أنقذونا
محمد عباس الأهدل
أي جرحٍ عاودَ الألمَا
أي نجمٍ عاند الظُلمَا
أي همٍ شَابه السقمَا
أي حكمٍ راوح السأمَا
أي طولٍ جاوز الهِممَا
أي بذلٍ سابق الكرمَا
دعك والتسآل ياقلمي
دع سؤالاً جاوزَ الحُلما
عن دمٍ يجري على قدمٍ
عن فتى للقتلِ قد بسمَا
عن هديرٍ في هديرِ رحى
في لظى الطاغوت ما انهزمَا
عن بلاد الشام يا قلمي
الجوابُ المُر قد حسمَا
فهو يغني عن مساءلةٍ
إنما قد ضاعَ فانكتمَا
لم يجد أي صدى فمضى
وحده يستقبل النقمَا
قامةٌ لا تنحني لأسى
تحفظ الأعراف والشممَا
وهو يمضي في عداوته
يقتفي آثاره القدمَا
يسحقُ الزرعَ على عجلٍ
قبل أن يلتفت الرُحمَا
كل ذنب القوم أنهم
أسقطوا التمثالَ والصنمَا
أقسموا بالله لن يهنوا
ثم لم يسترجعوا القسمَا
شيعوا موتى لهم ومشوا
خلف موتى عهدهم أممَا
شربوا مثل البريص لظى
وارتضوا برديهم حممَا
هلكوا عطشى بموردهم
قبل أن يصحوا بنا الحكمَا
ملأوا صدر الربيع شذى
شهداء مسكهم ختمَا
آثروا العز وجنتهم
وانثنوا في عزة عظمَا
قُتلوا صمتاً فما أحدٌ
شال كفاً لا ولا قدما
يا جباه العرب يا كرماً
أطعم العقبانَ والرخمَا
يا حماة الجار يا شيماً
لم تزل في ذكرهم شيمَا
أدركونا ... ففواجعنا
تزعج الأنذال واللؤمَا
أي دينٍ .. ألضمير بكم
مات صرتم بعدنا عدمَا
أو نأتي كي نعلمكم
أنقذونا واسألوا العُلمَا
إنه يزحف نحوكموا
بادروا الشر الذي نقمَا
قد غرقنا في تعقلكم
أمركم والعقل ما انسجمَا