الملحمة الخروفية

أ.د/ جابر قميحة

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

أقام الدكتور حسين حامد رئيس الجامعة الإسلامية بإسلام آباد وليمة فاخرة لإخوانه من الأساتذة حيث كنا ندرس في الجامعة. وكان الصنف الرئيسي في الوليمة خروفٌ مشوي كبير، وبعد انتهاء الوليمة، كانت هذه القصيدة:

ضـيوفك  يا حسين أتوا مئات
كـرام الناس قد قصدوا iiكريما
عـشاء  ، لا كمثل عشاء iiقومًا
وجـاء الـنائبان حسن iiوأحمد
رأيـت  ولـيمة الأمرا iiخروفًا
وفي بطن الخروف ترى iiزبيبًا
تـغـطـى ظهرَهُ بغشاء iiفض
على  أن الضيوف رأوا iiعجيبًا
فـأقـسمت  اليمين  بغير مين
وأن  الـفـقـر  قد ولى iiذليلاً
ومـا  يغني دجاجٌ عن iiخراف
أخوك  "دياب" كشَّر عن iiنيوب
و "عـبد الحي" غاص iiلركبتيه
تـمـهـل  أيها الشيخ iiالمعنَّى
يقول بل الخروف أعاد iiعمري
فـدتـك الـعاديات أيا iiخروفًا
وابـن  الـشـافعي يقول iiأقدم
و  " سيبك " من نظام أو iiرجيم
أقول وهل يجوز هنا " رجيمٌ ii"
ذرونـي لـلخروف ابن iiالذين
أحـب  الـفـخذة اللفاء iiتندى
تـصاحبها  الطحينة أو iiسواها
و "خـطـابَّ" يقول لقاطعيه ii:
وحـتـة  لحمة  من بيت لوح
وحـبي  للخراف يفوق iiوصفًا
لأنـي قـد ولـدت ببيت iiعز
وأهـوى  "مقلد" كالوحش نهشًا
وسل  "رمضان" يوم الروع iiلما
وكـانـت وجبة المسكين iiقبلاً
وحـدث عن " ذكيٍّ " إذ تمطى
تـنـاول  كتفه اليمنى iiصنوفًا
وسـهـانـي وأردفـها iiرياشًا
تـجـنـن  "رفـعت" لما iiرأه
لقد ظن الخروفا سرير ii"أوشي"
و"عـواد" يـلوص من iiانبهارًا
فـيسألني: وما المخلوق هذا ii؟
ألـيـس الراقدُ المشوِي iiشدوفًا
يـا  ابـن "عـوادٍ" iiشـدوفًـا
هـل  الـشادوف بضٌّ iiجانباه
أ  "سـيـد" لا تـلبِّخْ في iiكلام
بـنـار الـفرن طابت iiفخدتاه
أتـجـهـل  أنه  قد كان كبشًا
فـقـدمـه  الحسين لنا iiعشاءً
وظـلـم الـناس أورده iiالمنايا
وبـعض  الظلم ترياقٌ iiلبعض
أجـزني  يا "ابن حامد"بالعطايا
ولـست بسائل أرض iiالمعادي
بـتـعـييني  عميدًا أو iiمديرًا
فـلـن "آتـي بـمبتدأ" iiكسيح
ولا  "الـمـفعول" أجعله iiفعولا
ردائـي في الوليمة خير iiثوب
وتضمنني  العمادة يا ابن iiخالي
أغـثـني بالعمادة فهي iiحسبي
وإلا سـوف أعـلـنها iiعراكًا
يـشـيب  لهوله الطلاب iiطرًا
وأرفـع راية العصيان iiحتىج
وأذبـح  لـلـرعـايا كل iiيومٍ
وأسـتـولي  على كل iiالمباني
وعـجل  يا ابن حامد أو iiتقبل


























































ومـن فـزعي حسبتهمو iiألوفا
وقـد  جاءوا ليلتهموا iiالخروفا
نـصيحتهم  لضيف "نم iiخفيفا"
فـقـلـت:تقدما  طوفا iiوشوفا
ووجـبة غيرهم "مرغي" iiنحيفا
وبـيـضًا  خالط الأرز iiالكثيفا
وروح الشيِّ في الننخيش iiفاحا
رأوا دهـنًا يفوح سرى iiوساحا
بـأن  السعد  قد أضحى الأليفا
وأن الـعـز هـبَّ ولا iiخلافا
وسـل  ضيفًا خبيرًا أو مضيفا
تـذكـرنا  ابن غانم والصفوفا
فـأعمل "طقمه" يحكي iiالسيوفا
فـأنـت الآن تـجتاز iiالخريفا
ربـيـعًـا ناضرًا غضًا iiلطيفا
يـفـوق  جـماله الفذ iiالخرافا
تـعـامـلْ جابرٌ ودع iiالكسوفا
فـما  نفع  الرجيم فتى حصيفا
أعـوذ مـن الـرجيم إذ iiأطافا
مـبـاشرة ولا تحضر iiصحافا
وكـنـت ولا أزال بها iiشغوفا
كـذا الطرْشي أراه هنا iiصنوفا
"جيفوا مي" ضلعه هذا iiالظريفا
فـبـيت  اللوح يبدو لي خفيفا
ويـغـزو القلب مني iiوالشغافا
أكـلـنـا الـلحم فيه iiوالكتوفا
ومـن قـبـل رأى ديكًا iiفخافا
تـولـى كـبـده حـتى iiأنافا
بـرنـجـانًا  وأرزًا أو iiرغيفا
فـكـان الآكل الساهي iiالخفيفا
وكـنـت  أظـنه عنه iiعزوفا
عـلـيها  الدهن يكسوها iiكثيفا
ولـم يـكُ قد رأى قبلاً iiخروفا
وأطـبـاق  الأرزِّ لـها iiلحافا
وكـان  طـعامه الرغفان حافا
ودمـت  صديقنا الحِبَّ iiالألوفا
نـديٍّ  مـن حريقٍ قد أطافا ii؟
وإن  شـذاه  يـعـتلق iiالأنوفا
ويـقـطـر دهنه تبرًا iiشفيفا؟
أ "سـيـد" إنـه يدعى iiخروفا
فقال بحسرة: "يادي الكسوفا"!!!
مـهـيب  القرن نطاحًا iiمخوفا
وهـيـأه لأمـثـالـي iiقطوفا
ولـم  يـترك له جلدًا iiوصوفا
ولـولاه  لـلاقـيـنا  iiالحتوفا
فـمـثـلك يمنح الناس iiالألوفا
ولا مـطـروحَ بل شيئًا iiخفيفا
ووعـدًا  لـن أخالف أو iiأمينا
ولا  "الأخـبار"أجعلها ii"حروفا"
ولا "الـمبني" أجعله " مخوفا ii"
فـألـبـس  كومبليتا أو iiنظيفا
بـأنـي  لـن أمين ولن iiأحيفا
أجـزني يا حسين وكن iiرءوفا
مُـثـارَ الـنـقع جبارًا iiعنيفا
وأزرعـهـا  رماحًا أو iiسيوفا
أكـون  لـهـا الـفـذ iiالمنيفا
مـن  البقرات  سبعًا لا خروفا
أكـون  رئـيـسها الفذ المنيفا
معارك في الوغى تغدو iiصنوفا

من معاني الكلمات :

( حسن الشافعي وأحمد العسال نائبا الجامعة )

( دياب  عبد الحي ( وكان لا يستطيع أن يأكل إلا بطاقم الأسنان بديلا عن أسنانه الطبيعية التي لا وجود لها )  خطاب  رمضان  مقلد  ذكي  رفعت  سيد عواد ) من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة .

( أوشي ) الابنة الصغرى للدكتور رفعت .

( ابن غالم ) هو دياب بن غانم أحد أبطال الملاحم الشعبية .

( المرغي ) الدجاج باللغة الأوردية .

( الننخيش ) كلمة عامية معناها ( الأنوف ) .

(جيفوا مي) أي اعطوني . وأصلها الانجليزي give me .

( كومبليتا ) أصلها إنجليزي ومعناها الزي الرسمي الكامل ( complete ( .