خطاب إلى الوالي

إياد شماسنة

إياد شماسنة

[email protected]

لِمَاذا يُقَاتِلُ جُنْدُكَ بِالْنَّارِ شَعْباً يُرِيْدُ الْخَلَاصَ سَبِيْلا

وَيَصْرُخُ صَوْتُكَ فِي الْهَاتِفينَ وَقَدْ كَانَ فِي النَّائِباتِ هَزِيْلَا 

لِمَاذَا تَرَكْتَ الْحُدُوْدَ وَعُدْتَّ إلَى الْقَصْرِ تُطْلِقُ فِي الْنَّاسِ غُوْلَا 

أرَاكَ اصْطَنَعْتَ القَدَاسَةَ فِي الْحُكْمِ حَتَّى تُعِيدَ الْعَزِيْزَ ذَلِيْلَا 

وَقَدْ قُلْتَ لِلْغَيْثِ أمْطِرْ مَتَى شِئْتَ سَوْفَ تَعُوْدُ إلَيْنَا سُيُولَا 

وَفِي كُلِّ دَرْبٍ تُفَرِّقُ جَمْعاً بِكُلِّ طَرِيْقٍ يَعُوْدُ فُلوْلَا 

أَمَا كَانَ سَيْفُكَ فِي نَحْرِهِمْ قَبْلَ أنْ يخرجوا بكرة واصيلا 

وَمَا كَانَ فِيْهِمْ مِنَ الْعَيْشِ إلاّ خَيَالاً بَدِيْعَاً وَيَأسَاً عَلَيْلَا 

* 

سَأُلْقِيْ عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ قَوْلَاً كريماً ، إذَا ما سَمِعْتَ ثَقِيْلا 

ذِئَابُكَ فِي الْأرْضِ يأكلن لَحْمَ الْعِبَادِ ويتركن خطبا جليلا

ويجعلن كل منيف من العامرات يعود بهن طلولا 

وَتَاجُكَ مِقْصَلَةٌ تَسْتَعِدُ لِكَيَ تَسْتَبِيْحَ الْرُّؤُوْسَ طَوَيْلَا 

سَوَاعِدُك الْضَّارِبَاتِ تَرْكَنَ الْعَدُوَّ يَجُرُّ عَلَيْنَا ذُيُوْلَا 

وَعَرْشُكَ يَمْحُو فُصُوْلَ الْحَيَاةِ وَيَصْنَعُ لِلْمَوْتِ فِيْنَا فُصُوْلا 

وَكُنْتَ قديما عَلَى دَمِنَا صَاحِبَ الْدَّمِ تَمْنَعُهُ أنْ يَسِيْلا 

وَكُنْتَ لَدَيْنَا أمِيْنَ السِّلَاحِ فَعُدْتَّ عَلَيْنَا سِلَاحاً وَبِيْلا 

فَمَاذَا تَقُوْلُ إذَا قَالَ رَبُّكَ كَيْفَ تَرَكْتَ الْرَّضِيعَ قَتِيْلا 

* 

تُحَاوِلُ أنْ تَجْعَلَ الْخَوْفَ وَالْخُبْزَ خَطْبَا عَلَى الْكَادِحِين جَلِيْلا 

تُرَى، وَالْدِّمَاءُ تُنِيْرُ الْطَّرِيْقَ لَنَا هَلْ رَأيْتَ الْطَّرِيْقَ جَمِيْلَا 

ألمْ تَرَ أنْ خِطَابَكَ عُهْرٌ وَفِعْلَكَ أنْكَى وَأكَّذَبَ قِيْلَا 

أتَعَلَّمُ كَيْفَ بَكَتْ أُمَّهَاتِ الْرِّجَالِ وَكَيْفَ احْتَسِينَ الْغَلِيلِا 

وَقَد قُمَنَ نَحْوَ الْسَّمَاءِ فَأقَسَمنَ أن لَا يَكُوْنَ الْقَصَاصُ مُطَيْلَا 

سيُنْجِبْنَ فِي كُلِّ عَام رِجَالْا وَيُرْضِعْنَ لِلثَّائِرِينَ الأصُوَلا 

لَهُنَّ قُلُوْبٌ وَمَا لَكَ قَلْبٌ ، فَايُكُم الْغَالِبُون فَصِيْلَا 

اجِبنا اذا ما عَلِمْت الْجَوَاب وَلَسْت اظُنُّكَ تَدْرِي فَتِيْلا 

فكَيْفَ يُقَاتِلُ جُنْدَكَ بِالْمَوْتِ شَعْباً يُرِيْدُ الْحَيَاةَ بَدِيْلا