بُكائِيَّة بَيْنَ يَدَيْ بَشًّار بن بُرْد
29تشرين12011
أ.د/ جابر قميحة
أ.د/
جابر قميحةيـالأفـقـي الـجريح فَاضَ مـلَّ وجْـهَـه الـكـتـيْبَ سُهْيلٌ وضِـفافِي الخضراءُ ماجتْ بشوكٍ وطـريـقـي عـليه سودُ الأفاعي كـلـمـا شـبَّـتِ الـعزائمُ مني فـتـهـاوَتْ خُطايَ صْرعى فأَنّى كـيـفَ أمضي والزيفُ دينٌ وطبعٌ واخـتـلالُ المعيارِ أضحى صَوَابًا إِيـه " بـشْـارُ " جُدْ بيانًا وشعْرًا لا تـقلْ "كيف يمنحُ النورَ أعمى?" إِنّـمـا الـعُـمْيُ من طواهمْ ظلامٌ فـانـظـر الـعـالَمَ المسيخَ بقلبٍ لـنْ تـرى بُلبلاً على السْرح يشدُو والـبـغاثُ المضعوفُ عاث فسادًا ونـعـيـتقُ الغربان يسري لُحونا والـسًّـكـارَى تُميلهمْ نشوةٌ حَرَّى وارْتَـدَتْ لـبْـدةَ الأسُـود كلابٌ وذُرَا الـراسـيـاتِ أَمستْ مطايا والـفـقـاقـيعُ قد عَلتْ قمةَ السَّيْ والخريرُ المصدورُ في الجدوَل الذا وقـيـادُ الـجيوشِ في حَوْمةِ الحرْ وأمـيـرُ الـجُـهالِ " باقلُ " يُدلِي " ابـتـداءً مـن نشرة اليومِ حتى لـيـسَ سـحـبـانُ للبيانِ أميرًا * * * ويـحَ قـلـبـي يا بن برد ودرْبي فـأخـوك " الـخليلُ " يبكي بدمعٍ مـنْ هُـراءٍ يُـدْعى " قصيدةَ نثْرٍ" هـو " خُنْثَى الكلامِ " في شكله الما يـا بـن بـردٍ هل يعلمنَّ سِبَاوَيْ فـالـمـفـاعيلُ تَوَّجوها " برفْعٍ " والـمواضي مضارعٌ، وحروف الْ وصـلاتُ الموصولِ أفقدها الوصْ وانـتـصـابُ الأخبار أمرٌ بسيطٌ فـإِذا قـلـتُ " أوْقفوا الجهلَ حتى هَـتَـفَ الأدعـياءُ " مَنْ ذَا حباكُمْ إِنـمـا الـغـايةُ اتِّضاحُ المعاني فـلْـتـعـيـشُوا عبيدَ نحوِكمُ البا فـإِذا قـلـتُ " إِنـمـا النحُو قانُو أجْـمَـعُـوا أمرهمْ بليل وصاحُوا سـقـطـتْ أمةٌ تراختْ فصارتْ والـغٍ عِـرْضَها الشريفَ بدعْوَى فــإِذا طِــبُّــه خـداعٌ وزُورٌ هـكـذا يُـسـتَـبـاح كلُّ أَصيلٍ ويـصـيـرُ الـتراثُ عِهْنًا نفيشا وإِذا أنـكـر الـجُـذُورَ نـبـاتٌ * * * إِيـهِ " بـشار يا بن برد " عَذيري وأنـاديـكَ مـن وراء خـطـوبٍ مُـقْـلـقًـا روحَـكَ المقيمَ بغيبٍ إن عـصـرَنـا اليوم عصرُ مُواءٍ يـوم كـانَ الـقصيد ذا صولجانٍ يـوم كـان القصيدُ أقوى من السَّي فـانْـفضِ الموت وانهضنَّ سريعا كـيْ تُـريـهـمْ خمائلَ الشعر فوَّا فـإِذا مـا شـدت عـرائسُك الأبْ ثـم ذابـتْ مـن نشوة اللحنِ نورًا فـي ربـيـع مـزاجُهُ من رحيقٍ وإِذا مـا فـجَّـرتها الغضْبةَ الشعْ فـهـوى مُـصْـعَقًا دعيُّ المعالِي قـلْ لـهـم يـا بـن بردٍ " أَفيقُوا وأعـدْ هـيـبـة الـفحول كحسَّا وابـعـثِ الصيحةَ التي هي بَعْثٌ " يـا خـفـافيشُ للخرائبِ عُودي وارجـعـي يا بُغاثُ للقاع حَسْرى فـالـنـسـورُ التي طواها غيابٌ والـظـلامُ الـذي عـلا كلَّ أفْقٍ | ظلاماكـالـحَ الـوجـهِ حالكَ والـثـريـا وكـلُّ نـجـمٍ زهيرِ قـاتـلِ الـوخـزِ عابسٍ قمْطريرِ بـيـنَ أنـيـابها اغتيالُ المصيرِ أخـرسَـتْهَا رُؤَى الفحيح الهصورِ في ضفاف الأنياب يمضي مسيري? والـنـفاقُ الخسيسُ جِسْرُ العبورِ?! والـصـوابُ المنيرُ شرّ الشرورِ? مِـنْ ضـيـاءٍ وحـكمةٍ وعطورِ لـيـسَ أعمى من كان حيَّ الشعورِ في القلوبِ التي استَوَتْ في الصدورِ نـابـضٍ بـالسًّنا الشفيفِ البصيرِ بـلْ خـفافيشَ في رياشِ الصقورِ بـمـغـانـيها في غيابِ النسورِ فـي جـنـازاتِ فـنِّـنَا المنْحورِ لـلـحْـنٍ مـمـزَّقٍ مـنْـخُـورِ وجـلـودَ الـنـمورِ سربُ الحميرِ لـحـصَى الأرض والغُثاءِ الحقيرِ لِ وصـارتْ أمـيـرةً لـلـبحورِ بـلِ يُـزْري عـلـى هزيمِ الهديرِ بِ لـنِـذْلٍ وأعـوَرٍ وضـريـرِ بـبـيـانٍ مـن قـصرِهِ المستنيرِ يـبـعـثَ اللهُ أرضَـنَـا للنشورِ وأنَـا لـلـبـيـانِ خـيـرُ أميرِ" * * * رهـنُ حـزنٍ مُـعـربِـدٍ مسْعورِ مـن دمٍ دافـقٍ سـخـيـنٍ غزيرِ لـيـسَ بـالـنـظم شكلُهُ والنثيرِ ئِـع : لا في الإِناث أو في الذكورِ هِ بـمـأسـاةِ " نـحونا " المنكورِ? بـيـنـما الفاعلُون في "المجرورِ" جـرِّ... نَصْبٌ وهانَ أمرُ الضَّميرِ لَ جَـهُـولٌ مُـتَـوَّجٌ بـالغرورِ سـائـغٌ هـيـنٌ عـلـى التفسيرِ نُـدركَ الـداءَ فـهـو جِدُّ خطيرِ" إِمـرةَ الـنـحـوِ أو إِقامَ الكسورِ? بـسـلـوكِ الـتسهيل لا التعْسيرِ لـي ودُمْـنـا لـلـفكرِ والتنْويرِ " نٌ لـضـبـط المنظومِ والمنثورِ " " لـسـتَ فـيـها بمنكرٍ ونكيرِ " لـغـةُ الـديـن نـهبَ كلِّ عقورِ " طِـبِّـهِ " الـناجحِ الجديدِ القديرِ يـجـعـلُ السهْل ألفَ ألفِ عسيِرِ وَيـفُـضُّ الـبـيـانَ كلُّ صغيرِ تـائـه الـخـطوِ مالَهُ من نصيرِ مـاتَ فـي لـفحة الهجير المريرِ * * * حـيـنَ أبـكي في يومنا المقهورِ غـشـيـتـنَـا بعاصفٍ زمْهريرِ قـد عـلا سـرُّهُ عـلـى التفكيرِ أدبـيٍّ وعـشـتَ عـصرَ الزئيرِ ورجـالٍ ومـنـبـرٍ وسـريـرِ فِ.. مِـنَ الـمالِ والردى والنَّفيرِ ولْـتُـحـطـمْ أسوارَ هذي القبورِ حـا عـبـيرُهُ من عميق الشعورِ كـارُ فـجـرًا سَبَتْ قلوبَ الطيورِ عـبـقـريـا مـع الصباح المنيرِ دافـقِ الـسـحـرِ مَا لهُ من نظيِرِ وَاءَ بـاحَـتْ بـجمرها المستطيرِ بـيـنـمـا اشـتدَّ قلبُ كلِّ كسيرِ وأصـيـخُـوا لـذا النذيرِ الأخيرِ" نٍ وكـعـبٍ وعـنـتـرٍ وجريرِ وانـتـصـارٌ لـشـعرِنا المهدورِ قـد أتـى الـفجرُ بالأصيلِ الجديرِ رجـعـةَ الـخـاسِر الذليل الحقيرِ عـائـداتٌ لـوكـرِهـا المهجورِ يـتـلاشـى أمـام سـيل النورِ" | الديْجورِ