أغصان بلّلها الوجّعُ
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
سـافـرت في جسد الظلام مكبّلا
والـوقـت يسبقني لساحةِ صمتِه
وَحنا على ضلعي غُصَينُ تأفُّـفي
وحـروفُ شِعري أطلقتْها رغبةٌ
ونَـمَـتْ فراشاتٌ تنامُ على فمي
وحـدودُ قـمعي أنبتتْ في ثغرها
لا حـدَّ لـي ومسافتي أطبقتـْها
فـالحبُّ أدري عمرُه عمر الشذا
أدري بـأنّّ الرّكبَ يطوي وعدَه
وأنـا وأنـتِ وسـاعـةٌ كنّا بها
غـادرتُ أبحثُ عن رسومِ أحبّتي
ووجـدْت رسم الدار صار حمامة
لـم يـبقَ من ليلى ورسم ديارها
فـجثوت في باب الظهيرة أشتكي
والـوقـت يربكني ببعض أنينه
فـستار جرحي خطوه قد لامست
ويـداه مـرّت في وجود غرابتي
والوعد لامستِ السرابَ خطوطُه
أعـلنت يا هذي قطيعة خطوتي
والـحب قال لنجمتي وجعي غدا
ذيّـاك أنـت ووقع ليلك لم يزل
والـحـب شرنقني وبثّ طقوسه
عـريـان بي جرحي يدندن نزفه
قـمـري وعشّاق الجنون تزاوجَا
نـسـي الطريق فشمّ مطلع بوحه
لـم بـق فينا ما يؤمل كي نرى
والـضوء يا وطني ادّعى مِن أنه
ويـذيـع حـب ما ادّعينا جمره
عِنّي على نفسي رحيلك صاغ لي
عِـنّـي عـليّ أنا قتلت طفولتي
عِـنّي رحيلك صار قتل جوارحٍ
أنا قد رجعت لبيت صمتي مفردا
فـالـباب لم يعرف تنهّد أضلعي
وحـدي رجعت وخطوتي مبتورة
يـا بـيـتنا عدنا وقارب رحلتي
قـد عاد في أمواجه سكبَ الندى
يـا موطني كلّ الرؤوس خؤونة
وجـهـاتـنـا مـسدودة بغبائهم
يـا موطني كلّ الحدود تشرذمت
فـجـمـيعهم كي لا أحشِّمَ واحداً
قـُلـنـي ومـشنقتي تعلّق حبلها
أنـا وجـهُ ماضٍ زعزعته مجرّة
لـوّحتُ فانكسرت مرايا عودتيومشى السهادُ على العيون فكحّلا
فـيـجيءُ عمري بالعذابِ مبلّلا
والـصـبحُ جاءَ مع الشذا متغزّلا
لِـلَّـونِ حتى فيّ صارتْ جدوَلا
وتـرفُّ في دربِ التوجُّسِ منْهلا
صوتَ الوشاية حيث نمْنَ تبتـّلا
والـشعر جاء إلى فضاكِ مهرْوِلا
يمضي كما يمضي الندى متعجّلا
والليلُ في جنحِ الجنونِ قد اختلى
فـوق الـسـماك نُقيمُ توقاً منزِلا
فـوجـدت قلبي بالهموم قد ابتلى
وبـكى وحنّ على الجميع وولْوَلا
إلا بـقـايـا الـنؤي في تمثـّلا
فـشـكـا إلـي بصمته وتحوّلا
ويـصيح يتمي في العيون تسوّلا
شـفـة الـجدار فلاح فيها مسْدلا
والـوشـم ظل على رمادي مقفلا
فـتـنـهّـد الإبريقُ فيّ وأجفلا
والـظل عند النخل جاء مسرْبلا
شـبـحـاً نَـمَا برماله مترهّلا
يـكـبـو ويحملني الحنين تأوّلا
وَمـلا كـؤوسي بالنبيذ ومَا غلا
لـيـعود من سفر المتاهة مبتلى
وإلـىّ قـيـظ الوهم ِ منه توجّلا
حـلـمٌ وأيـقـظَ عزفه المتأجّلا
مـطـر الغياب به الوجود تجمّلا
سـيـقـيمُ في كل المدائنِ محْفلا
لـضـنى القلوب نشيده المتعلّلا
مـوتـي وجـافاني ثراك مُرمّلا
وسـجدت في حلم الوداع مؤوِّلا
وخـطاب رملك صاب منّي مقتلا
قـلقا ووجهي فاضَ وجها مهْملا
وعـلـى رؤى أعتابه سقطَ المَلا
ويـدي عـلى آثارها تأتي الفلا
قـد عـاد عـلّ سحابة تأتي إلى
أحـزانـه والـوجـد فيه تزلزلا
وبهم كراسي الحكم صارت جحفلا
وفـمُ الـخـيانة فيّ صاح مبجّلا
والـلـصّ من بيت الأمير تسللا
هـم يسرقون ويسرقون بما حَلا
حـولـي بـأني لن أعودَ فأقتلا
فـهـوَت نواميسُ السماء تعجلا
هـذي أنـا بـغدادُ شرّدني الأُلى