لا تحاولْ
وحيد خيون
لا تحاولْ
إنها الحكمة ُ أنْ تخفِقَ في كلِّ المسائلْ
إنهُ حظكَ , أنْ يقتلَكَ الناسُ
وأنْ تأتي على أنكَ قاتِلْ
لا تحاولْ
إنهُ عَجْزٌ إذا حاولتَ أنْ تشرحَ للبحرِ ...
تواريخ َ السواحِلْ
إنهُ عَجْزٌ وقد حاولتَ
حتى انكسرتْ منكَ قويّاتُ المفاصِلْ
إنه عَجْزٌ
فإنْ حاولتَ أنْ تبعثَ روحًا فيكَ ...
قد تصْبح َ جاهلْ
لا تحاولْ
روحكَ الخضراءُ ماتتْ فيكَ ...
والأحْلامُ لنْ تعْطِيكَ...
حتى القِشرَ مِن حقل ِالسنا بلْ
إقبلْ القسمة َ, كنْ محترمًا أو بعضَ عاقلْ
حيثُ أنّ القدرَ الواقفَ في بابِكَ لا يُعطيكَ...
مهما كثرتْ منكَ الوسائلْ
لا تحاولْ
أغلقْ البابَ على نفسِكَ واصْمُتْ
مثلما يَصْمُتُ في الريح ِالشجرْ
أغْلِقْ البابَ على نفسِكَ من حُزن ٍعلى ماض ٍ....
ومِن خوفٍ على مُسْتقبل ٍ حفَّ بهِ ألفُ خطرْ
جفَّ شِريانكَ يا هذا...
وأصبحتَ شبيهًا بحَجَرْ
أغْلِقْ البابَ على نفسِك و احذرْ
ناقة َالبدْو ِ وثعبانَ الحَضَرْ
وصديقاً
ربَّما تحسَبُهُ الناسُ لأيّامِكَ لو تقسُو....
وأيّامِي إذا ما أدبَرَتْ كانَ صديقي ...
قدَرِي الأشرسَ مِن أيِّ قدَرْ
وصديقاً
خنقتهُ غيرَة ٌ مِنكَ وفي وجْهكَ مِنْ حِقدٍ
تشظى وانفجَرْ
وصديقاً
كان مِن أيامِكَ السوداءِ أدهى و أمَرْ
وصديقاً ضلّ َ ...
كم يغلي وكم عضَّ الأنامِلْ
ضجرًا يغلي لأنّي .....
لم أزلْ رغمَ سقوطي متفائلْ
حيثُ حاولت ُ... و حاولتُ
ومازلتُ أُحاولْ
كنتُ أرجو مِن علاقاتي ُرقِيّاً وتكامُلْ
كنتُ لو قالوا بأنَّ الحبَّ والأشواقَ زيفٌ
يعتريني ألمٌ حتى المفاصِلْ
وإذا قالوا : الصداقاتُ نفاقٌ
أتحَدّاهمْ بصَحْبي و أ ُمَاطِلْ
وأخيرًا
حيثُ لمّا قد تغرّبْتُ وهزّ تنِي الزلازلْ
فإذا قلتُ أنا عندي صديقٌ واحدٌ......
فأنا إنْ لم أ ُنافِقْ فأُجامِلْ
غربة ٌ يُزْعِجُها جدًّا وجودي
والذي يُزعِجُها أنّي مفكرْ
غربة ٌ حُبْلى بإعصارٍ قويّ ٍ و مُدَمِّرْ
أجّلْ الصرخة َ فالموعدُ مكتوبٌ ...
وساعاتُ أعاديكَ تقصِّرْ
أجِّلْ الصرخة َ مازلتَ شجاعاً
والشجاع ُ القاهرُ الدنيا متى شاءَ ُيقرِّرْ
ومتى شاءَ يُكبِّرْ
ومتى شاءَ ومَنْ شاءَ يُصَغرْ
لا يُهمّ ُالقِرشَ ما معركة ُالبَحْر ِ ...
وعنْ ماذا سَتسْفِرْ
إنّما القرشُ وإنْ غطاهُ موجُ البَحْرِ
فِي داخِلِهِ يَبْقَ المُسَيْطِرْ
فعلامَ القلقُ القاهرُ ...
والفرصة ُ قدْ تأتي .. وللأمْرِ مُدَبِّرْ ؟
وعلامَ اليأسُ والأيامُ أشواط ٌ ...
وما أدراكَ ؟ فالوقتُ مُبَكرْ
منذ عامين ِ...
وأتباعُكَ في رأسِكَ تلهو و تنَظرْ
منذ ُعامين ِ...
وأيامُكَ تعطيكَ الذي ترجوهُ لكنْ لنْ تريدَهْ !
منذ ُ عامين ِ...
ولم تكتبْ قصيدَةْ
منذ ُ عامين ِ...
وكم غابتْ جراحٌ وجراحٌ ظهرتْ فيكَ جديدةْ
منذ عامين ِ...
وتأريخُكَ مَجْهولٌ.. وضيّعْتَ سراياكَ العديدةْ
منذ عامين ِ ...
وأرقامُكَ أرقامٌ ...
و زُوّارُكَ جُلاّسٌ على نفس ِ الحديدةْ
منذ ُ عامين ِ ...
وأقلامُكَ تشكو مِن جَفافِ الحبْرِ
والأوراقُ بيضاءُ جديدةْ
منذ عامين ِ...
وأخلاقكَ ما عادَتْ حميدةْ
منذ ُعَامين ِ...
تغيَّرْتَ كثيرًا
يا لِذُلِّ الملكِ الواقفِ يستجدي عبيدَهْ
منذ ُ عامين ِ...
وأرقامُكَ صِفرٌ
والذي عندكَ لا تعرفُ في السوق ِ رصيدَهْ
إنها حقاً مكيدةْ
وعليكَ الآنَ أنْ تخرُجَ مِنْ جُحْر ٍ وأنْ تخفي المسائلْ
وتحاولْ
وتحاولْ
وتحاولْ