كونشترو الأشجار
حسن شهاب الدين /القاهرة
ألقيت في مهرجان الشعر من أجل التعايش السلمي/دبي2011
قمرٌ أخضرُ النـُّعاسِ
وأشجارُ غيابٍ
بطولِ بابِ السماءِ
سُورُ حُلـْمٍ يمتدُّ
تاريخُ عُشبٍ
يتهجَّى فهارسَ الأشياءِ
إنـَّها..
ليلة ُالتفاصيلِ..
أجراسُ نجومٍ
تصغي لخطوِ الماءِ
انسِدالُ الجدارِ
في جسدِ اللوحةِ
دقـَّاتُ ساعةِ الأضواءِ
والمساءُ الذي..
بقهوتِه السمراءِ
ينسابُ من شقوقِ الإناءِ
ليلُ شوبانَ
زورقُ الوترِ المكسورِ
طيرُ النوافذ الزرقاء
كانَ يرنو إليكَ
تشعلُ فانوسَ كلامٍ
على سطورِ المساءِ
تـُخرِجُ الوقتَ
مِنْ شُجَيْرَةِ تـُفـَّاحِه
شجيـًّا
وناضجًا للغناءِ
والقصيدُ الذي
على أهبةِ الليلِ
بسيطـٌ
كأدمعِ الغرباءِ
كانَ شوبانُ
وحدَه
يبصرُ الروحَ تـُصَلـِّي
كشمعةٍ من بكاءِ
يعتلي قـُبـَّة القصيدَ
مَعِي الآنَ
ونأتي بقطعةٍ مِنْ سماءِ
نمنحُ الأرضَ
بعضَ فاكهةِ الضوءِ
ولحنا مِنْ وردةٍ لثغاءِ
خيطـُ حرفٍ
وخيطـُ لحنٍ
ونرفو
بيدينا الأحلامَ
للبسطاءِ
نختلي بالقصيدِ
في ذروةِ الخلقِ
ونهدي الأطفال
حلوى الغناءِ
نجعلُ الصبحَ قـِبـْلة ً
ونـُصلـِّي
في قلوبِ الصغارِ
والشهداءِ
صاعدينَ السلالمَ الزرقَ
للغيمِ
فنكسو بالدفءِ
عُرْيَ الشتاءِ
صوتـُنا ضِفـَّة ٌ
لنهرٍ من الغيبِ
وبيتٌ لكوكبٍ في العراءِ
إنـَّه وقـتـُنا..
لنمنحَ للأحجارِ قلبـًا
وقامة ًللهواءِ
وجناحـًا
لكلِّ تمثالِ ظلٍّ
عالقٍ في
مَخِيلـَةِ الصحراءِ
ونفكُّ الأزرارَ
عَنْ جسدِ البحرِ
ونطوي له رداءَ الماءِ
نحن..
صوتُ الألوانِ
في لوحةِ الصمتِ
ونحنُ..
المِرْآة ُللأصداءِ
نحنُ..
شصُّ الخيالِ
والوطنُ البـِكـْرُ
وخبزُ اليقينِ للفقراءِ
حينَ كانَ النهارُ
يزرعُ ضوءَ اللهِ
كـُنـَّا الأغصانَ
مِلْءَ الفضاءِ
نحنُ..
حُريـَّة ٌ
تؤرِّخُ للإنسانِ
أحلامَه
بحِبْرٍ مُضَاءِ
كلُّ أشجارِنا غيابٌ
ولكنـَّا
نقشنا
الجذوعَ
بالأسماءِ.