغتْ لِتنتج في أوطاننا شَغَبَا
أفسدتم الحُكْمَ ما يرتادُ سُدَّتَهُ = إلا سفيهٌ يُجيد الغشَّ والكذبَ
تهوِّنون الرِّجال الشمَّ من حسَدٍ = وترفعون على الهامات من رَسبَ
لا تشكرون لإنسٍ في الحياة يداً = إلا لنذْلٍ أهان الدِّين واغْترَبَ
رميتم الجيلَ في الآثام من حنَقٍ = فصار كالقفْرِ مِن نَبْتِ الهدى جَدِباَ
قد كان يعبدُ ربَّا واحدا فغدا = في الأرض يَعبدُ من سُكر الهوى نُصُبَا
خطفتمو فكرَه ختْلاً بمصيدةٍ = حبكتموها لكي نبقى لكم ذَنَبَا
حُزتمْ حِمانا بظلمٍ طالنا أمدا = فما جلبتم سوى الآفات والسَّغَبَ
نشرتم الفِسقَ فوق الأرض من عَمَهٍ = فسامَها العُهْرُ خِزيَ الإثمِ والعطَبَ
(حرَّرتم) النِّسوة اللائي خُدعن بكم = صيَّرتموهن من فرْط الخنا لُعَبَا
قد سِبْنَ لا شرفٌ يُرعى ولا نسبٌ = مثل الكَنيف مُشاعٌ للذي رغبَ
ديستْ مفاتنُ من صارت بِشِرعَتِكم = ما بين زانيةٍ تَرضى ومُغتصبَهْ
أين الحقوقُ وبنت الغَرْبِ هائمةٌ = تشقى فلا حسباً أبقت ولا أدباَ
تُرمى فما وجدت في الأهل مُنتشلا = فحْلاً تلوذُ به من ضعفها هَرَبا
* * *=* * *
لا لست أحسبُ شأنَ الغرب مَكْرمةً = إني أراه على وجه الورى جَرَبَا
هيِّئْ فؤادك في الدنيا لقارعةٍ = يا من تميلُ إلى غرب الخنى رغَبَا
فتِّحْ عيونَك شمس الحقِّ باهرةٌ = عانق كتابَك شأنُ الغَرْبِ قد غَرُبَ
لا تنتقِصْ بالجفا يا غرّ شِرعتنا = كم حرَّرت بالهدى من بالهوى رُكِبَ
اذكر رجالا لجيش الفَتْحِ كم نَشَلُو = بالرِّفق والحبِّ مِنْ يمِّ الشَّقا شُعُباَ
جيشُ الفتوحات وجهُ الله غايتُه = جيشٌ طهورٌ فما أخنى وما نَهبَ
يُناصر الحقَّ بالتَّقوى لمرحمةٍ = فيكلؤُ الخصم بالإشفاق إن غلَبَ
قد جاس في الأرض ضدَّ الظُّلم مُنتصرا = للحقِّ والعدل والأخلاق مُحتسبَا
قد علَّم النَّاس فنَّ الخير فانطلَقوا = ضدَّ الظَّلام بأنوار الهدى شُهُباَ
كفى عنادا فشمسُ الحقِّ خالدةٌ = مُذْ أشرقَ النُّور بالآيات ما حُجِبَ
العيبُ في العين لا في الشَّمس إن جُحدتْ = إشراقةُ الشَّمس حين الظُّهرِ واعجبَا
الله أقوى أم الغربُ الذي خضَعَتْ= له العروش فما ردَّت له طلبَا ؟؟؟
* * *=* * *
يا غرْبُ راقب ليالى البؤسِ دانيةٌ = قد جرَّها بَطَرٌ يُزْرِي بكم ورِبَا
درب المفاسدِ مسدودٌ بكارثةٍ = يُزري الحليمُ بذي الأوزار إن غَضبَ
كم أمَّةٍ بَطِرَتْ في عيشها فذَوَتْ = أودى بها الكفرُ في الدنيا وما ارتُكِبَ
يا غربُ إنَّ الإله الحقَّ يرقبُنا = لاتُخدعنَّ فربُّ الكون ما غُلِبَ
الله يمهل أهل الشرِّ يتركهمْ = يُستدرجون إذا شطَّ الأنا قُلِبَ
فالشَّرُّ يجرفُ نحو الوهْنِ ذي سُننٌ = كم أفرزَ الكفرُ في هذا الورى نِكَبَا
يا من تحالفتم مع الغرب لتدمير بلدانكم وتقتيل اخوانكم هل تأكدتم لالف مرة ومرة من زيف الغرب وحيفه ام اعمتكم المصالح المادية المتوهمة ؟؟؟؟؟؟؟