17 آذار عيد ميلادي الجديد
فيصل بن محمد الحجي
منذ عشرات السنين .. وفي يوم السابع عشر من آذار كان ميلادي وقدومي إلى هذه الدنيا ... وكانت الأيام آمنة سعيدة ... ثمّ تغيّرتْ الظروف واكفهرّتْ الأجواء حينما ساد الظلمُ والظلام حتى لم أعُد أرى بارقة أمل تبشِّرُ بانتهاء الابتلاء .. وكاد اليأس أن يغلبني.. حتى جاء هذا العام /2011/م وجاء السابع عشر من آذار لأرى الشباب الأبطال في وطني قد انتفضوا ضدَّ الظلم وأبدَوْا شجاعة عجيبة وهم العُزَّل أمام الطغيان المُدَجَّج بالسلاح ، وقدّموا الضحايا وما يزالون وهم مُصرّون على زوال الظلم والطغيان ... إنه الفجر قد أقبل ... وقد ذهب الليل ولن يعود ..!
مـضـى عُمْري أسيرُ معَ ومـا قَـدْرُ الـدقـائقِ في زمان ٍ هـيَ الأيـامُ تـجْري ثمَّ تجْري خَـيـارُكَ بَـيـنَ إيمان ٍ وكُفر ٍ دخـلـتَ إلى الحياةِ بلا اختيار ٍ ولـو تـاقَ الـزمانُ إلى ارتياح ٍ وكـيف يفوزُ - يوماً ما - بنوم ٍ وهِـزّتـهُ عـلـى مَـحْيا فلان ٍ * * * نـظرتُ إلى الوراءِ بعينِ ذِكرى تـحِـنُّ إلـى الطفولةِ والملاهي تـحِنُّ إلى الأحِبَّةِ - يا فؤادي - ألِـفـتُ نزيفَ جُرحِكَ مُذ تناءَى وغـابَ أحِـبَّـة ٌ كـانوا ضِياءً وقـد غـابـوا بـغيبَتِنا ... لِهذا إلـهـي إنـنِـي بَـشرٌ ضعيفٌ فـكـيـفَ أُطـيقُ عُدوانا وظلماً حُـرمْـتُ مِنَ الإقامةِ في بلادي حُـرمْـتُ وكلُّ شعبي عاشَ مِثلي ومـا عِندي سِوى الذكرى تريني إلـى أن زمـجرَ الباغي وأرغى تـزَيّـا بـالـفـضائِلِ وهو مِنها وأغـرى الـجـاهِلينَ فناصَروهُ وذاك سِـلاحُـنـا يُـرمى عليْنا بـدا الـعُـنوانُ مُختلِطاً.. فخِفنا وكـانـتْ هِـجْرة ً دامَتْ وطالتْ وكـادَ الـيـأسُ يُطفِئُ كلَّ نور ٍ فـصِـحْتُ أخاطِبُ الآفاقَ : أنى إلامَ الـظـلـمُ يَـدعَمُهُ ظلامٌ ؟ فـأشـرقَ مِنْ نواحي الشامِ نورٌ شـبـابٌ أشـرعوا عَلمَ التحَدِّي أرادوا الـسِّـلـمَ في التغييرِ لكنْ لـدَيْـهِ جـيْـشـهُ ولـهُ سلاحٌ ولـكِـنَّ الـشـبابَ اسْتصْغروهُ شـبـابٌ دَأبُـهـمْ بَذلُ الضحايا شـبـابٌ لِـلـجـهادِ قد استعَدُّوا وداسُـوا الـخوفَ بالأقدامِ سُخطاً شـبـابٌ ! يا إلهي احفظ ْ شباباً أرى فـيـهم شبابَ الفتحِ ساروا فـما ارتدُّوا وما اضطربوا ولكنْ أرى فـيـهـم أسـامة َ ثمَّ زيداً أرى فـيـهم صلاحَ الدينِ يمضي أرى إحـيـاءَ سُـنـةِ مُصطفانا أرى فـيـهِـمْ إبـاءً وانـدِفاعاً فـيـا رَبَّـاهُ أكْـرمْـهُم بنصْر ٍ وبَـلـغـهـم بـدُنـيانا المعالي سـمـا (آذارُ) فـي سبع ٍ وعشرٍ وعـنـف مُـشركيها كي يتوبوا | الزمانِولا أحـصـي الـدقائقَ تـطـاردُهُ الـسِّنونَ بلا توان ٍ ؟! سَـريـعـاً بـينَ خوفٍ أو أمانِ ومـا لـكَ مِـنْ خيار ٍ في الأوانِ وتـخـرُجُ راغِـمـاً بعدَ امتحانِ لـمـا عـثـرَ الزمانُ على مكانِ ويـشـعُـرُ بـارتِياح ٍ وامتِنانِ ورِعـدَتـهُ عـلى مَرْدى فلانِ ؟ * * * تـزاحـمُـهـا الخيالاتُ الرَّواني تـحِـنُّ إلـى الـمَرابعِ والمغاني فـدَيْـتـكَ كمْ تئِنُّ ! وكمْ تعاني ! عـن الـدُّنـيـا وغابَ الوالدانِ بـظـلـمَـتِنا .. وظِلاً مِنْ حنانِ هَـوَتْ فـوقَ الـقلوبِ مُصيبَتانِ وهلْ يَقوى الضعيفُ على امتِحانِ؟ إذا انـطـلقَ الطغاة ُ بلا عِنانِ ؟! حُـرمـتُ مِـنَ الكرامةِ والأمانِ غـريـبَ الـوجهِ واليَدِ واللسانِ رُؤى الـمـاضي وأيّامي الحِسانِ عـلـى شـعـبي بأخلاقِ الجَبانِ بـراءٌ والـتـوى كـالأفـعُوان وآذونـا بـسـيـفٍ أو سِـنانِ وذلـكَ جـيـشُـنا .. ياللهَوان ! وإسـرائـيـلُ تـحْـيا في أمانِ إلـى أنْ شـابَ مِـني الحاجبانِ لآمـال ٍ تـقـصَّـاهـا جَـناني يَـلـوحُ الفجْرُ في ليلِ الهوانِ ؟ ويَـنقضُّ القنوط ُ على الأماني ؟ أضـاءَ إلى الرَّها والقيْرَوانِ (1) وهُـمْ مـاضـونَ لِلحَرْبِ العَوانِ أبـو جـهـل ٍ غـزاهم بالطعانِ فـمَـنْ يـلـقـاهُ مَهزومٌ وفان ٍ ولاقَـوْا جَـيْـشـهُ بـالعُنفوانِ وقـد غمَروا الثرى بالأُرْجُوانِ(2) فـهُـمْ ثـاروا اشـتِـياقاً لِلجنانِ عـلـى نـهجِ الكسُولِ أو الجبانِ هُـمُ الآمـالُ خـضْراً والأماني وقـد رأوُا الـرّدى مَرأى العَيانِ رضـوا بـلِـقـائِهِ بَدَلَ الهوانِ وسـعـداً في جبالِ النهرَوانِ (3) وقـد عـشِقَ الجهادَ على حِصانِ بـصِـدق ٍ في الجهادِ وفي البَيانِ وإصـراراً عـلـى نهْجِ التفاني يَـطـالُ ذُرا الـكـرامةِ والأمانِ وفـي الأُخرى الإقامة َ في الجنانِ وطـلـق بالحذائين (الثماني) (1) فـلـيـس لـربـنا الرحمن ثانِ | والثواني
(1) الثماني : المقصود : الثامن من آذار عيد البعث .
(1) الرَّها : مدينة على الحدود التركية العراقية – القيروان : مدينة في تونس .
(2) الأُرجوان : اللون الأحمر ، والمقصود به : الدَّم .(3) النهروان : موقع في العراق .