وتطيب الحياة
03كانون22015
شريف قاسم
وتطيب الحياة...
شريف قاسم
يقول الله تعالى : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * فإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ).
ماجَفَتْنِي ولَم أَعِشْ أو طَوَتْنِي غًمَّاتُ عصرٍ أشاحَتْ أَسَرَتْنِي ملاحةُ الزَّهوِ فيها في حياتي من صَبوةِ القلبِ شدوٌ فَتَثَنَّى مُتَيَّمًا ، ضَنَّ بالعمرِ ... ولئنْ بَانَ طيفُها عن عيوني يشهدُ اللهُ مانعمتُ بيومٍ يانَبِيَّ الرحمنِ دنيايَ ضاقتْ قادني الشَّوقُ والجوانحُ ثملى والهناءاتُ ظلُّها فيه ثُكلٌ وحنيني لِطيبة الدهرَ باقٍ والمطايا وما وَنَتْ سلساتٌ لم تزغْ منها العينُ يوما فطوبى سُؤدُدُ المجدِ قد وَعَتْهُ عصورٌ وتطيبُ الحياةُ في ظلِّ ركنٍ وجَناها من فضلِ ربِّك يأتي فاضَ في أيدٍ آثَرَتْهُ ، فأعطى وتَدَانى من الفقيرِ لُهاها فَتَوَلَّى في بسطةِ العيشِ يروي فطوى صفحةَ الشَّقاءِ عزيزًا بربيعِ الإسلامِ تحلو الليالي فشَذاهُ الفوَّاحُ يأبى اعتكارًا يومَ وافى آبَ الطريدُ ، فَألفَى لاهباتٍ يُصارمُ الناسُ منها إنَّها دعوةُ النَّبِيِّ فأبشِرْ أَسَرَ الضَّنْكُ أُمَّةً هَجَرَتْهَا وتناءتْ عن النَّبِيِّ فتاهتْ سَيِّدَ الكونِ : قد أتيْتَ رباها يومَ ناديْتَهَا ، فهبَّ شبابٌ وَلَكَم آذاكَ الجُناةُ ، فسامَحْتَ ... وَلأنتَ الرحيمُ عِشْتَ لها مؤتَلِقَ ... وتسامَيْتَ رأفةً وَحُنُوًّا وَمُحَيَّاكَ غُرَّةُ الصُّبحِ أحيا قَصَّرَ المدحُ لم يفِ الشِّعرُ حقًّا يومَ أنْقَذْتَهَا من الجاهلياتِ ... وتغنَّى بك الزمانُ ، وأعلى أَوَتَنْسَاكَ أُمَّةٌ قد سَقَاهَا خابَ والَّلهِ مَن جفا الدِّينَ يومًا قد رأينا أشرارَهم في تبارٍ ورأيْنا فُجَّارَهم في انحطاطٍ أدبَرَ الخيرُ عنهُمُ ، وتفشَّى هكذا أهلكوا النُّفوسَ بِفِسقٍ وتعاووا معَ النَّعِيٍّ سُكارى لن تطيبَ الحياةُ إلا بشرعٍ وجهُهَا الجَهمُ لم يزلْ في شُحوبٍ وعفى ربعُها الجميلُ ، وأخوتْ ربِّ أَبْرِمْ لأُمَّتي عهدَ خيرٍ وتُوَلِّي فواجعُ الدهرِ عنها ليقودَ الإسلامُ ركبَ بَنِيها أنتَ أدرى بحالِها ، فأَغِثْها | لِسِواهاأو أتى القلبُ غيرَهَا عن شنيعِ ازوِرارِها وأذاها وثناءُ الرحمنِ أغنى سَنَاها قَرَّ في العمرِ ماعَنَا إلاَّها ... ولكنَّه يعيشُ فِداها هِمتُ ثكلانَ ظامئًا لِمُنَاها (1) غرَّ نفسي في العيشِ غيرُ هواها رغمَ مافي الأيامِ من نعماها ! والصَّباباتُ طُهرُها جَلاَّها بعد أن كانَ نفحها وشَذَاها جلَّ مَنْ لاصطفائِها سوَّاها في الفيافي : أرسانُها وخُطاها (2) ليس يَرضى غيرَ الوفاءِ حُدَاها لنَبِيِّ الهُدَى الذي وافاها للمثاني ، فاليُمْنُ بعضُ عَطاها عَطِرَ البوحِ لم يزلْ تَيَّاها أبعدَ القومِ فاغتَدَى أوَّاها في ليالٍ من بؤسِه عاناها (3) كيف أحيتْ ترابَه كفَّاها ! شاكرًا أَنْعُمَ الذي أعطاها مقمراتٍ ، وقد تلاشى دُجَاهَا لصدورٍ تضيقُ من بلواها كيفَ تُطوَى الهواجرُ استبقاها .. ماسفتْها على الدروبِ يَدَاها ! لاتُماطلْ في شأنِها بُشراها بينَ شِدْقَيْهِ ، فالقتادُ جَنَاها في ضلالاتِ جَفوةٍ وأساها بربيعٍ فاخضرَّ وجهُ بهاها وتوانى معاندًا أشقاها ... وكنتَ الحريصَ دونَ هناها ... الخُلْقِ مُشْفِقًا أَوَّاها واصطفاكَ القديرُ عِزًّا و جاها ما أماتَ الظلامُ من نجواها لكَ أزجاهُ في الكتابِ عُلاها ... يُماري في شرِّها أطْغَاهَا ذِكْرَكَ اللهً البَرُّ في مَغْدَاهَا مُزْنُ فضلٍ إقبالُه أحياها وتلَوَّى بالثُّكلِ لمَّا تَاهَا وولجنا أيامَهم وشقاها معْ صُنوجِ الفُسَّاقِ بئسَ صَداها خَوَرُ النَّفسِ جالبًا لِعَنَاها وفجورٍ ، فَكَزُّهُ سُكنَاها (4) ليس يدرون بَعْدُ ما مُنتهاها ؟ هلَّ غيثًا لأهلِها ورُباها بعدَ أن أتلفَ اليبابُ عُراها باسقاتُ الربيعِ في مسعاها (5) فيه يُمْحَى عويلُها وأساها ويزولُ الطغيانُ أدمى الجِباها للفتوحاتِ أنتَ ربِّي رَجَاها أنتَ في الخطبِ إن دهى مولاها | فَجَفَاهَا
هوامش :
1- بانَ : ابتعد ، غابَ
2- وَنَتْ : ضعفت
3- لُهاها : عطاؤُها وخيرُها
4- كَزُّ الفسق : قبيحه وشنيعه
5- عفى : بلي ، لم يبق له أثر