علم الاستقلال السوري

يحيى بشير حاج يحيى

أحبه ! أحب أن أراه

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

نسجت ابنتي الصغيرة صورة لعلم الاستقلال بنجومه الحمر الثلاث ، على وجه وسادتي ، فأوحت لي بهذه القصيدة

 (1)

حَلَمتُ - يا بُنيتي - بأنني في الشامْ

لما غفوتُ لحظةً معانقاً (لواءَنا ) الحبيبْ

و أنني في حضن والدي الحنونْ

و حضنِ أميَ الرؤومْ

ما أجملَ الأحلام !

ما أبهجَ الأحلام !

تعود لي نديةً ، في قسوة الأيام

 (2)

في كل ركن - يا بنيتي - ارسُميهْ

على جدار بيتِـنا الغريبِ و البعيدْ

في مكتبي ضَعِيهْ

و فوقَ رأسي - كلما نظرتُ - فارفَعيه

أحبُّه ! لأنه ميلاديَ السعيد *

 (3)

أُحِبُّ أن أراهُ

 في أول الكتابْ

على غلافِ دفتري

في مدخَل المرآبْ

في شاشة الجوالِ ، عندَ الهاتفِ الحزينْ

و قُرْبَ مدخَلِ الحديقةِ الغَـنَّاءْ

يَزِينُها .. يُضِيئُها .. يَبُثُّ في أزهارها

محاسنَ الأشياءْ

 (4)

أحب أن أراهْ

نجومُهُ ثلاثـةٌ تعلو على النجومْ

مُضَمَّخاً بأطيبِ العطور

و من دمِ الشهيدْ

و من سَنا ضياهْ

 (5)

أحبه ! يُضيءُ لي في غُربتي

كأنه الشُّموسْ

كطَلْعَةِ العروسْ

ينيرُ كالقمرْ

يأتي ربيعاً مشرقاً يُزخرف الشجرْ

 (6)

أُحِــبُّــهُ !

منقوشةٌ ألوانُهُ في خاطري

أحبه ، يَهـُزّني

مُدَغدِغاً مشاعري

أحب أن أراهْ

في الصبحِ و المساءْ

مُرفرفاً و عالياً

يُزيِّنُ الفضاءْ

* ولد الشاعر في عام الاستقلال ، و فتح عينيه لسنوات طويلة على هذا العلم ، قبل أن يخطف عساكر البعث سوريةَ من أبنائها.