ذكريات جرجناز

صبري التدمري

سـفـوح المرج ما أحلى iiرباها
أصـيلاً  والمروج تفوح iiعطراً
ونـاطـور  الكروم يجول iiفيها
وتـجـمـعهم دروب قد iiتلاقت
نـهـايتها  الوصول إلى iiبيوتٍ
وأقـفـرت البراري من iiحراكٍ
سوى صوت الذئاب تجول iiفيها
تـغـيـر عليه صيداً iiوافتراساً
أحـن  لـها حنين الشاة iiعادت
ومـا  أحـلى المسير بها iiنهاراً
وأزهـى  من حقولٍ قد iiترامت
وأزهـرت  الـسنابل ثم iiمالت
وأشـرعـت  المناجل ثم iiسُنَّتْ
وتـنـطـلق الجحافل كل iiفجرٍ
وتـرجع في المساء وقد iiأحيلت
أحـاديـث الرجوع لها iiضجيجٌ
ومـا أحـلـى بـيادرها iiأقلت
وغـادرنـا  الـبيوت تقاء iiحرٍ
ننام على (الشكاير) طول صيفٍ
وغـاب  الـحر واشتدت iiبرودٌ
نـعود إلى البيوت وقد iiأضاءت
وتـنـطـلق  الحياة ومن iiجديدٍ
قـوافـل لـلمدارس كل iiصبحٍ
وعـمـالٌ  إلـى لـبنان iiشدوا
يـقـيـمون  الشهور بها iiكفاحاً
وبـعـد  فـراق أهليهم iiوشوقٍ
وسـوق  لـلـمدافئ قد iiأقيمت
وحـول لـهيبها سهروا iiالليالي
أحـاديـثٌ وسـمـارٌ iiتـلاقوا
وظـبـيـاتٌ  تبش إلى iiحبيبٍ
ولـيـل الـعقد يجتمع iiالأهالي
وإن  يـلـق الـقبول به iiيوفق
وأصوات الرصاص وقد iiتعالت
فـهـل  يـوماً أعود لها iiوألقى
و(بـشـارٌ) يـغـادرنا iiسريعاً
يـلـف كـما يلف الثوب iiخلقاً



































ونـشـق  نسيمها  وشذا iiهواها
وراعي  البهم يسرح في iiحماها
ويـقـطـف ما تدلى iiواشتهاها
مـفـارقـهـا  وراموا iiمنتهاها
وقـد جلس الجميع على iiعشاها
وحـتى الطير غادر من iiسماها
تـفـتـش عـن قطيع ثم iiتاها
وطـار الـبـوم ينعب إذ iiرآها
مـن  الـمرعى ولاقاها iiطلاها
وجـن  الليل حدث عن iiسراها
وفـي  فصل الربيع على iiمداها
تـلـوح  بـالحصاد  وقد iiأتاها
وسوقٌ  الحرب قد دارت iiرحاها
ويـحـتـدم  اللقاء على iiثراها
مـروج  الـزرع أكواماً iiوراها
وبـشر  في الوجوه على iiعناها
هضاب  القش تشمخ في iiعلاها
وأسـراب البعوض بغت iiغذاها
لـغـايـة درسها وجني iiجناها
على  فصل الخريف وقد iiغزاها
قـنـاديـلٌ  وظـلـلنا  iiسناها
ومـن  كتبت عليه خطاً iiمشاها
مـن الـطلاب قد قصدوا iiبناها
وفـي  زغرتا اللقاء وما iiعداها
وصـبـراً  ما تحمل من iiشقاها
لـهـم عادوا ووقدوا في iiشتاها
فـهـذا بـاعـها ذاك iiاشتراها
وطـاب الشاي من يدمن iiسقاها
عـلى قصصٍ رواها من iiرواها
لـيـخـطبها ويطمع في iiلماها
وقـد  ساق الخطيب لهم iiوجاها
لـعـرسٍ  بـعـد أيام iiقضاها
وتـسـمـع  كل ناحيةٍ iiصداها
أحـبـائـي  كما  كانوا iiعساها
وحزب  البعث شاه الوجه iiشاها
ويـلـقى  في الزبالة لا iiسواها