حدائق الأيام
حدائق الأيام
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]قـد طـالَ في مُدنِ الهوى ترحالي
وبـحَـثتْ عن نفسي بكلّ دفاتري
ومـشـيتُ قدّامي ، ظلامُ مواجعي
ورجـعـتُ نـحوي لمْ أجدْ إلا أنا
وحـدي ومـرآةُ الشعورِ قصائدي
وغزوتُ فانكسرتْ زوارقُ رحلتي
وغـفوْتُ والأحلامُ تورق في يدي
وإذا بـهـا الـدنيا سرابُ مُخادعٍ
وجـفـافُ أيـامي استحالَ حرائقاُ
وأمـيـرتـي وافتْ حدائقَ أعيني
وتـهـرّبـت لـحظاتنا عن وقتنا
وتـسـابـقـتْ غيماتنا تهبُ الربا
وتـدقُّ بـابَ الأرجـوانِ بـنزفِها
عـودي سـكـاكينُ الزمانِ تحفّني
فـاضـتْ براكيني سماءُ حرائقي
مِـنْ أينَ وابتسمت مواجعُ خيبتي
أنـا في العراقِِ وفي الشآم حبيبتي
فـخـطـرْتُ أرفعُ جبهتي متأهِّبا
لـتـقـودَ رابـيـةُ العبيرِ حقولنا
ويـفيضُ في وترِ الأغاني ضارباً
حـتـى يـصيرَ الأقحوانُ جدائلاً
وتـكـون مَـنُ وافيت أنثى لهفتي
ويـمـيطُ عن فتنِ الجمالِ حجابُها
ويـقـدّ خـيطَ الروح في شهقاتِه
واهـاً عـليّ غزا الجفافُ عوالمي
نـهـرٌ يـجـلببني بموجِ طيوبِه
زمـنٌ وأوجـاعي تحاصرُ أضلعي
ويـديـف لـي سمّا بكأس تأوّهي
زمـنٌ وأعـدائـي يـفحُّ عداؤهم
ومـضيتُ ما زلّت دروبي وانتهتْ
فـأنـا نـهـارٌ كـفّـنـته غمامةٌ
قـلـبـي إلى عينيكِ صغتُ نزيفَه
أنـا مَـنْ يـثورُ إذا تلاعبَ جاهلٌ
إنّـي أنـا الـبـدويُّ أحـيا غربةً
وعلى رمالِ الصمتِ أزرعُ خيمتي
ردّي ولـو كـذباً لهاجسِ لحظتي
وتـهـيـأي عـند الضحى للقائناواعتضتُ عن سحرِ الهدى بضلالي
فـوجـدتُها اختبأتْ بدربِ سُؤالي
قـد صـاغَ من نارِ النوى أغلالي
وحـدي أسـوحُ وفـي يدي أقفالي
فـيـهـا نزفتُ وكنتِ بوحَ خيالي
ورجـعْـتُ مكسوراً على استعجالِِ
شـجـراً ، وتحلو في المدى آمالي
وهـناك غابتْ في الرحيلِ رحالي
ونـسـيمُ روحِ البحرِ طافَ حيالي
حـلـمـاً يـطوف بغربتي ومآلي
وتـخـضّـبتْ في لهفتي أوجالي
تـرفـاً وتـسـقي بالبروقِ غِلالي
وتـريـقُ في قدحِ الضحى تسآلي
ويـكـادً يـكـفرُ في دمي زلزالي
جـنـحَـتْ وكسّرَ صوتَه جّوّالي
وتـغـرّبـت عن ساحتي أطلالي
شـتّـان بـيـن دلالِـهـا ودلالي
بـولادةِ الـتـاريـخِ مـن أقوالي
وتـثـيـرُ فـي أفق الشذا تجوالي
سـرّ الـسـرابِ ورجـفةَ الشّلالِ
ويـفـيـضَ من قلبي بريقَ لآلي
وتـكـونُ فـيّ غـريـبةَ الأمثالِ
ويـشـدُّ فـي شبحِ الرؤى سلسالي
ويـغـازلُ الأرواحَ هـمسُ خيالي
وبـي اسـتـحالتْ جمرةً أوشالي
لـتـبـوحَ عـن أنـفاسِه أحوالي
حـتـى تـلوَّنَ لي طيوبَ سلالي
وجـحـودُ ذاتي صاغ َ لي موّالي
بـالـحـقـدِ حـينا والأذى للحالِ
أو شـتّ بـي قدمي إلى الضُّلال
ودمـي تـفـنَّـنَ وحـدَه بنكالي
عـقـداً بـدونكِ لن يكونَ جَمالي
فـي جـيـدِ لـيلى أو بعقدِ دلالِ
فـي عـالـمي المملوءِ بالأوحالِِ
وأشـدُّ فـي حـجرِ النزيفِ حِبالي
لا تُـشْـمِـتـي فيما جرى عُذالي
لـيـكونَ من قصرِ النوى إطلالي