وطني الحبيب هو الطبيب
22تشرين12011
فيصل الحجي
فيصل بن محمد الحجي
| عـجـبتُ منَ الطبيبِ أو الخبيرِ يـقـولُ : بصَدْرك الشاكي دّويٌّ فـلا (الـتحليلُ) يكشِفُ ما تعاني فـداؤك مـا عَـرَفـتُ لهُ حُدوداً ومـا لـهُ فـي مدى علمي دواءٌ * * * أنـا – يـا أيُّـها الآسي – أعاني عـنِ الأوطـانِ أخـرجَـني فتِيّاً كـرهـتُ الـقهرَ والإذلالَ حتى غـدا وطـنـي الأثيرُ لديَّ سِجنا فـكـيـف نطيقُ تنكيلاً وذلاً ؟! غـدا (الـكـرسِيُّ) أغلى ما يراهُ فـذا الـكـرسـيُّ يَمنحُهُ التعالي ويـمـنـحُـهُ الثراءَ بلا حُدود ٍ ويـمـنـحُهُ البقاءَ .. وذاك جُودٌ لـذلِـكَ سَـنَّ دُسـتـوراً لِيحمي فـلا أمْـنٌ يـصُـونُ مُعارضيهِ ولا عـطـفٌ لـديْهِ على تعِيس ٍ وقـد جَـمَـعَ الـنفاقُ له عُيوناً يُـلـبُّـونَ الـرِّغابَ بلا عقول ٍ تـراهـمْ يـبـطـشونَ بكلِّ حُرٍّ أعــاديـنـا أرادوهُ عَـمـيـلاً وقـد ضـمـنوا لهُ الكرسيَّ حتى لِـذلِـكَ كـانَ الاسـتِقلال ُ وَهْماً * * * عـجـبـتُ لِـذلِك النهرِ الغزيرِ أجُـنَّ جُـنـونُ والـينا لِصوتٍ وآفـة ُ كـلِّ طـاغـيـةٍ غـباءٌ يَـؤزُّ ذِئـابَـهُ بـالـحِـقـدِ أزّا يـقـولُ : أنـا الإمـام أنا أميرٌ ومِـنْ حـقـي القرارُ بلا نِزاع ٍ سَـلوا (المُفتيَّ) عِندي عنْ مَقامي ولِـيُّ الأمـرِ طـاعـتهُ اسْتمِدَّتْ لِـذا مَـنْ عارضَ السلطانَ يوماً خـذوهـمْ عـذِّبـوهـم واقتلوهمْ كـذا جَـرَتِ الـدِّمـاءُ بـكلِّ فجٍّ فـذا شـيـخٌ تـضـرّجَ في دِماهُ وذا طـفـلٌ ذبـيـحٌ في طريق ٍ وتـلـك صَـبـيَّة ٌ لقِيَتْ حِماماً وألـبـسـها الخبيثُ الوغدُ عاراً وأقـلـقـهُ مِـنَ الشعبِ اجتِراءٌ فـأحـضرَ (جيشنا) المٌرتاحَ حتى أذلـك جـيـشنا أم جيشُ خصم ٍ وإسـرائـيـلُ تـرقـبُـهُ بعَيْن ٍ فـهـذا الـجيشُ صارَ لها صديقا ويَـقـذِفُ نـحـوَ إسرائيلَ سِلماً لِـذلـك عـافـهُ (الأحـرارُ) لمّا أولـئـك جـيـشنا السُّوريُّ حقاً هُـمُ الأمَـلُ الوضيءُ لكلِّ شعبي طـرَدنـا الـبومَ والغِربانَ طرْداً * * * سُـؤالـي لِـلـذي مَـهَرَ التباكي عـلامَ غـزَوتَ سوريّا ؟ وقلْ لي وحَـوَّلـتَ الأنـامَ إلـى بـقايا وآخـرُهـا الـهجومُ على حَمير ٍ | أتـخـفـى عَنهُ أسرارُ الأمورِ؟!! جهلتُ مَداهُ في الفحصِ السريري ولا (التصويرُ) غاصَ إلى الجُذور ولا نـدّا عـلـى مَـرِّ العُصورِ ولا شـافٍ سـوى الـرّبِّ القدير * * * بـهـذا الـعـصرِ إخمادَ الشعُورِ حُـسـامُ الـظلمِ في لفحِ الهجيرِ عـزمـتُ على الرحيلِ بلا نكيرِ كـمـا صـارِ المواطِنُ كالأسير وكـيـف نعيشُ في نار ٍ ونِيرِ؟! ولِـيُّ الأمـرِ عـن جَهل ٍ وزُورِ بـلا حَـقٍّ لإشـبـاعِ الـغرورِ بـمـال ٍ أو ريـاش ٍ أو قصُورِ يَـمُـنُّ بـهِ على الشعبِ الصَّبُورِ مـطـامِـعَـهُ بـمِنهاج ٍ خطيرِ ولا شـعـبٌ يُـشاركُ في الأمورِ ولا جُـودٌ لـديْـهِ عـلـى فقيرِ وأذنـابـاً تـكـافـأُ بـالـشعيرِ لِـكي يَرضى الأجيرُ عنِ الأجيرِ لِـكـيْ يـجـثوْ على قدَمِ الأميرِ يـلـوذ ُ بـظـلـهمْ كالمُسْتجيرِِ يَـرَوْهُ يـقـومُ بـالـدّورِ الحقيرِ فـلا نـلـقـاهُ إلاّ فـي القشورِ * * * يـفـيـضُ دماً منَ الجُرحِ الكبيرِ يريدُ العَدلَ في (بعضِ) الأمورِ ؟!! وهـلْ يـأتي الذكاءُ إلى الحميرِ؟! ويُـغـريـهـم بأضعافِ الأُجُورِ فـكيفَ يجوزُ عِصيانُ الأميرِ ؟! مُـطاعٌ في الغِيابِ وفي الحُضورِ لِـتـلـقـوا عِـندهُ فتوى الخبيرِ لـكـم مِـن طـاعـةِ اللهِ القديرِ فـيـلـقـى عِـندَنا أقسى نكيرِ ورُدُّوهـمْ إلـى أخـزى مَـصيرِ وأُغـرقـتِ الـشوارعَ كالبحورِ بـلا رِفق ٍ ... فما ذنبُ الكبيرِ ؟! يسيلُ دماً .. فما ذنبُ الصغيرِ ؟! فـمـا آثـامُ رَبَّـاتِ الـخدورِ ؟ فـمـا شأنُ الظباءِ معَ الحميرِ ؟! وإصـرارٌ عـلـى النهج المُنيرِ يُـبـيـدَ الناسَ بالقصفِ الخطيرِ تـفـنـنَ بـالجرائِمِ والشرورِ ؟! تـشِـعُّ مـنَ الـسعادةِ والسرورِ يُـبـيـدُ الـمـسلمينَ بلا فتورِ ويـقـذِفـنـا بـنِـيرانِ السعيرِ أشـاعَ الـمُـوبـقاتِ بلا ضمِيرِ وأنـتـمْ رجـسُ بـعثِكمُ الحقيرِ وجـيـشٌ لِـلـتـحَـرُّرِ والنفِيرِ فـأهـلاً بـالـبـلابلِ والصُّقورِ * * * عـلـى وَطن ٍ غدا مِنْ غيرِ سُورِ بكلِّ صراحةٍ : هلْ أنتَ سوري ؟! طـريـدٍ أو قـتـيـل ٍ أو أسِير فـيـا ويـلَ الحميرِ منَ الحميرِ! |
