فلأنت - يا شامُ - الحُلُمْ

آزاد منير الغضبان

آزاد منير الغضبان

[email protected]

من لي بالكتابة عنكِ ..؟

 وأنا أبحث  أبجديات جديدة ..؟

ما هذه العوالم المتوغلة في السماء ..؟!

 يا أثوابها  الطاهرة ..يا أرواح الياسمين .. يا نغمة السماء .. يا سمة الوجوه الساجدة ..

بشراك ..ليس لأنني أردت أن أهونها عليكِ..

بشراكِ.. بكل الحروف التي أثقلها عبير اليقين .. ودموع الحنين الناشفة .. ووجها قد يبس شوقاً لكنه تنضّر استعدادا لرؤياكِ..

بشراك .. لأن حبيبي المصطفى قد حلم بكِ  ِ..

"إني رأيت عمود الكتاب انْتُزِعَ من تحت وسادتي، فنظرت فإذا هو نور ساطع، عُمِدَ به إلى الشام ألا إن الإيمان - إذا وقعت الفتن - بالشام‏"

حلم بك لتكونين رمزا من بين كل وجوه الأرض .. للإيمان .. فما سيقال لك من بعدُ.. غير أبشري ..؟

شامي ..

ليس عجبا أن نقرأ فيك وبساكنيك كل ذلك الطهر  .. وليس غريبا أن نتيه في فضاءات سموكما باحثين .. و عن أسباب عزكما سائلين ..ولأبواب جلالكما وجمالكما طارقين ..

فأنتما الصفوة .. وعندما تصطفيان لتكونا صفوة الله .. فمالنا إلا أن نرد أسئلتنا  وحيرتنا وكلماتنا وهي حسيرة ..متبتلة.. .

"صَفْوَةُ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ أَرْضِهِ الشَّامُ وَفِيهَا صَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ وَلَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي ثُلَّةٌ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلا عِقَابَ"

كيف يجتمع فيك يا فريدة المفردات كل ذلك ..

كيف يُقال عنك كل هذا.. وهو صدق وحق .. ثم نتجاهله أو نتناساه ؟؟

من لي بهذه العيون الحائرة التي تسأل الرسول عن أي وجهة تذهب .. وماذا ستفعل ...إذا عظُم الخطب؟

 اهدني اختر لي ودلني ..تقول العينان في استجداء ..

 لتكونين أنت الدواء والإجابة ... والخيرة والاصطفاء ,,وإليك يُختار المصطفون  .

("سَيَصِيرُ الْأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً ، فَجُنْدٌ بِالشَّامِ ، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ ، وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ ، قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ : خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ ، قَالَ : عَلَيْكَ بِالشَّامِ ، فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ ، يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ ، فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ ، وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ )

يا رسول الله يا حبيبي ..

ها هو صوت حمزة وهو يتألم .. وهاهي روح غياث الطاهرة  تصعد ..قلب أم ليال  يحترق .. ومأساة السنين المتتابعة تثقل ..

وشهيد ينجب شهيدا ، وشهيد يشيع شهيدا .. وشهيد يحمل شهيدا ..

هاهو الألم يبلغ مداه .. والحزن يعصر بكلتا يديه أفئدة لم تزل في عمر الياسمين ..

هاهي الحرمات تنتهك والأعراض تنتهك ..والمساجد تهدم .. والأجساد تصفى..

والأمهات تثكل ، والأطفال تؤتم ، والنساء ترمل ..

هل أخبرتنا  يا حبيبي أن بالشام لأواء لم تنزل على أحد من قبلها .. ولم يعرفها البشر؟؟

هل كنت تعلمنا منذ ذلك الحين أن نكون معها وبها .. هل أخبرتنا - ونحن لاهون- أنها وجهتك ووصيتك من الله

هل قلت كلماتك لتنزل بعد ألف وأربع مائة سنة .. على ثائر فتحول حرقة الفؤاد بردا ..وتعب الطريق راحة ،، ونار المقاومة جنة ..

"إِنَّ اللَّهَ اسْتَقْبَلَ بِيَ الشَّامَ وَوَلَّى ظَهْرِي الْيَمَنَ ، ثُمَّ قَالَ لِي : يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَكَ مَا تُجَاهَكَ غَنِيمَةً وَرِزْقًا ، وَمَا خَلْفَ ظَهْرِكَ مَدَدًا وَلا يَزَالُ اللَّهُ يَزِيدُ أَوْ قَالَ : يُعِزُّ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ وَيُنْقِصُ الشِّرْكَ وَأَهْلَهُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ بَيْنَ كَذَا يَعْنِي الْبَحْرَيْنِ لا يَخْشَى إِلا جَوْرًا ، وَلَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرَ مَبْلَغَ اللَّيْلِ

" ‏إِذَا فَسَدَ أَهْلُ ‏الشَّامِ ، فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ ، وَلَا يَزَالُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لَا يُبَالُونَ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ " .

"لن تبرح هذه الأمة منصورة تقذف كل مقذف، منصورين أينما توجهوا لا يضرهم من خذلهم من الناس، هم أهل الشام "

 

أذان الفجر لا يزال يذكرني كل صباح بساحة المسجد الأموي .. بصورة حمائمه التي لا تتوراى..

مفردات الأذان تجعلني .. أشتاقك أكثر..

إيماني يحتاج أن يرى عينيك .. ويسكن بك حتى آخر الزمان .. ليكمل..

وحلم جهادي واستشهادي مرتبط بك أنت  ..لأنه قد  ارتبط بك الجهاد والإيمان حتى قيام الساعة ...

هذه القلوب التي بلغت الحناجر لن تأمن سوى عندك .. تحت ظل أجنحة الملائكة ..في رعاية الله .. وحبه وقربه حياة وشهادة ..

"يا طوبى للشام يا طوبى للشام يا طوبى للشام قالوا يا رسول الله بم ؟ قال : تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام"

هذا الدرب الطويل يحتاج أن يستمد  منك القوة والإيمان وومض اليقين .. ونور الصلاة .. ورعاية الملائكة .. ونبراس الهدى .. ومرابط الخيل .. ومراسم الشهادة .. و منائر الدعوة ..

نحتاج أن نظل بقربك .. حتى آخر اللحظات .. قبلا وبعدا وفي المنتصف ..

"فُسطاطُ المُسلمينَ يوم المَلحمَةِ بالغوطة إِلى جانبِ مدينة يُقال لها دِمشق ، مِن خَيرِ مدائنِ الشام "

وهاهي الغوطة وريف دمشق تنتفض  مع أخواتها ليبتدآن نغمة الجلال هذه ، وهاهي ثورة النور تلبسك أحلى حللها ،وجند الله يتدافعون إلى الشهادة .. ويتنافسون في الجهاد ..

 فقد عاد عهد العزة يا شام عاد ..

إن بك ستبتديء الجولة الثانية .. لهذا الدين .. ومن عندك سيتنفس نور الفجر على ربوع المظلمين ، ومنك سننطلق إلى القدس ، وإلى منابر الفتح المبين ..

الإسلام سيظل يلازمك وعدا حقا من حامل هذه الرسالة .. ومن منزل هذا الدين ..

قال سلمة كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رجل : يا رسول الله ! أذال الناس الخيل ، ووضعوا السلاح ، وقالوا : لا جهاد ! قد وضعت الحرب أوزارها ! فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه ، وقال : " كذبوا الآن ، الآن جاء القتال ، ولا يزال من أمتي أمة ، يقاتلون على الحق ، ويزيغ الله لهم ، قلوب أقوام ، ويرزقهم منهم ، حتى تقوم الساعة ، وحتى يأتي وعد الله ، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وهو يوحي إلي أني مقبوض غير ملبث ، وأنتم تتبعوني أفنادا ، يضرب بعضكم رقاب بعض ، وعقر دار المؤمنين الشام) "

وتراب هذه الأرض المصطفاة  حين يختلط بدماء المصطفين ..سينبت لا شك .. مستقبلا باهرا ..

وسماء تملؤها ملائك الرحمن لا بد أنها ستطل على الحق الصراح قد مكن له في الأرض ..

وربوع شهد لها الإله والرسول بالاصطفاء .. لوعد يرتفع في وجه كل بشر .. وكل منكر ..

ومآل الجهاد والإيمان حري بها أن تُنصَر نصراَ مؤزرا ... وتُفتح فتحا مبينا ..

يا أهل الشام .. يا قادة المرحلة ..

اصبروا وصابروا ورابطوا .. واتقوا الله لعلكم تفلحون ..

هل تريدون أكثر من هذه البشائر للشام .. وأهلها ؟؟

ملاحظة : كل الأحاديث الواردة صحيحة .