الغروبُ والشرفة

وحيد خيون

وحيد خيون

[email protected]

قضى وقتُ الزيارةِ وانقضَيْتُ

ولم تزوريني

وعندي جملة ٌ لو قلتهَا أرتاحْ

وعندي موعدٌ في الليلْ

أكاذيبُ الزمان ِ جميعُها في الليل ِتأتيني

أنا في غرفةٍ لا شيءَ يدخلها

سوى طيفٍ يُخيِّمُ في شراييني

سوى أنتِ التي رزقي الذي لا بُدَّ يأتيني

سوى عينيكِ .. لو هزَّ النسيمُ رموشَهَا يبكي ...

فما الأسبابْ ؟!

تذكرَ أنني أوْصَيْتهُ ... قبّلْ ليَ الأحبابْ

وسَلمْ لي على (خوْله)

وقلْ لأحِبتِي بالله ِ زوروني

ولو في كلِّ عام ٍ مرة ً يا أيُّها الأحبابُ زوروني

لقد قطِعَ الطريقُ و جَنتْ الظلماتْ

بَدَأتُ أ ُرَتبُ الغرفةْ

أُعِدُّ جميعَ ما فيها إلى الآهاتْ

وما فيها سوى جسدٍ مريض ٍ عُمْرُهُ ساعاتْ

وأنظرُ للسماءِ ....

أصيحُ ... يا ألله

وقد صارَ الغروبُ يداعبُ الشرْ فه

مساءُ الخيرِ يا أولادَنا الحُلوينْ

ويا تلكَ التي أحلى من القداح ِ والنَسْرينْ

وأحلى من حياتي كلها مَنْ كانت الصّد فه

وكانت سِدْرَةً في غابتي

وأميرةَ الزيتونْ

وقد صار الغروبُ يداعبُ الشرْفةْ

نظرتُ إلى السماءِ وصحتُ  يا ألله

لِمَ الإحساسُ أني قد أموتُ ولنْ يَرَوْا وجهي !!

لِمَ الإحساسُ أني لا أعودُ ولنْ أرى (خوْله)

أ ذاكَ لأنني في دولةٍ مقهورْ

وأنتِ بعيدة ٌ عنّي وفي دَوْله ؟

أسَابقُ ذلكَ الإحساسَ في دُوّامةٍ صفراءَ كالحلقةْ

أ حقا ًّ ضاعَ مِنا حُبنا وانشقتْ الورقةْ ؟

أنا أنساكِ ؟ لا.... لا شيءَ يُنسيني

لأنّي الآنَ أحفظ ُ في شراييني شَراييني

ولكنْ لَمْ أجدْ في غربتي شيئاً يُواسيني

يعودُ الليلُ ثانية ً بلا أقمارْ

غيومٌ دونما برق ٍ ولا أمطارْ

رؤوسٌ كالحجارِ و ما لنا جهَة ٌ بلا أعداءْ

وريحٌ صوتها مثلُ الذئابِ يُهَدِّدُ الغرباءْ

وأصواتٌ يُخالِطها صفيرٌ , ربَّما الحراسُ والخُفراءْ

نجومٌ ليسَ في هذا الظلام ِ وليسَ مِنْ أشياء

وحتى الماءُ ....

لنْ يَرْوِي الذي مِنْ ألفِ يوم ٍ قد جَفاهُ الماءْ !!

وفي وسَطِ الظلام ِ سفينة ٌ تجري

وبَحَّارٌ يُحاولُ أنْ يَصُبَّ الماءَ في قبري

(عليٌّ) ذلكَ الكرّارْ

يكرُّ الليلَ ... ثمّ بذي الفقارِ يُحَطِّمُ الأقدارْ

يناديني تعالَ مُعَززًّا و ارقدْ على صدري

دموعُكَ بعدَ هذا اليوم ِ لنْ تجري

إذنْ سَأعودُ ثانية ً إلى عُشِّي

إلى عصفورةٍ بيضاءْ

لو أمشِي على نارٍ معي تمشي

هناكَ الماءُ ... يَكفي أنْ يزيلَ قذارةَ َالأشياءْ

وليس هناكَ مِنْ ريح ٍ ... وليسَ شتاءْ

وليسَ هناكَ مِنْ حُزن ٍ ولا مِنْ آهْ

فأنظرُ للسماءِ ....

أصِيحُ يا الله