حوار مع الحساسية

عاطف كامل يوسف

عاطف كامل يوسف

[email protected]

يشابه لونها العندم

قد امتدت على صدري

كمثل مساحة الدرهم

ترافقني

كظل سار في اثري

وقد سلخت ضحى الأيام من عمري

و أصحبها على كره

أخجلها فلا تخجل

أعالجها لكي ترحل

فلا ترحل

أحاورها ألا تخشين من بأسي

وقد ضاقت بك نفسي

ألا تخشين من طبّ ومختبر

وداؤك أين من أدوا

قد انزاحت عن البشر؟!

فأسمعها تقهقه مثل شيطان

له قرنان في الرأس

وتسخر من محاضرتي

عن الحكماء والمرهم

وطبّ الجسم والنفس

وتبرز لي تعاندني

فهأنذا

أوسوس في ثنايا الجلد

تشمخ تارة نفسي

وطورا- أيها المغرور- قد

أرضى عن الوسواس بالخنس

أياهماّ على صدري

أما تكفي هموم القلوب من دهر

وقد أربت على الحصر

 

لتأتي أنت يا دائي

تسيء الظنّ

تحسب أنني قد نمت عن حقي

وقد أفضي إلى اليأس

فأين أفر من قدري

هي الدنيا- وإن رحبت-

تضيق كفتحة الإبرة

فأوسعها بإيماني

هي الدنيا  إذا  اسودت

أضاء سوادها

نور من الرحمن يهديني

فليس اليأس من ديني

ولي أمل بأن الله يشفيني